بين ترشيح فيرا خوري، ووزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة، لرئاسة اليونيسكو، ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بإطلاق حملة لدعم الأخير كونه "الأجدر بهذا الترشيح".

بيروت: سجال على المستوى الثقافي هذه المرة، يعيشه اللبنانيون، فقبل عام من انتهاء ولاية إيرينا بوكوفا بدأت المعركة لخلافتها بين مرشحين عرب يعتبرون أنه من المشروع أن تتولى شخصيّة عربيّة رئاسة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للمرة الأولى في تاريخها.

لكن اللافت أكثر أن لبنان لم يستطع الإجماع على مرشح واحد لشغل هذا المنصب، في وقت يمر فيه بحالة انقسام سياسي حاد.

وكان مصدر حكومي لبناني قد ذكر أن بيروت قدمت رسميًا لليونيسكو رسالة دعم "لفيرا خوري نائبة المندوب الدائم لسانت لوسيا لدى المنظمة الدولية"، وكانت الأخيرة أعربت للسلطات اللبنانيّة وخصوصًا وزير الخارجية جبران باسيل عن "رغبتها في الترشّح" لهذا المنصب.

والمرشحة هي معاونة الملياردير اللبناني جيلبير شاغوري الذي يشغل منصب المندوب الدائم لسانت لوسيا لدى اليونيسكو، من جهة أخرى أكد وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة، الدبلوماسي السابق في الأمم المتحدة والاستاذ الجامعي، ترشحه أيضًا، ما حدا بمواقع التواصل الاجتماعي لاطلاق حملة لدعم ترشيح وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة وإعتباره الأجدر، والتنديد بموقف الحكومة اللبنانيّة.

ماضٍ في الترشح

وأكد وزير الثقافة غسان سلامة أنّه ماضٍ في ترشحه سواء تبنته الحكومة اللبنانيّة أم لم تفعل، خصوصًا وأن هذا الترشح يستند إلى البرنامج وليس الشخص، وهو يعدّ مشروعًا متكاملاً لاصلاح المنظمة بعدما أصابها بعض التهميش.

وإذ نفى أن يكون أيّ من المسؤولين اللبنانيين راجعه أو سأله عمّا إذا كان راغبًا في الترشح، كشف سلامة انّه سيزور لبنان قريبًا للقاء المسؤولين ووضعهم في صورة برنامجه وأهداف ترشحه، آملاً أن تتبناه الحكومة وإلا فإنّه سيجد نفسه مضطرًا لتبنيه من دولة أخرى.

ومن ضمن المنظمات اللبنانية التي أيّدت وصول سلامة إلى اليونيسكو، أيّدت رابطة أصدقاء الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، ترشيح سلامة للمديرية العامة لمنظمة "يونيسكو"، معتبرة أنه يتمتع بكل الصفات التي تؤهله لشغل هذا المنصب.

وأشارت الرابطة في بيان إلى أنه "مفكر حر، وصاحب رأي حر، منفتح على الحوار مع الجميع من أجل مجتمع عالمي أكثر انسانية وأكثر عدالة، وأثبت امتلاكه لقدرات وكفايات مميزة في إدارة أزمات إقليمية ودولية، والسعي لإيجاد حلول لها بتكليف من الأمانة العامة للأمم المتحدة، والعديد من المراجع الأكاديمية والفكرية والسياسية تستشيره في العديد من القضايا الشائكة، وسجله حافل بالإنجازات الفكرية والإدارية والوزارية، سواء على الصعيد اللبناني أم العربي أم الدولي".

ودعت الرابطة الحكومة اللبنانية والحكومات العربية إلى تبني ودعم ترشيح الدكتور غسان سلامة لإدارة اليونيسكو.

وزارة الثقافة

عن ترشيح غسان سلامة لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونيسكو، يوضح وزير الثقافة روني عريجي في حديث لـ"إيلاف"، أن الأمر يشمل وزارة الثقافة ووزارة الخارجية المولجة تسمية الاشخاص في المنظمات ورأي رئيس الحكومة".

ويلفت إلى أن "فيرا خوري التي تتمتع بسيرة ذاتية مهمة قدّمت ترشيحها منذ سنة ونصف السنة، وقد تبناه لبنان الرسمي، أما الوزير سلامة فأعلن ترشيحه منذ فترة قصيرة ما سبّب الإشكالية الحاصلة".
ويضيف:"ليس صحيحًا أننا فاضلنا بين المرشحين، ويجب أن تتم مقاربة الموضوع بما يخدم مصلحة لبنان".

من هو سلامة؟

والمعروف أن غسان سلامة من مواليد 1951 وهو سياسي لبناني وأستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون. تولى وزارة الثقافة في ظل حكومة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري من عام 2000 إلى 2003.

كان ضمن وفد الأمم المتحدة المبعوث إلى العراق 2003، وكاد أن يلقى مصرعه في حادثة تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد.&

وله العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية منها:

المجتمع والدولة في المشرق العربي.
السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945 دراسة في العلاقات الدولية.
نحو عقد عربي جديد - بحث في الشرعية الدستورية.
التسوية " الشروط المضمون، الأثار".
من الارتباك إلى الفعل التحولات العالمية وآثارها العربية.
أميركا والعالم إغراء القوة ومداها.