يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارة رسمية إلى مصر، بعد غد الاثنين، وتتركز الزيارة على الجوانب الاقتصادية، ومن المتوقع إبرام نحو 19 اتفاقية للاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين، إلى جانب مكافحة الإرهاب.

القاهرة: يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مصر بعد غد الاثنين، في زيارة هي الثانية له في أقل من عام، بعد افتتاح قناة السويس الجديدة في &السادس من شهر (أغسطس) آب العام الماضي. وتتركز الزيارة بشكل أساسي على الموضوعات الإقتصادية إلى جانب الحرب ضد الإرهاب، والأوضاع في المنطقة العربية، لا سيّما سوريا وليبيا.

ووفقاً للمتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، السفير حسام القاويش، فإن الحكومة عقدت أكثر من اجتماع، للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المرتقبة إلى مصر، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد عدة مباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي، تتناول تعزيز العلاقات بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف في تصريحات صحافية، أن الجانب الاقتصادي يعد الأبرز خلال الزيارة المرتقبة لهولاند، مشيرا إلى أن وفدا اقتصاديا رفيع المستوى سيرافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى القاهرة.

وقال رئيس مجلس الأعمال الفرنسي المصري، فؤاد يونس، إن الزيارة لها أهداف اقتصادية، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا قوية جداً. وأضاف لـ"إيلاف" أن زيارة الرئيس الفرنسي ستضم وفداً اقتصادياُ رفيع المستوى، موضحاً أن الوفد يضم نحو 60 شخصية من رجال الأعمال والخبراء والوزراء والمسؤولين الفرنسيين.

حليف استراتيجي

وتوقع أن يتم إبرام نحو 19 اتفاقية اقتصادية، في مجالات عدة منها النقل، ولا سيما مترو الأنفاق، والسكة الحديد، وصناعة السيارات والتنقيب عن البترول والكهرباء والزراعة.

وقال السفير مصطفى بدران، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فرنسا تعتبر حليفاً استيراتجياً لدول المغرب العربي وشمال أفريقيا ومصر، سوريا ولبنان، مشيراً إلى الرئيس "هولاند" لديه تطلعات في فتح أفاق للتعاون مع مصر ودول الشمال الأفريقي، لا سيما في مجالات الحرب على الإرهاب والمجالات الاقتصادية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن فرنسا وقفت إلى جانب مصر في الحرب ضد الإرهاب، ودعمت الجيش المصري بمختلف أنواع الأسلحة، ولا سيما طائرات "رافال" وحاملة الطائرات "مسترال"، ودبابات وأسلحة أخرى تستخدم في الحرب ضد الجماعات الإرهابية.&

ولفت إلى أن فرنسا تعتبر نفسها شريكًا أساسيًا في حل أزمات المنطقة، ولا سيما الأزمة الليبية، بسبب قربها من فرنسا ودول أوروبا، مشيراً إلى أن باريس مهتمة جداً باستقرار ليبيا وأن تقوم حكومة الوفاق الوطني بدورها في إدارة البلاد ومحاربة الارهاب.

وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند لمصر على رأس وفد يضم عددا كبيرا من المسؤولين والبرلمانيين ورجال الإعلام ونحو ممثلي 60 من كبريات الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال الفرنسيين، تؤكد أن مصر ستظل الشريك الأول لفرنسا في المنطقة سواء تعلق ذلك بالاقتصاد والاستثمار والتجارة، أو ما يتصل بالتطابق الاستراتيجي بين باريس والقاهرة فى التعامل مع قضايا وأزمات المنطقة والتي تدخل سبل مواجهتها مرحلة حاسمة سواء ما يتعلق بالأوضاع فى ليبيا والتى تحتاج لإسناد دبلوماسي من الشركاء الدوليين والإقليميين حتى يتسنى التفرغ لمواجهة خطر انتشار الإرهاب على أراضيها خاصة من تنظيم داعش، علاوة على ما يمكن للبلدين تقديمه من دعم ومشورة لدعم جهود السلام الدولية باتجاه الأزمة السورية والتي تشهد عقد الجولة الثالثة للمفاوضات بين الحكومة والمعارضة فى جنيف تحت رعاية المبعوث الأممي الخاص بسوريا ستيفان دى مستورا والتباحث كذلك حول الأوضاع فى لبنان فى ضوء الزيارة المقررة للرئيس الفرنسى عقب زيارته للقاهرة فى جولة شرق أوسطية يختتمها بزيارة للأردن.

المبادرة الفرنسية

&وقال حجازي، في تصريحات صحافية، إن الرئيس الفرنسي سيبحث أبعاد المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام صيف 2016 وسيطلع الجانب المصري على مجرياتها، وكان المبعوث الفرنسي المعين للترتيب لهذا لمؤتمر "بيترفيمون" قد زار القاهرة بالفعل مطلع أبريل الجاري، مشيراً إلى أنه أجرى مباحثات في القاهرة حول تطورات وأهداف المبادرة الفرنسية لدعم جهود السلام من خلال عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض وبمشاركة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية.

وأضاف أن زيارة الرئيس هولاند تعد الثانية في أقل من عام، حيث شارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كما زار الرئيس عبد الفتاح السيسي فرنسا مرتين في نوفمبر 2014، ونوفمبر 2015، ويعكس التواصل على مستوى القمة أهمية العلاقات بين القاهرة وباريس وتأكيد أهمية الدور الذى تلعبه مصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وتقدير للدور الهام الذي تلعبه في التصدي للإرهاب، والذي بات ظاهرة خطيرة عابرة للحدود، لا سيما وقد ضرب الإرهاب خلال الأشهر الماضية قلب العاصمة الفرنسية مرتين مما يتطلب تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب أمنيًا وعسكريًا وكذلك لدعم جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر&ودعم الاستثمارات والمشروعات الكبرى، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود والمرتبط أيضا بسبل مكافحة الإرهاب. وأكد أن وجود وفد فرنسي بهذا الحجم من بينه 60 من كبرى الشركات يعكس أهمية مصر كمقصد استثماري هام ومستقر.

ولفت إلى أن الاتفاقيات المقرر توقيعها ستشمل قطاعات رئيسية أهمها قطاع النقل والبنية التحتية ومنها مشروعا ترام الإسكندرية وترام مصر الجديدة والخط الثالث للمرحلة الثالثة لمترو الأنفاق، ومشروعات في مجالات الغاز والبترول، والطاقة المتجددة، والري، وتوصيل الغاز الطبيعي، والصرف الصحي، والكهرباء والآثار. ولفت إلى أن مشروعات مصر الاستثمارية الكبرى ستكون محلا لاهتمام الشركات الفرنسية المصاحبة للرئيس الفرنسي وعلى رأسها مشروعات محور قناة السويس في ضوء الاهتمام الفرنسي الخاص والتاريخي بقناة السويس.

انطلاقة كبرى

وذكر حجازي أن التعليم سيظل دائما أحد أهم بنود العلاقة المصرية الفرنسية، حيث يدرس نحو 2500 طالب حاليا في 13 شعبة فرنسية داخل 5 جامعات مصرية، ويدرس نحو 2000 طالب مصري في&الجامعات الفرنسية من بينهم 65 حاصلون على منح دراسية، بينما يوجد نحو 7 آلاف تلميذ في 11 مدرسة فرنسية معترف بها، وتظل الروابط من خلال منظمة الفرانكوفونية داعما للعلاقات الثقافية الممتدة، كما يشكل التعاون في مجال الآثار مجالا ضاربا بجذوره فى تاريخ العلاقات.

&وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري الذي وصل عام 2015 لنحو 5.2 مليارات دولار مرشح للزيارة بما ستفتحه الزيارة من آفاق. وأضاف أن مسار العلاقات توج بالتعاون العسكري لا سيما بعد صفقتي 24 طائرة رافال، وحاملتي الطائرات ميسترال، والمناورات العسكرية المشتركة البحرية والجوية رمسيس 2016 مما عكس التطابق الاستراتيجى بين البلدين.

&وأشار إلى أن العلاقات المصرية الفرنسية مؤهلة بعد زيارة الرئيس هولاند للقاهرة لانطلاقة كبرى في كل المجالات وهى تدلل ليس فقط على عمق العلاقات بين البلدين، ولكن على عمق العلاقات المصرية الأوروبية وقدرتها على تخطى الصعاب والتحديات التي تواجهها بوصفها علاقات مبنية على مصالح استراتيجية راسخة وفهم عميق لحاجة كل منهما للآخر، وأهمية مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط.