قال الكرملين في بيان الاثنين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما اتفقا في اتصال هاتفي على تقديم المزيد من المساعدة من أجل وقف الأعمال القتالية في سوريا.



موسكو: جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما في مشاورات هاتفية الاثنين تاكيد عزمهما على تعزيز وقف اطلاق النار في سوريا، بحسب ما اعلن الكرملين والبيت الابيض.
&
وقال الكرملين في بيان ان "الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سوريا، واكدا خصوصا عزمهما على المساعدة على تعزيز وقف اطلاق النار في هذا البلد والناجم عن مبادرة روسية اميركية، وكذلك ايصال المساعدات الانسانية". أضاف الكرملين ان بوتين شدد على ضرورة ان تنأى المعارضة "المعتدلة" بنفسها من "جهاديي" تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، كما دعا الى اغلاق الحدود بين سوريا وتركيا من حيث "يستمر تزويد المتطرفين بالاسلحة".
&
ودخل وقف لاطلاق النار تم التفاوض بشانه بين الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير، واحيا الامل بالتوصل الى اتفاق في جنيف لوضع حد لاراقة الدماء.
&
لكن المعارك تجددت في محافظة حلب في الاسبوع الماضي، ما دفع عشرات الاف الاشخاص الى الفرار، وحمل المعارضة على طرح تساؤلات حول التزام الرئيس بشار الاسد بايجاد حل سياسي لنزاع ساهم في تهجير نصف السكان وقتل اكثر من 270 الفا.
&
وأعلن الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين ان وفد المعارضة السورية ارجأ "مشاركته الرسمية" في مفاوضات السلام احتجاجا على تصاعد العنف، لكنه سيبقى في جنيف وقد يواصل المباحثات غير الرسمية مع الوسطاء.
&
وقال الكرملين ان بوتين واوباما شددا على "اهمية" مباحثات جنيف واتفقا على زيادة التعاون بين اجهزتهما الامنية ووزارتي دفاعهما حول سوريا. وأضاف "لتحقيق هذه الغاية سيتم بحث تدابير اضافية للتحرك بسرعة في مواجهة اي خروقات لوقف اطلاق النار".
&
من جهته قال البيت الابيض ان اوباما "دعا مجددا الرئيس بوتين الى استخدام نفوذه على نظام الاسد لكي يحترك الاخير هذه التعهدات". واضاف المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست "للاسف رأينا ان وقف الاعمال القتالية لا يزال هشا، وهو مهدد اكثر فاكثر بسبب انتهاكاته المتكررة من قبل النظام".
&
على صعيد آخر دعا اوباما، بحسب البيت الابيض، نظيره الروسي الى ان يطبق بالكامل اتفاقات مينسك بشان النزاع في شرق اوكرانيا. اما الكرملين فلفت من جهته في بيانه الى ان اوباما شكر لبوتين مساعدة روسيا على الافراج عن الاميركي كيفن دوز الذي كان محتجزا في سوريا.
&
وكان الشاب البالغ الـ33 من العمر، والذي قال مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) انه مصور مستقل، خطف في 2012 بعد عبوره الحدود من تركيا.
وقالت موسكو ان نظام الاسد احتجزه "لدخوله سوريا بصورة غير شرعية".
&

المعارضة تعلق مشاركتها في مفاوضات جنيف

إلى ذلك، اكد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان&دي ميستورا الاثنين تبلغه من المعارضة السورية نيتها تعليق "مشاركتها الرسمية" في جولة المفاوضات الراهنة، على ان يبقى وفدها في جنيف مع امكانية مشاركته في "نقاشات تقنية" حول الانتقال السياسي.

وقال دي ميستورا للصحافيين في مؤتمر صحافي بعد لقائه وفدا مصغرا من الهيئة العليا للمفاوضات "سمعت اليوم من وفد الهيئة العليا للمفاوضات نيتهم تأجيل مشاركتهم الرسمية في المقر (الامم المتحدة) تعبيرا عن استيائهم وقلقهم من تدهور الاوضاع الانسانية وما آل اليه وقف الاعمال القتالية". &

وردا على سؤال بالانكليزية حول اذا كان قرار وفد المعارضة هو "تأجيل او تعليق" المشاركة، اجاب "انه الامر ذاته".

واعرب دي ميستورا بدوره عن القلق جراء ازدياد وتيرة العمليات القتالية في مناطق عدة خصوصا في حلب (شمال) ومن بطء ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة وكذلك الانتهاكات المتكررة لوقف الاعمال القتالية الصامد منذ 27 شباط/فبراير.

واوضح دي ميستورا ان وفد المعارضة عازم على البقاء في جنيف "وربما بناء على اقتراحي مواصلة النقاشات التقنية معي ومع فريقي خصوصا حول المسائل المرتبطة بالقرار 2254 والانتقال السياسي".

ورغم قرار المعارضة، قال دي ميستورا "ننوي في كل الاحوال ان نواصل المناقشات والمشاورات مع كل الاطراف في المقر (الامم المتحدة) او اي مكان اخر" لافتا الى ان اسلوب المحادثات غير المباشرة يمنحه مرونة لمواصلة اللقاءات على ان يجري الجمعة تقييما لحصيلة مشاوراته.

والتقى دي ميستورا بعد ظهر الاثنين بعد ساعات على لقائه وفد الحكومة السورية، وفدا مصغرا من الوفد المعارض ضم كلا من جورج صبرا واحمد الحريري وعبد المجيد حمو، نقل اليه قرار الهيئة العليا للمفاوضات الذي اتخذته في اجتماع عقدته ظهرا في مقر اقامتها في جنيف.

ويزيد موقف المعارضة من تعقيدات وصعوبة مهمة الامم المتحدة في التوصل الى تسوية للنزاع السوري الذي تسبب بقتل اكثر من 270 الف شخص خلال خمس سنوات.

وتنص خارطة الطريق التي تتبعها الامم المتحدة في المفاوضات على انتقال سياسي خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، من دون ان تحدد شكل السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد او تتطرق الى مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال دي ميستورا في هذا الصدد "تعرفون ان الجدول الزمني يحدد شهر اب/اغسطس لوضع الدستور الجديد والانتقال السياسي" مضيفا "لدينا بعض الوقت لكن ليس الكثير".

واقر الموفد الخاص بأن "كل طرف حتى اللحظة يصر على مواقفه وهذا طبيعي لاننا ما زلنا في مرحلة الاستماع الى اراء الطرفين" مضيفا "لكن الامر الجيد هو ان كلا منهما يتحدث عن الانتقال السياسي".

وتتمسك المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسعة.

وانتهت الجولة السابقة من المحادثات غير المباشرة في 24 اذار/مارس من دون احراز اي تقدم حقيقي مع تمسك طرفي النزاع بمواقفهما.