بيت لحم: اعلنت حركة حماس الاسلامية الخميس ان الشاب الفلسطيني الذي توفي في مستشفى اسرائيلي بعد اصابته بتفجير في حافلة الاثنين في القدس، هو منفذ العملية وانه ينتمي الى الحركة، بينما اكدت عائلته انها لا تعرف ان كان ناشطا في حماس.

وقالت حركة حماس في بيان على موقعها الالكتروني الرسمي ان عبد الحميد سرور هو "احد ابنائها"، وكتبت انه "ارتقى شهيدا في عملية الباص البطولية الاثنين".

وقال البيان "تزف حركة المقاومة الاسلامية الى جماهير شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية احد ابنائها الميامين الشهيد البطل عبد الحميد محمد ابو سرور".

وكتب موقع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ان ابو سرور "منفذ عملية تفجير الحافلة رقم 12 في القدس المحتلة".

وقال مستشفى " شعاري تصيديق" الاسرائيلي مساء الاربعاء ان "الجريح الذي اصيب اصابة بالغة في هجوم القدس توفي متأثرا بجروحه".

وفي مخيم عايدة قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقفت شقيقة ابو سرور التي لم ترتد الحجاب توزع الحلويات على المعزيات المتوافدات الى المنزل.

ولم تؤكد العائلة او تنف ان كان ابنها قد نفذ تفجير الحافلة بالفعل او ان كان ناشطا في حركة حماس، ولكنها اكدت انه كان متدينا ويواظب على اداء الصلاة.

واكدت والدته ازهار ابو سرور التي لا ترتدي الحجاب لوكالة فرانس برس "انا لا اعرف ان كان ابني من حماس، لم يقل ذلك من قبل. قد يكون داعما لحماس وللمقاومة ولكن هذا الامر حصل بعد حرب غزة، الكل كان مع المقاومة".

ولكنها اشارت الى ان "قدوة ابنها كان يحيى عياش الذي وضع صورته على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي".

ويحيى عياش الذي كان يعرف باسم "المهندس" كان خبير المتفجرات في حركة واعتبر العدو الاول لاسرائيل حتى مقتله عام 1996 بانفجار هاتفه المحمول الذي فخخه عملاء اسرائيليون.

وذكرت والدته ان ابو سرور لم يكن يحمل تصريحا اسرائيليا يسمح له بالدخول الى القدس.

واضافت انه لو كان ذلك خياره، فان "اختياري للطريق التي قد اقاوم بها ستكون مختلفة عن طريقه. ولكن هذا ما حدث وانا احترم هذا الامر. هو حر وهذه كانت ارادته".

اسرائيل تتحمل المسؤولية

وعند مدخل مخيم عايدة، جلس والد عبد الحميد مع افراد من عائلته يستقبلون المعزين من الرجال. ورفض والده الحديث لوسائل الاعلام، بينما حمل عمه محمود اسرائيل مسؤولية ما حدث.

وقال عمه "ما الذي يدفع الناس الى الوصول الى هذه المرحلة؟ الضيق والاختناق والعنف من الاسرائيليين. انا احمل مسؤولية ما حدث لاسرائيل وللاحتلال".

وقال العم ان ابو سرور كان يدرس في السنة الاخيرة من المدرسة ويرغب بدراسة الطب البيطري بعد التخرج. واكد ابن عمه انس، انه لا يعتقد ان هناك اي فصيل فلسطيني يقف خلف العملية.

وقال "هو انسان مسلم، وكان ملتزما بالدين ويقيم الصلاة. وكان لديه اعتقادات راسخة في الدين. ولكن لا اعتقد ان هناك اي تنظيم يقف خلفه. انا باعتقادي الكامل ان هذه العملية فردية ولا يقف وراءها اي فصيل".

وظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لعبد الحميد وهو يرتدي وشاحا اخضر اللون يميز اعضاء حركة حماس. لكن حركة حماس لم تتبن صراحة عملية التفجير.

واورد المركز الفلسطيني للاعلام، وهو موقع الكتروني مقرب من حركة حماس، نقلا عن عائلة ابو سرور انها وجدت وصية له كان قد كتبها قبل تنفيذ تفجير الحافلة. ونفت عائلة ابو سرور وجود اي وصية.

واكدت العائلة ان المخابرات الاسرائيلية استدعت والده يوم الثلاثاء لاخذ عينة من الحمض النووي منه قبل ان تطلب منه التعرف على ابنه في المستشفى.

ورفضت الشرطة الاسرائيلية التعليق على هذه التفاصيل، مؤكدة وجود امر حظر نشر متعلق بكافة تفاصيل تفجير الحافلة.

انفجرت عبوة ناسفة الاثنين داخل الحافلة في القدس اسفرت عن 21 جريحا بينهم عبد الحميد كما ادت الى اندلاع حريق كبير، في هجوم يعيد الى الاذهان التفجيرات الانتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بثت الرعب في اسرائيل بين العامين 2000 و2005 .