إقتربت هيلاري كلينتون بشكل كبير من نيل ترشيح الحزب الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية.

نيويورك: إذا كان صراع الإنتخابات التمهيدية في صفوف الحزب الجمهوري قد بلغ مستوى كبيرًا من التنافس، فإن الديمقراطيين باتوا شبه متيقنين، أن هيلاري كلينتون ستنال شرف ترشيح حزبهم لمقارعة نظيرها الجمهوري في النزال النهائي للإنتخابات الأميركية.

وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمرأة التي خاضت منافسة شرسة في مواجهة الرئيس الحالي باراك أوباما عام 2008، أصبحت قاب قوسين من نيل ترشيح الحزب الديمقراطي، رغم النتائج الجيدة التي يحققها منافسها بيرني ساندرز.

كمباراة كرة قدم
حال الانتخابات التمهيدية لدى الحزب الديمقراطي مشابه إلى حد بعيد لمباراة في كرة القدم، حيث يقدم أحد طرفي المباراة مستوى عاليا وأداء ممتعا، لكن في النهاية يخطف الفريق المنافس الفوز بهجمة يتيمة أو من خلال خطأ دفاعي.&

فبيرني ساندرز سيناتور فيرمونت ينتقل بين شرق وغرب البلاد وفي جنوبها وشمالها، ويخاطب الديمقراطيين الأميركيين بما يريدون سماعه، يغدق عليهم بالوعودات. يستقطب الجيل الشاب، ويحقق انتصارات في سبع ولايات تواليًا، لكن في النهاية تضرب كلينتون في المناطق التي يتواجد فيها عدد كبير من المصوّتين (نيويورك، تكساس، وفلوريدا على سبيل المثال)، وتوسع الفارق مع سيناتور فيرمونت، ليصبح طريقها معبدًا إلى ساحات المعركة النهائية.

على مقربة من التاريخ
زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، تحتاج فقط أصوات 435 مندوبًا من أصل 1644 ممكنة، للحصول رسميًا على ترشيح الحزب الجمهوري، فالمرأة التي ستدخل التاريخ في حال انتخابها كرئيسة للبيت الأبيض، حصدت حتى الآن 1948 صوتًا، مقابل 1240 صوتًا لبيرني ساندرز.

المعارك المقبلة
في السادس والعشرين من نيسان (إبريل) الحالي، ستحط الإنتخابات التمهيدية للديمقراطيين رحالها في ولايات، كانتيكيت (70 مندوبًا) وديلاور (31) وميريلند (118) وبنسلفانيا (210) ورود أيلاند (33).

ثم يستكمل المشوار الانتخابي في الثالث من أيار (مايو) في إنديانا (93) وغوام (12) في السابع منه، وبعدها بثلاثة أيام في وست فيرجينيا، ثم كنتاكي (61) وأوريغون (74) في السابع عشر، وجزر العذراء (12) في الرابع من حزيران (يونيو)، وبعدها بيوم في بورتوريكو (67)، وصولًا إلى الموعد الكبير يوم السابع من حزيران في كاليفورنيا (546) ومونتانا (24) ونيوجيرسي (142) ونيو مكسيكو (43) ونورث داكوتا (23)، وساوث داكوتا (25)، وسيسدل الستار في مقاطعة كولومبيا (34) في منتصف حزيران.

الولايات الأربع
من دون أدنى شك فإن الإنتخابات في ولايات ميريلند وبنسلفانيا وكاليفورنيا ونيوجيرسي ستحظى بالإهتمام الأكبر نظرًا إلى عدد المندوبين المتواجدين في هذه الولايات، وتعطي استطلاعات الرأي التي أجريت في الأيام الماضية تفوقًا لهيلاري كلينتون على ساندرز.&

ففي بنسلفانيا، تتفوق وزيرة الخارجية السابقة على المرشح الإشتراكي بفارق 13 نقطة 52% مقابل 39%. أما في ميريلند، وبحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة مونموث، حصلت زوجة بيل كلينتون على تأييد 57%. أما ساندرز فحصد 32% مع هامش خطأ يبلغ ستة في المئة بحسب الجامعة.

كلينتون في المقدمة
في نيوجرسي لا تزال كلينتون تتصدر استطلاعات الرأي، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن آخر استطلاع أظهر تفوقها بنسبة 51 % مقابل 42%، علمًا بأن استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الماضية كانت قد أعطتها تقدمًا بفارق أكبر.

كاليفورنيا الواقعة على المحيط الهادئ، يبدو أن أحوالها الإنتخابية لا تشبه اسم من تجاوره، فالتنافس على أشده &لنيل أصوات مندوبيها، البالغ عددهم (546)، ورفعت استطلاعات الرأي في هذه الولاية من حماوة المعركة، حيث إن آخر استطلاع أعطى كلينتون تقدمًا طفيفًا بلغ نقطتين فقط، بواقع 48% مقابل 46%.


&