اتفقت قيادات الحشد الشعبي الشيعي والبيشمركة الكردية على سحب جميع قواتهما من قضاء طوزخرماتو العراقي الشمالي بعد أربعة أيام من قتال بين الجانبين أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من مائة مسلح من الطرفين.&

إيلاف من لندن: اتفقت القيادتان على اعادة الاوضاع إلى سابق عهدها في طوزخروماتو (190 كيلومترا شمال بغداد) وسحب قوات البيشمركة والحشد الشعبي من المدينة وتشكيل لجنة أمنية مشتركة لتنظيم انسحاب القوات وتعويض المتضررين جراء الاشتباكات بين البيشمركة والحشد الشعبي التركماني في القضاء وفتح جميع الطرق المؤدية إلى المدينة.

ومن جهته أشار عدنان حمة مينا عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني المشارك في الإجتماع إلى أنه "تم الإتفاق على سحب جميع القوات العسكرية من البيشمركة والحشد الشعبي من قضاء طوزخورماتو وتسليم الملف الأمني لقوات الشرطة الاتحادية والأمن الكردي وتشكيل قوة مشتركة من الجانبين لحفظ الأمن والاستقرار داخل القضاء ولحين إعداد هذه القوة فقد تقرر تشكيل قوة مشتركة من خارج طوزخورماتو لحفظ الأمن والاستقرار والتعامل مع أي طارئ.

وأشار إلى أنّه تم الإتفاق على إنهاء المظاهر المسلحة داخل قضاء طوزخورماتو ومحاسبة كل من يتسبب بخلق المشاكل.&

&ويتبع قضاء طوزخرماتو إلى محافظة صلاح الدين (172 كم شمال غرب بغداد) ويضم سكانا ينتمون إلى ثلاث قوميات هي العربية والكردية والتركمانية فضلاً عن ثلاث ديانات هي الإسلامية والمسيحية والصابئية وتنقسم كل ديانة منها إلى عدة طوائف كالسنة والشيعة والكاثوليك والأرمن وهو ما يجعل وضع المدينة خاصاً وحساساً للغاية.

قيادات كردية وشيعية تعلن وقفا فوريا لإطلاق النار

وقد تم الإعلان عن الإتفاق خلال مؤتمر صحافي شارك فيه اضافة إلى مينا محافظ كركوك نجم الدين كريم، وأمين عام منظمة بدر القائد الميداني للحشد الشعبي هادي العامري الذي أشار إلى أنّ اجتماعا شارك فيه مع قياديين في قوات البيشمركة ومحافظ كركوك اسفر عن اتفاق على اعادة الأمن والاستقرار لقضاء طوز خورماتو ورفض استخدام السلاح وضرورة حماية جميع مكونات القضاء من دون تمييز.

يذكر ان قضاء طوزخورماتو &شهد خلال الايام الاربعة الاخيرة توترا أمنيا بين البيشمركة وقوات الحشد الشعبي حول مسك الارض سقط خلاله حوالى 100 قتيل وجريح من الجانبين فضلا عن مواطنين أبرياء.

وكان الاكراد والشيعة شكلوا في القضاء العام الماضي تحالفا هشا لمحاربة تنظيم داعش بعد طرد التنظيم من عدة مدن وقرى في المنطقة بغارات جوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لكن جهود مواجهة التنظيم تعقدت بسبب الخلافات الطائفية والعرقية والنزاعات على الأراضي حيث تؤكد الحكومة المركزية في بغداد تابعية القضاء لمحافظة صلاح الدين لكن الاكراد يعتبرونه من المناطق المتنازع عليها ويسعون إلى ضمه إلى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.

بارزاني حزين لتفجر القتال وسقوط ضحايا

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد عبر امس عن حزنه الكبير لما حصل في قضاء طوزخورماتو من أحداث أدت إلى حالة من الإحتقان وعدم الإستقرار. وقال في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" ان "هذا الوضع بحق هو مدعاة للقلق ومن الواضح أن بعض الأشخاص والجهات ومنَ كانوا في السابق مصدراً للمشاكل والفتن، يساهمون اليوم وبمسميات جديدة في إشعال نار الفتنة والمشاكل بين السكان المحليين للمنطقة والمكونات المتعايشة فيها".

وقال "مع شديد الأسف وبسبب هذه المشاكل والإحتقانات إستشهد العديد من المواطنين وأفراد البيشمركة وجرح أيضاً الكثيرين منهم"... وطالب المسؤولين في الإقليم وقادة البيشمركة بأن يباشروا بالحوار والمشاورات مع العقلاء في صفوف الحشد الشعبي ومع من يقف ضد الفتنة وافتعال المشاكل ليقطعوا الطريق أمام كل من يريد إشعال نار الفتنة وتخريب استقرار المواطنين وتشويه واقع المنطقة والتعايش بين المكونات فيها".&

وأكد أنّه "يتوجب على قوات البيشمركة الدفاع عن المواطنين في المنطقة وأن يقفوا أمام أية إعتداءات تطال بيوت المواطنين وأملاكهم&والسكان في طوزخورماتو".

وشهد قضاء طوز خرماتو اندلاع اشتباكات في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي استمرت لاسبوعين وادت إلى مقتل 21 شخصا واصابة 68 آخرين وحرق وتدمير 300 محل ومنزل &حيث ان القضاء يشهد بين فترة واخرى منذ عام 2003 أعمال عنف وتفجير مستمرة وتعرضت مناطقه الجنوبية والغربية لسيطرة داعش إلا أن البيشمركة والحشد الشعبي أعادا تحريرها لكن التوتر ظل قائماً بينهما كما لم يعد النازحون إلى المناطق المحررة تلك حتى الان.