يحلل الكاتب دانيال كرتزر في "ذا هيل"، وهي نشرة تهتم بشؤون الكونغرس الأميركي، الأنباء التي تحدثت عن توجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إطلاق مبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية.

لندن: بعد أنباء تحدثت عن توجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إطلاق تحرك جديد يخرج عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين من غرفة الانعاش، وجه إليه 394 عضوًا في مجلس النواب الأميركي رسالة يؤكدون فيها أن حلًا للنزاع لا يمكن أن يُفرض من الخارج، وأن الاسرائيليين والفلسطينيين وحدهم قادرون على إنهاء نزاعهم.

رؤية أميركية

قدم عضوا المجلس جون يارموث وديفيد برايس بعد الرسالة مشروع قرار يدعم أمن اسرائيل، ويعارض التحرك الفلسطيني لإحالة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية ولوقف نشاط& اسرائيل الاستيطاني وأعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، ويدعم مساعدة الولايات المتحدة للطرفين بصوغ رؤية أميركية غير ملزمة لتحقيق السلام.

وكان الرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون قدم رؤية غير ملزمة كهذه في نهاية ولايته في عام 2000، لكنه تراجع عنها بعد أن رفض الطرفان اعتماد المقترحات التي تضمنتها رؤيته أساسًا للمفاوضات. يلاحظ مراقبون أن الاسرائيليين والفلسطينيين استأنفوا محادثاتهم في طابا فور انتهاء ولاية كلنتون، مستخدمين مقترحاته ذاتها التي رفضوها منطلقًا للمفاوضات، بعد أن وجدوا أنها تقود الطريق إلى الأمام.

حرية القرار

اشار السفير الاميركي السابق في اسرائيل دانيال كرتزر، في صحيفة ذي هيل التي تتابع شؤون الكونغرس، إلى أن الفلسطينيين والاسرائيليين اجروا منذ عام 2000 محادثات جادة مرتين: في عام 2008 بعد مؤتمر انابوليس الذي عُقد بمبادرة من الرئيس السابق جورج بوش، وفي 2013 - 2014 في إطار تحرك وزير الخارجية الاميركي جون كيري لتفعيل عملية السلام، وأن الجانبين حققا تقدمًا كبيرًا في مفاوضاتهما، بحسب كرترز.

اقترح كرتزر أن يبني التحرك الجديد الذي تفكر فيه إدارة أوباما على ذلك التقدم، ويضع الطرفين على طريق مفاوضات تنطلق من بداية معقولة وعادلة. ولا يتعين على أي من الطرفين أن "يقبل" بورقة تقدمها الولايات المتحدة، ولا شك في أن الطرفين سيجدان عيوبًا في صوغ الادارة هذا البند أو ذاك من بنود جدول العمل. من حيث الأساس، يجب أن تحدد الرؤية الاميركية غير الملزمة طريق التقدم إلى الأمام، وتترك للطرفين حرية القرار في شأن المضي في هذا الطريق والقضايا التي سيبحثانها.

بلا شروط مسبقة

بعد ثلاثة عقود من الدور الاميركي في جهود السلام، لن يكون من المستغرب أن تطرح الولايات المتحدة رؤية كهذه. من دونها، سيجد الاسرائيليون والفلسطينيون صعوبة حتى في العودة إلى طاولة المفاوضات. كما يتوقع كرتزر قائلًا إن كل طرف يفضل الانكفاء إلى مواقفه الأصلية ويفضل وضع شروط مسبقة تجعل من المتعذر عليهما التفكير في استئناف المفاوضات.&

في هذا الشأن، يمكن أن تتيح الرؤية الاميركية للطرفين أن يقولا: "لا نتفق مع كل شيء كتبته الولايات المتحدة ونحتفظ بحق التقدم بأفكارنا الخاصة، لكننا نتفق على أن الورقة الاميركية نظمت القضايا بطريقة تتيح لنا استئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة، ونأمل بأن الطرف الآخر يشعر شعورنا هذا".&

وبحسب كرترز، مثل هذه الورقة ربما تشكل عاملًا مساعدًا لا عقبة في طريق استئناف المفاوضات. وستبقى الولايات المتحدة على موقفها بأن المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد إلى اتفاق نهائي، لكنها ستؤدي ما عليها بإعادة الطرفين إلى الجلوس وجهًا لوجه. لهذه الأسباب، من الحكمة أن تقدم الولايات المتحدة مقترحات عادلة متوازنة ومعقولة، وأن يدعم أعضاء الكونغرس مثل هذا المجهود، كما يدعو كرتزر.&