قال حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، إن العالم العربي يئن من الألم، مؤكدًا في الوقت ذاته أن معظم لاجئي العالم من المسلمين.

دبي: أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، أن العالم العربي والإسلامي يئن من الألم، وأن معظم اللاجئين في العالم من المسلمين، داعيًا إلى نصرة المظلوم، كما دعا الشباب باللجوء إلى الدين واللطف بأنفسهم وعدم الغرور بشبابهم والبعد عن طريق الفساد والاهتمام بزوجاتهم وأبنائهم. 

من جهة أخرى، أوضح القاسمي أن أسماء المدن الموجودة حاليًا في شبه الجزيرة العربية كانت مختلفة قديمًا، وأن إمارته الشارقة كانت تسمى "شاركا" من قبل، لافتًا إلى أن هناك طرقاً تجارية كانت تربط بين مدن شبه الجزيرة العربية دفنت بفعل الرمال المتحركة، ولا يوجد لها أثر الآن.

طريق الفساد

وقال: "نحن في العالم العربي الآن الكل يئن، وكذلك في العالم الإسلامي الكل يئن، فمعظم اللاجئين مسلمون، وكل شخص يرفع يده إلى السماء يقول اللهم انصرني، ويجب عليه أولاً أن ينصر نفسه بنفسه، فكيف ينصره الله وهو مضيع لحقوق الله، وأنا أدعو الشباب وأقول لهم لا تفتتنوا بهذا الجسد، فهذا الجسد يمكن لصدمة سيارة أن تجعله معوقًا، وأقول لكل شاب الطف بنفسك واذكر نعم الله عليك، وافعل الخير واترك الشر وامشِ في طريق الصلاح مبتعدًا عن طريق الفساد، فأنت اليوم إنسان شاب، وأهم شيء في الرسالة التي خلقك الله من أجلها أن تكون أسرة، بالزوجة الصالحة والبيت الصالح والأبناء الصالحين".

وأضاف الشيخ القاسمي في اتصال هاتفي له مع تلفزيون الشارقة أمس أن "هناك شبابًا لديهم الزوجة والأبناء والراحة، وعلى الرغم من ذلك يتزوجون مرة أخرى، فيجب أن يعلم هذا الشاب أن عقوقه لأبنائه سيحاسبه الله عليه، فهذا يريد متاع الحياة، لكنّ هناك حساباً يوم القيامة، وأنا أريد من الشباب أن يستكين ويجعل الإيمان يقر في نفسه، فيشعر بالسكينة حتى في صلاته، وتهدأ نفسه، وليعلم أن لبيته عليه حقاً وللمجتمع عليه حق، وفي الدرجة الأولى حق المولى عز وجل، ونطلب من الشباب أن يحاسبوا أنفسهم".

طرق تجارية مدفونة

وأشار القاسمي إلى أن أسماء المدن الموجودة حالياً في شبه الجزيرة العربية كانت مختلفة قديمًا، وأن هناك طرقًا تجاريًا قديمة اختفت معالمها ودفنت بفعل تحرك الرمال، حيث كانت تسمى إمارة الشارقة قديمًا باسم "شاركا" في كتاب المؤرخ "بطليموس"، ورأس الخيمة كانت تسمى كذلك "خيمة" وأيضًا أم القيوين سميت "قيوين" و"درحا" التي توجد في جنوب أبوظبي بجوار "بينونة".

وتابع: "الأمر الذي جعلني أكتشف هذا الموضوع هو أنني كنت أدرس الجغرافيا التجارية في جامعة درم، وكنت أريد أن أرى التجارة القادمة من توام في مدينة العين، فكانت تأتي التجارة عن طريق جنوب عمان، وتمشي بمحاذاة الجبال، حيث توجد مياه، ومن ثم يصلون إلى توام ومن توام كان هناك طريق يأخذهم إلى بينونة على البحر بجوار منطقة الطريف، ويقول التاريخ العربي إن هذا الطريق دفن بعوامل الرمال المتحركة، فقال العرب إن التجارة من عمان كانت تخرج منها، وتنقل على القوافل إلى القرحاء، وهي تقع بين الكويت والبحرين، ومنها إلى أبولا وهي موجودة على شاطئ العرب ناحية إيران، فقمت أنا بالبحث عن آثار في دبي وأبوظبي والصباغ وقطر، ودخلت في السعودية ودخلت معهم في نقاش طويل، ولم أتوصل إلى طريق يوصلني، لأن هذا الطريق محفوف بالأخطار لأنه يقع في الربع الخالي، وهذه المنطقة خالية لا توجد بها مياه، ومن خريطة بطليموس قمت بتمرير المكبر ومشيت من أبولا على شاطئ العرب، حتى وصلت إلى الطريف بأبوظبي، فوجدت المنطقة المجاورة لبينونة، إذن كانت تصل إلى هنا التجارة.. ومن هنا كانت تنقل بالسفن إلى الخليج، فمررت بالمكَبر إلى أعلى فوجدت شاركا، وبعدها بالأعلى وجدت قيوين وخيمة".

رحلات القوافل

وذكر القاسمي أن "بطليموس كان يستجمع معلوماته من الرحالة، ويسأل القوافل التي تأتي عن تفاصيل رحلاتهم من حيث الطريق وغيره، وكان بهذه الطريقة يستجمع معلوماته ولكنه لم يقم بالتنقل لتجميع المعلومات، وكان لديه قياس سير القوافل في الساعة، وكان يقوم بحساب ذلك، فكان يعدِد مثلاً بعد مدخل الخليج عن مدينة الإسكندرية ساعتين من الزمن، وهو نفس التوقيت الآن".

وأفاد "عندما جاء الإسكندر الأكبر المقدوني رسموا الخليج ووصلوا إلى الإسكندرية وهو إغريقي، وكذلك من كتب إسترابو، وهو كذلك إغريقي في القرن الميلادي الأول، فقام بطليموس بجمع هذه المعلومات كلها وكتبها، فهذه الموسوعة تسمى (الموسوعة الجغرافية)، وأنا أعمل عليها، وفيها كذلك كتاب الإدريسي والكتاب العربي المترجم لبطليموس إضافة إلى كتاب بطليموس الأصلي وغيرها من الكتب".

وأكد القاسمي أن هذه المعلومات تعد بحثًا علميًا، والإنسان الذي يرغب في البحث والعلم يجب أن تكون لديه الملكة التي يحفظ بها التاريخ والتواريخ، مشيرًا إلى أهمية توضيح المصدر عند كتابة التاريخ.

غباء الآخرين

وقال "عندما كنت أكتب بيان الكويت قمت بوضع الوثائق في آخر الكتاب فقمت بصف المراجع كلها على الأرض في المكتبة، وقمت أنقش وأعطيها أرقام المصادر، فدخلت زوجتي وشاهدت هذا المنظر فقالت: ما هذا؟، فقلت لها هذه وثائق أرفقها بالكتاب، فقالت أنت شيخ لديك شهادة دكتوراة في الجغرافيا، وأنت ثقة، فقلت لها أنا أتوخى الغباء في الآخرين، وبالفعل ظهر أحد الأشخاص من الكويت وتعدى عليّ بالكلام، وقال من أين أنا أتيت بهذه المعلومات، واعترض وقال لماذا يقول إن تركيا لها سيطرة على الكويت، وأنا أقول إن الحقيقة أن تركيا كانت مسيطرة على الجزيرة العربية كلها، فإذا نظر في الوثائق الموجودة لوجد رسالة مبارك الصباح إلى السلطان في إسطنبول، فعقول الناس ليست متشابهة، فعندما تخاطب العامة يختلف الوضع عن مخاطبة المثقفين".