سقط العشرات من السوريين على مدى الأيام السابقة في مدينة حلب، التي استُهدفت بالغارات الروسية وغارات النظام، ما دفع بالصليب الأحمر إلى الإعلان عن أن حلب على شفا كارثة إنسانية.

حلب:&قال الدكتور محمد حسام حافظ، أستاذ القانون الدولي وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، في تصريح لـ"إيلاف" إنه في جانب القانون الجنائي الدولي "يصنف ما تقوم به قوات النظام والقوات المساندة في قصفها الهمجي على الأحياء السكنية واستهدافها المدنيين بشكل موسع ومنهجي سواء بالطيران أو بصنوف أخرى للأسلحة مزيجاً من الجرائم الجسيمة التي تحرك بلا شك المسؤولية الجنائية الدولية".

وأكد ان "معظم الأفعال اللاانسانية والجرائم الجسيمة والأعمال الهجومية التي تقوم بها قوات النظام لأسباب سياسية تتمثل في قمع الثورة والاستمرار في الحكم اللاشرعي ولأسباب طائفية حاقدة تأتي ضمن اطار هجوم واسع ومننهج يستهدف مجموعات السكان المدنيين في المناطق التي يصنفها غير موالية له".

ضد الإنسانية

وشدد حافظ على أن "تلك القوات المجرمة على علم تام بالأماكن التي تستهدفها لأن لديها المعلومات الكافية وامكانية تجنب ذلك كون النظام يمسك بتلابيب الدولة ومصادر المعلومات في سورية، وبالتالي هذه الجرائم هي جرائم موصوفة ضد الانسانية".

يضيف: "تقوم قوات النظام والقوات المتحالفة معها من القوات والميليشيات الايرانية وغيرها بجرائم حرب يومية، وما استهداف مشفى القدس في حلب الا مثال صارخ على هذه الجرائم".

وحول اعتبار قصف المدنيين والمشفى جريمة حرب وعدم وجوب الافلات من الملاحقة والعقاب، اعتبر أنه "من المعروف أن الأعيان كالمدارس ودور السكن والمستشفيات تتمتع بحماية القانون الدولي الانساني في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية وذلك بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 لا سيما الأولى منها وبرتوكول جنيف لعام 1977 وقواعد القانون الدولي العرفي"، موضحا أن "استهداف المشافي يقع ضمن جرائم الحرب بلا شك لأنه استهداف مباشر ومعلوم لأماكن وأشخاص ممن تشملهم الحماية الدولية وفق الاتفاقيات الموضحة آنفاً وقصف المشفى كان في سياق هجوم شامل استهدف المدنيين حصرا بأشخاصهم وأعيانهم المحمية".

الطبيب الوحيد

وأشار الى أنه "تضاف هذه الجريمة البشعة الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها النظام يومياً، مع التأكيد أن يد المحاسبة والعدالة ستطال بلا شك مرتكبي تلك الجرائم، اذ لن تسقط تلك الجرائم مهما طال الزمن".

الى ذلك رأى العميد الركن أحمد رحال المحلل العسكري السوري في تصريح لـ"إيلاف" أن "ما يحصل في حلب هو جريمة متكاملة أدواتها ميليشيات الأسد وروسيا وايران والمسؤول عنها المجتمع الدولي".&وشدد على أن "ما يحصل هو انتهاك لكل قوانين الشرعية الدولية ولكل مواثيق الامم المتحدة، وما يحصل هو جرائم بحق الانسانية وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون ان يحرك ساكنا"،&وانتهى الى القول: "نحن أمام ضغط سياسي بأدوات عسكرية".

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود استهداف النظام مشفى القدس الذي تشرف عليه، ما أدى إلى مقتل عدد من المرضى وأفراد من الطاقم الطبي بينهم طبيب. كذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 42 شخصاً على الأقل قتلوا في ضربات جوية جديدة على حيي الكلاسة وبستان القصر، حيث تسيطر المعارضة في حلب.&وأشار الى أن قصفاً للمعارضة قتل 14 شخصاً على الأقل في مناطق خاضعة للنظام في حلب أيضاً.

وأكد ناشطون أن طبيب الاطفال الوحيد في حلب محمد وسيم معاذ، كان آخر طبيب أطفال في حلب الشرقية بعد أن قتله نظام الأسد في القصف الذي استهدف مستشفى القدس الذي يعمل فيه وقتلت معه 27 من المدنيين والمرضى والجرحى والعاملين في المستشفى.

حكومة للجميع

وفي هذا السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في مقابلة مع تلفزيون "الحدث": "لم أفاجأ بما حدث في حلب. ولا أصدق أن استهداف المشفى في المدينة كان عن طريق الخطأ. وهذا يعد جريمة حرب".

وأكد أنه "لا يمكن لموسكو وواشنطن أن تسمحا بانهيار المحادثات، وعلى واشنطن وموسكو تحمل مسؤولياتهما"، لافتًا إلى أن "الخطر من انهيار وقف الأعمال العدائية وشيك".&وحول زيارته إلى موسكو الأسبوع المقبل، قال: "لن أفصح عن مضمون ما سأطرحه مع لافروف الأسبوع المقبل"،&وتابع: "أخطط لاستئناف محادثات جنيف في مايو"، مشيراً إلى أن "استئناف المفاوضات مرتبط بتحسن الوضع الميداني على الأرض".

وختم دي ميستورا بالقول: "نسعى لحكومة سورية جديدة تشمل الجميع، وتضع دستورًا جديدًا للبلاد".
&