دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المتظاهرين المحتجين داخل البرلمان العراقي للانسحاب واخلاء المباني الواقعة داخل المنطقة الخضراء المحصنة، والتي تضم مقار الحكومة والبعثات الاجنبية، فيما توجه المتظاهرون الى ساحة الاحتفالات بعد دعوة من زعيمهم مقتدى الصدر تاركين مقر البرلمان بعد احتلاله.

بغداد: توجه الآلاف من المتظاهرين المحتجين الى ساحة الاحتفالات فيما يبدو انها خطوة من زعيم التيار الصدري لتنظيم عملية خروجهم من المنطقة الخضراء، وذلك بعد دقائق من دعوة رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم المتظاهرين المحتجين داخل البرلمان العراقي، إلى الانسحاب واخلاء المبنى فيما اصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بياناً أكد فيه ان الأوضاع في بغداد تحت السيطرة.

ووجه مكتب الصدر، المحتجين داخل البرلمان العراقي الى التوجه الى ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء.

ودخل مئات المحتجين من اتباع التيار الصدري المنطقة الخضراء المحنصة، ومن ثم الى قاعة البرلمان.

وأظهرت صور قيام إعداد منهم بتنظيف مبنى البرلمان بعد الفوضى التي شهدها لدى احتلاله لساعات.

وجاء توجيه مكتب الصدر فيما ينتظر بحسب تسريبات خروج زعيم التيار الصدري في بيان ثانٍ ، فيما عبر عن رؤيته بتجمع المتظاهرين في ساحة الاحتفالات عبر صفحة صالح محمد العراقي على فيسبوك والتي تنسب له وقال فيها “هيا يا ثوار جميعا الى ساحة الاحتفالات أَطِيعُوا وإلا ضاعت انتصاراتكم".

وكتب ايضا في رسالة الى السياسيين في العراق عبارة " صار معلوم " وكأنه ينبه الى& خطوات اخرى بامكانه القيام بها.

العبادي يطمئن .. بغداد تحت السيطرة&

من جانبه، طمئن رئيس الوزراء حيدر العبادي العراقيين "بان الاوضاع في مدينة بغداد تحت سيطرة القوات الامنية ".

ودعا "المتظاهرين للعودة الى المناطق المخصصة للتظاهر والالتزام بسلميتها وعدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة التي هي ملك جميع العراقيين".

وبحسب البيان، فان تلك التأكيدات جاءت بعد جولة ميدانية للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي برفقة قادة الأجهزة على وحدات القوات الأمنية واكب فيها عمل الاجهزة الامنية في تطبيق الخطة التي تم وضعها لمتابعة التطورات الاخيرة.

واعلنت قيادة علميات بغداد عن اغلاق كامل لمداخل العاصمة بغداد، في اعقاب دخول محتجين الى البرلمان العراقي.

وقال المتحدث باسم عمليات بغداد سعد معن في بيان ان مداخل العاصمة اغلقت بالكامل، ويسمح فقط الخروج منها.

معصوم .. لا تأجيل

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان تلقت " إيلاف " نسخة منه، حضّ المتظاهرين على "تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من اعضاء مجلس النواب والموظفين والممتلكات العامة والخاصة".

وطالب المتظاهرين بالانسحاب الفوري من مبنى المجلس ودعا ايضًا "رئيسي مجلسي الوزراء والنواب وقادة الكتل البرلمانية الى اجراء التعديل الوزاري المنشود وتنفيذ الاصلاحات السياسية والادارية ومكافحة الفساد ونعتبر ان دفن نظام المحاصصة الحزبية والفئوية مهمة لم تعد تقبل التأجيل مطلقا".

ومضى الى القول ان "لزوم الانتصار في المعركة ضد الارهاب يقتضي وضع حماية استقرار العراق ومصالحه العليا ومكانته وهيبته في المجتمع الدولي فوق أي مصالح اخرى".

ووجه دعوة الى جميع الأطراف "الى الالتزام بمبادئ الحوار الديمقراطي وصون الحياة الدستورية وحفظ الأمن والنظام".

وطالب "القوى السياسية بمضاعفة الجهود العاجلة والجدية لحل المشاكل بما يلبي مطالب الشعب وتحقيق مصالحه وتحسين حياته المعيشية، والتحلي بالشعور العالي بالمسؤولية الوطنية ووضع مصالح العراقيين كافة فوق أي مصالح اخرى”.

هيبة الدولة&

وفي المقابل، دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري القيادات الجماهيرية كافة لترشيد حركة المتظاهرين وقال "لا نتردد في اتخاذ القرار المناسب مع كافة الشركاء لإنقاذ وطننا من الوقوع في اتون الفوضى". الجبوري أكد أن "الأحداث التي تعصف بالبلاد اليوم تستدعي وقفة عاجلة تحافظ على الوطن في الظرف الصعب الذي يمر به" مضيفًا أن "قيمة المؤسسة التشريعية وقوتها تعبر عن إرادة العراقيين، وأن النواب هم ممثلين الشعب وخدامهم، وأن الاعتداء على أعضاء وموظفي هذه المؤسسة هو بمثابة اعتداء على هيبة الدولة التي تأتي من خلال احترام ما تقوم به هذه المؤسسات من انجازات حقيقية".&

وابدى تفهمه للحاجة إلى الإصلاحات وقال "انها السبيل الأمثل لإقناع الشعب العراقي"، داعيا إلى "تبني الممارسات السلمية التي تحافظ علي ممتلكات الدولة وأرواحها".

كما دعا القيادات الجماهيرية كافة، وفي مقدمتها السيد مقتدى الصدر، لتكون لهم وقفة عاجلة ، "ترشد من حركة المتظاهرين ولا تسمح باستغلالها".

وتابع الجبوري قائلا "ما يهمنا سلامة العراق ، والحفاظ على الدولة، معربا عن قناعته بان كل شيء قابل للتعويض، سوى بلدنا، والذي يمر بمأزق خطير وعلينا تجاوزه".

وشدد الجبوري على ان "الحفاظ على العملية السياسية واجب وضرورة قصوى" ، منبها إلى إن "داعش تنتظر انفلات الامور للتوسع من جديد ، &ويجب الا نسمح لها بذلك" .

واكد الرئيس الجبوري أنه "يتابع من مكتبه مع القيادات كافة الوضع الراهن وتطورات الاحداث، مردفا باننا لن نتردد في اختيار ما يصلح الوضع، ويجنب البلد من الوقوع في اتون الفوضى".

الامم المتحدة ودعوة للحوار&

الامم المتحدة وعبر بعثتها في العراق (يونامي) حثت الحكومة والقادة السياسيين على العمل معاً لاستعادة الأمن والإنخراط في الحوار.

وفيما أعربت البعثة عن "القلق البالغ إزاء التطورات التي شهدتها بغداد اليوم، بما في ذلك اقتحام مبنى مجلس النواب من قبل المتظاهرين بعد أن دخلوا إلى المنطقة الخضراء" فإنها ادانت "استخدام العنف"، بما في ذلك ما يستهدف المسؤولين المنتخبين.

وحثت في بيان تلقت " إيلاف" نسخة منه على "تهدئة الوضع، وضبط النفس واحترام مؤسسات العراق الدستورية في هذا المنعطف الخطير".

ودعت البعثة "الحكومة وجميع القادة السياسيين وقادة المجتمع المدني إلى العمل معاً لاستتباب الأمن على نحو فوري" .

كما دعت الى " الدخول في حوار من شأنه أن يضمن تنفيذ الإصلاحات اللازمة لانتشال العراق من أزمته السياسية والاقتصادية والأمنية".

وقالت انها "تواصل الأمم المتحدة عملها من داخل مقرّها الرئيسي في بغداد بالمنطقة الخضراء، وهي على اتصال مستمر مع الأطراف المعنية لتيسير الوصول إلى حلّ يلبي مطالب الشعب من أجل الإصلاح".

وكان متظاهرون من أنصار التيار الصدري احتلوا ، السبت، مبنى مجلس النواب العراقي في مشهد نادر أظهرت، وذلك بعد دقائق من بيان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي اعلن فيه اعترافه بالحكومة الحالية ورفضه التغيير الوزاري ومقاطعة العملية السياسية والتلويح باسقاط الحكومة.

وهاجم المتظاهرون عدداً من النواب المتواجدين داخل مبنى المجلس، فيما أظهرت صور ضربهم لرئيس كتلة الفضيلة النيابية النائب عمار طعمة.

واجتاز المتظاهرون الحواجز الامنية للمنطقة الخضراء وفيما أظهرت صور لعدد منهم وهم يقفون في القاعة الدستورية للبرلمان العراقي والقاعة الكبرى، ورصدت صور أخرى دخول اعداد منهم الى حي التشريع في داخل المنطقة الخضراء حيث دور الضيافة وغير بعيد عن مقر السفارة البريطانية.

وعلى الفور اتخذت عمليات بغداد احراءات امنية مشددة لحماية مقر الحكومة العراقية فيما أعلنت الإنذار ( ج ) وحالة التأهب القصوى وعممت على أجهزتها الأمنية التحاق عناصرها فورًا الى مقارهم الأمنية والعسكرية والتوجيه بحماية مداخل بغداد وتشدديد الإجراءات عليها.