شهدت العاصمة الفرنسية باريس تجمّعًا في ساحة تدعى "ساحة الأبرياء" تضامنًا مع المأساة التي تعيشها مدينة حلب السورية.

باريس: مرعبة هي المشاهد التي انتشرت في الساعات والأيام الأخيرة عمّا يجري في حلب. من يقدر أن يقتل هكذا؟&

يفتقد عالمنا الإنسانية، قلوباً من لحم ودمّ. #حلب_تحترق و #أغيثوا_حلب، بهذه الأوسام أو الهاشتاغ أراد الشباب العربي أن يعبّر عن حالة غضب وحزن عميقين. تحوّلت صفحات فايسبوك وتويتر مربعات حمراء تضامنًا مع الأهالي ضحايا حلب، وخبر مقتل الدكتور وسيم معاذ جال على كلّ وسائل الإعلام العالمية. قصّة بطل هي، تستحقّ التوقف عندها.&

لكنّ الصلوات والتغريدات لم تكفِ السوريين في أرجاء العالم. ثمّة ما يدفعهم إلى الالتقاء والوحدة كي لا يفقدوا أملهم بيوم أفضل لسوريا، كما حلموا بها.&

في باريس كانت وقفة لافتة، في ساحة الأبرياء. التسمية معبّرة. إلى اليسار تجمّع مسيحي يمجّد الله بالهتافات والصلوات، والسوريون من جهتهم، ينظرون إلى الله ويسألون: "الأسد قتل آخر طبيب أطفال في حلب، أهذا رئيس أم لحّام؟" تسأل مواطنة سورية في لافتة حمراء وبيضاء.

انقاذ الطفولة

وسط أعلام سوريا في كلّ اتجاه وصلوا بالعشرات للتضامن مع أهل بلدهم، طالبين إنقاذ الطفولة في حلب. يرغب السوريون، من حرقة قلوبهم، أن يذكّروا بلدان الغرب والعالم أجمع بوضعهم الأليم، فيحمل شاب لافتة: "إذا لم تحدث المذابح في بلدك، فلا يعني ذلك أنها غير موجودة".&

حلب وأهلها يبحثون عمّا لاقت باريس وبروكسل، بعد الهجمات الإرهابية فيهما، من تعاطف دولي وقرارات عالمية وخطط عمل ومعاقبة المجرمين ووضع حدّ لآلاف الأشخاص مثل صلاح عبد السلام، مخطط ومنفذ تفجيرات 13 نوفمبر/تشرين الثاني في باريس.

"حرّ حرّ حرّية، نحنا بدنا الحرّية" يهتفون بحناجرهم الممزّقة. ولا تخلو الهتافات من بعض شتائم للسلطة الحاكمة في سوريا. يذكّرون في أغانيهم بأن ثورتهم سلمية، وأن مطالبهم محقّة، وأنّ "الشعب السوري واحد".&

تتحدّث "إيلاف" إلى بعض المشاركين، يرمون كلّ اللوم على المجتمع الدولي. فيقول محمّد الأسود: "الثورة تعود إلى سلميّتها حين يتوقّف المجتمع الدولي عن دعم الديكتاتور بسبب مصالح وصفقات". هل كلّ شيء بات في يد المجتمع الدولي؟ أين دور الشعب السوري؟ يجيب الأسود أن الشعب السوري هو العمود الفقري لكلّ ما يحدث في سوريا &لكنّه لم يعد قادراَّ على المحاربة منفردًا على الجبهات.

نريد أن نعيش!

يخبرنا طالب آخر أنّه ترك كلّ شيء وأتى إلى فرنسا، وبدأ حياته من الصفر، فهو لم يتمكّن من الحصول على شهادته من الجامعة في سوريا. يقول: "الوضع في غاية الصعوبة وعدد الشباب الذين يأتون إلى بلدان أوروبا يتضاعف، نريد أن نعيش".

من ناحية أخرى، يعلّق البعض على أداء الإعلام في تغطية الوقائع من سوريا: "هناك تعتيم وتغييب بشع لسوريا، لماذا هذا التجاهل، ممّن يخافون? لماذا لا يسمّون الأشياء بأسمائها، لماذا لا يقولون من يقتل ومن يستخدم البراميل المتفجرة؟"، تتساءل مريم وهي تلقي علم سوريا على كتفي طفلها.&

بين شجرتين كبيرتين عُلّقت لافتة: "الشعب السوري سينتزع حرّيته". أمامها وقف السوريون وأنشدوا: "موطني موطني الشباب لن يكلَ همُّه أن يستقلَّ أو يبيد".
&