مدينة حلب تشهد قتالا شرسا بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة منذ أكثر من أسبوع.

أدانت صحف عربية ما وصفته بالمجازر التي يتهم الجيش السوري بارتكابها في مدينة حلب، داعية إلى تحرك دولي سريع "قبل فوات الأوان".

لكن كُتّابا في صحف أخرى أشادوا بعمليات الجيش السوري، قائلين إنها تهدف إلى تخليص المدينة من سيطرة تنظيمات "إرهابية" مثل "داعش"، وهو الأسم الشائع لتنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط.

وتشهد مدينة حلب قتالا شرسا بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة منذ أكثر من أسبوع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصا.

ولم تكن مدينة حلب من بين مناطق هدنة مؤقتة جزئية أعلن الجيش السوري بدء سريانها فيما ويصفه بـ "نظام تهدئة" في الساعات الأول من صباح السبت.

"مدينة منكوبة"

ونددت صحيفة الوطن القطرية بـ "الصمت الدولي" تجاه ما يحدث في سوريا، قائلة: "ليس مقبولا استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء ما تشهده سوريا من مجازر غير مسبوقة ينفذها النظام".

وأضافت أن "ما بلغته الأحوال الإنسانية والأمنية، خاصة بالنسبة للمدنيين في حلب وريف حمص، من تدهور شديد بات يفرض تحركا إقليميا ودوليا سريعا لإيقاف هذه المجازر المروعة قبل فوات الأوان".

القتال العنيف الدائر بين القوات الحكومية والمعارضة في حلب منذ أسبوع يسفر عن مقتل 240 شخصا

وأدانت صحيفة الراية القطرية أحداث حلب، قائلة إن الصّور القادمة من هناك "صادمة بكل المقاييس، حيث تجرد النظام وحلفاؤه من الإنسانيّة".

وتساءلت عن دور الأمم المُتحدة ومجلس الأمن وأمريكا وروسيا في حماية المدنيين ورعاية "الهدنة الكاذبة التي تعتبر أكبر خداع وتزييف تمت مُمارسته على الشعب السوري الأعزل الذي تفاءل وأفرط في التّفاؤل بنجاحها".

وفي صحيفة الرياض السعودية، اتهم الكاتب أيمن حماد النظام السوري بالسعي لـ "فرض أمر واقع على المسار السياسي من خلال تكثيف العمليات العسكرية على حلب وكأنه يلوح بالإطباق على المدينة العتيدة ذات الرمزية الكبيرة للمعارضة".

ويقول الكاتب إن ما يجري في سوريا "يُوحي بتجدد العنف واستمرار العمليات العسكرية بوتيرة أشد"، معربا عن قلقه من أن ذلك سيجعل أفق الحل السياسي "ضبابياً أكثر من أي وقت مضى".

أما صحيفة الأخبار اللبنانية فتخشى من عدم وجود مؤشرات توحي برغبة الأطراف المختلفة في إنهاء الصراع في سوريا.

وتقول الصحيفة: "تستمر المجزرة المفتوحة التي تعيشها مدينة حلب من دون مؤشرات تشي برغبة حقيقية لدى اللاعبين الفاعلين في إنهائها سريعا."

وأضافت: "لا طاولة تتسع لملف حلب بعد. بل إن المدينة المنكوبة كانت على امتداد الحرب أشبه بطاولة كبرى تعقد جلسات فوق ركامها ودماء أهلها ويُبحث عن صفقات تُمرّر من تحتها."

"قوى متآمرة"

حلب لم تكن ضمن مناطق هدنة مؤقتة جزئية أعلنها الجيش السوري في الساعات الأول من صباح السبت.

واتهمت صحيفة الوطن العمانية ما وصفته بـ"القوى المتآمرة على سوريا" بدعم المنظمات "الإرهابية" في سوريا مما أدى إلى تصعيد الموقف هناك.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن "التصعيد الإرهابي الذي تشهده المدن السورية... يهدف إلى أمرين؛ الأول معاقبة الشعب السوري على مواقفه الوطنية وصحوته وكشفه المتاجرين بحقوقه المتآمرين على وطنه سوريا".

وتابعت: "أما الأمر الثاني فهو مواصلة المساعي نحو إنجاز هدف تدمير الدولة السورية وتحويلها إلى أطلال لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي".

ويقول الكاتب عبد اللطيف عمران في صحيفة البعث السورية إنه "في الوقت الذي التزمت فيه الجمهورية العربية السورية باتفاق وقف الأعمال القتالية، ازدادت فيه يوميا خروقات هذا الاتفاق من قبل العصابات المسلحة".

ويضيف عمران: "بل إن كثيرا من هذه العصابات انسحب من الاتفاق والتحق بجبهة النصرة إلى أن قام مؤخرا وفد الرياض بتأييد الخروقات وبدعوة الإرهابيين إلى مزيد من التصعيد".

وفي صحيفة الدستور الأردنية، يشيد الكاتب جمال العلوي بعمليات الجيش الحكومي السوري في حلب، قائلا إن هذه العمليات تهدف إلى تخليص المدينة من "قوافل التتار الجدد وجماعات هولاكو وداعش العصر الجديد".

وأضاف الكاتب أن "حلب ستبقى مدينة المدن ومدينة العز والرجولة وستبقى عصية على الدوائر الإقليمية والدولية وستفتح ذراعيها لأبناء الجيش العربي السوري لكتابة سطر جديد بعد أن تمادى القتلة والمجرمون في غيهم".