فيما تعقد الرئاسات العراقية الثلاث وقادة القوى السياسية اجتماعًا طارئًا اليوم، فقد دعا علاوي إلى انتخابات مبكرة، فيما تم استدعاء قوات الحشد الشعبي الشيعية للدفاع عن مناطق حزام بغداد، خشية أي اختراق يستهدف العاصمة.. بينما انسحب المتظاهرون المحتجون إلى ساحة الاحتفالات الكبرى داخل المنطقة الخضراء، ونصبوا خيام اعتصامهم فيها.

بغداد: تعقد الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية اجتماعًا عاجلاً الاحد، دعا اليه الرئيس العراقي فؤاد معصوم لمناقشة الازمة السياسية واقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء، واحتلالهم لمبنى مجلس النواب.&

واشار بيان صحافي رئاسي، اطلعت على نصه "إيلاف"، الى أن الاجتماع سيُكرّس لمناقشة عدد من القضايا الملحّة، وفي مقدمتها أحداث اقتحام مبنى مجلس النواب من قبل متظاهرين وإجراء التعديل الوزاري المنشود والسبل الكفيلة في تنفيذ عاجل للإصلاحات المقررة.

جاءت دعوة معصوم هذه للاجتماع العاجل بعد ساعات من دعوته المتظاهرين إلى إخلاء مبنى البرلمان، وعدم المساس بأعضائه وموظفيه والممتلكات العامة والخاصة، ومطالبته رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري وقادة الكتل البرلمانية بإجراء التعديل الوزاري المنشود ودفن نظام المحاصصة الحزبية والفئوية.

فيديو اقتحام المتظاهرين لمجلس النواب في المنطقة الخضراء:

علاوي يدعو إلى تشكيل حكومة انقاذ وانتخابات مبكرة&
دعا رئيس ائتلاف الوطنية العراقية اياد علاوي الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لمدة عام واحد، وإجراء انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة. وقال علاوي إنه "أصبح من الواضح أن العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود، بعدما عجزت الحكومة عن إجراء الإصلاحات المطلوبة، وفقدت رئاسة مجلس النواب شرعيتها، المرة تلو الأخرى، وبرغم كل هذا الانهيار والفشل، لا يزال التمسك بالكراسي هو ديدن القابضين على السلطة، حتى بعدما انتهكت الحرمات وسادت الفوضى".

واشار بالقول لقد "حذرنا منذ اليوم الأول من خطورة هذا الانحدار، وطالبنا مرة بعد مرة بإصلاحات حقيقية، تمس جوهر العملية السياسية، وليس القشور فحسب".. منوهًا بأنه "لم يعد أمامنا مع تداعيات الأوضاع سوى التوجه إلى رئاسة الجمهورية، باعتبارها راعية الدستور، لإيجاد حلّ سياسي وأمني للحفاظ على الأمن والاستقرار، من خلال تبني جملة خيارات، من بينها تشكيل حكومة إنقاذ وطني لمدة عام واحد، تواصل المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي وتقيم انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة"، كما نقل عنه بيان صحافي لائتلافه تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الاعتداء على النواب وموظفي المجلس اعتداء على "هيبة الدولة.. مؤكدًا تفهمه للحاجة للإصلاحات لكونها "السبيل الأمثل لإقناع الشعب.. ودعا القيادات الجماهيرية كافة، لاسيما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى وقفة عاجلة ترشد من حركة المتظاهرين منعاً لانفلات الأمور واستغلالها من قبل تنظيم داعش.

وكان الآلاف من أنصار مقتدى الصدر قد اقتحموا السبت مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء للمطالبة بحكومة جديدة، وذلك بعد تأجيل اجتماع للبرلمان للتصويت على مجلس وزاري جديد. ودعا الصدر إلى تنظيم احتجاجات للضغوط على البرلمان، ليوافق على مجلس الوزراء الجديد، وهو عنصر مهم في برنامج الإصلاح، الذي يتبناه رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث يدعم الصدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط، فيما ترفض أحزاب قوية داخل البرلمان الموافقة على وزراء التكنوقراط وتريد وزراء من كتلها. &

الشيوعي يدعو الى برلمانية عاجلة لإقرار التشكيلة الوزارية كاملة
اما الحزب الشيوعي العراقي، فقد حمّل المسؤولين المتنفذين مسؤولية ما آلت اليه اوضاع البلد بكل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جدية، خصوصا في هذا الوقت الحرج الذي يخوض فيه ابناء شعبنا وقواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها المعركة ضد "الارهاب" وداعش، نحذر من أن التمادي والاصرار على نهج المحاصصة الطائفية ينذر بإطلاق ازمات أخرى لا تحمد عقباها".

ودعا الحزب الى جلسة عاجلة لمجلس النواب يتم فيها اقرار تشكيل الوزارة الجديدة الكاملة على قاعدة الكفاءة والنزاهة والمهنية وبعيدًا عن التحاصص وتقاسم المناصب لتكون خطوة اولى في مشروع الاصلاح الشامل الذي يتوجب ان يشمل كذلك الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة.&

واهاب "في هذه اللحظات الحرجة بالمتظاهرين والمعتصمين ان يواصلوا التمسك بسلمية التظاهرات والابتعاد عن أي شكل من اشكال العنف وبالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتحلي بالانضباط العالي بما يفوّت الفرصة على كل من يريد الاساءة الى الطابع السلمي والدستوري والحضاري للحراك الجماهيري".

وشدد على ان استمرار الضغط الجماهيري السلمي مطلوب، حتى تتم الاستجابة الكاملة للمطالب العادلة والمشروعة التي نادى بها المتظاهرون والمعتصمون، ولا يزالون، والمتمثلة في الاصلاح السياسي والقضائي والخلاص من المحاصصة، ومكافحة الفساد وفتح ملفاته وتوفير الخدمات العامة وتخفيف اعباء الازمة الاقتصادية والمالية عن كاهل الكادحين وذوي الدخل المحدود.

استدعاء الحشد الشعبي لمنع مسلحي داعش من اقتحام بغداد
دعا القائد الميداني لتشكيلات الحشد الشعبي الشيعية هادي العامري قوات الحشد الى الالتحاق بقواطع عمليات حزام بغداد لمنع أي اقتحام للعاصمة من قبل مسلحي تنظيم داعش.

واشار العامري الى أن استدعاء الحشد الشعبي هو للدفاع عن محيط العاصمة بغداد والانتشار في حزام بغداد والدفاع عن محيطها امام تهديدات تنظيم داعش "الارهابي". واوضح في بيان أن هذا الاجراء جاء "لاستعداد الفصائل المجاهدة للتصدي لأية هجمات قد يشنها إرهابيو داعش على بغداد في محاولة منهم لاستغلال الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد".

وعلى الفور، عززت قوات الحشد الشعبي تواجدها في مناطق حزام بغداد لمنع استغلال تنظيم داعش للتطورات التي تشهدتها العاصمة حاليًا. من جهتها، أعلنت كتائب "سيد الشهداء" انها قامت بنشر فوجين من قوات النخبة التابعة لها في محيط بغداد للمساهمة في الحفاظ على وضعها الأمني ومنع داعش من استغلال الحالة التي تشهدها العاصمة والتسلل اليها.

وكانت القوات الأمنية أعلنت امس حالة الطوارئ في العاصمة، على خلفية اقتحام مقر مجلس النواب من قبل متظاهرين غاضبين، يطالبون بإجراء اصلاحات، كما فرضت القوات الأمنية في محافظات أخرى اجراءات مشددة تحسباً لأي طارئ.

العبادي يتجول في الخضراء لنفي هروبه منها
من جانبه، اكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الاوضاع في بغداد تحت السيطرة، داعيًا المتظاهرين الى العودة الى المناطق المخصصة للتظاهر والالتزام بسلميتها.

جاء ذلك في بيان للعبادي في ما يلي نصه:
"نطمئن ابناء شعبنا الكريم إلى ان الاوضاع في مدينة بغداد تحت سيطرة القوات الامنية، وادعو المتظاهرين الى العودة الى المناطق المخصصة للتظاهر والالتزام بسلميتها وعدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة التي هي ملك جميع العراقيين.. حفظ الله العراق وشعبه واعاننا على خدمته وتحقيق تطلعاته".

وبعد اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء، تفقد العبادي قوات الأمن داخلها، في محاولة لنفي تقارير عن هروبه، ودعا المتظاهرين إلى العودة الى المناطق المخصصة للتظاهر، وعدم التعدي على الممتلكات العامة.

هذا الاقتحام &للمنطقة الخضراء غير مسبوق، رغم استهدافها بقذائف المورتر منذ سنوات قليلة مضت. وتمتد المنطقة الخضراء على مساحة عشرة كيلومترات مربعة، وتقطع نقاط تفتيش وحواجز خرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية للمنطقة الخضراء منذ سنوات، في إشارة إلى انعزال القيادة العراقية عن شعبها.