أيّد المشاركون في مؤتمر حزب (البديل من أجل ألمانيا) قرارًا للحزب جاء فيه أن الاسلام لا يتماشى مع الدستور الالماني، ودعا الى فرض حظر على تشييد المآذن وارتداء "البرقع"، كما دعا الى الانسحاب من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي.

وفي اليوم الثاني من مؤتمر حزب البديل (AfD) اليميني المعادي للمهاجرين المنعقد في مدينة شتوتغارت الجنوبية، هتف العديد من المشاركين الـ 2000 تأييدًا لدعوات باتخاذ اجراءات حاسمة ضد ما وصف بـ "رموز القوة الاسلامية"، واستنكروا الدعوات للتحاور مع مسلمي المانيا.

وقال هانز توماس تيلشنايدر، النائب عن الحزب في مجلس ولاية ساكسونيا انهالت المحلي، "إن الاسلام غريب علينا، ومن اجل ذلك لا يمكن ان ينطبق عليه مبدأ حرية الديانة مثل المسيحية."

وكانت المستشارة ميركل قالت إن حرية العبادة مكفولة في الدستور الالماني، وقالت غير مرة إن الاسلام جزء من المانيا.

رفض اللاجئين

يُذكر أن "حزب البديل من أجل ألمانيا" يعارض سياسة الباب المفتوح للاجئين، التي تبنتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقد استطاع الحزب بالفعل توجيه الغضب الشعبي من هذه السياسات ضد الائتلاف الحاكم ووسائل الاعلام الموالية له.

وانطلقت فعاليات مؤتمر الحزب اليميني الألماني يوم السبت، وسط احتجاجات عنيفة نظمها نحو 1000 متظاهر، من أصحاب التوجهات اليسارية خارج مكان انعقاد المؤتمر.

احتجاجات

وحاول المحتجون منع أعضاء الحزب من الدخول إلى الاجتماع بإغلاق الطرقات المؤدية إلى موقع المؤتمر عبر حرق الإطارات، ورددوا هتافات مثل: "أبقوا على اللاجئين"، "أبعدوا النازيين عن ألمانيا"، "سوف نقضي عليكم جميعًا"؛ وشعارات أخرى تدعو إلى القصاص من أنصار حزب البديل المعارض.

لكن الشرطة، على أثر هذه الأحداث، تدخلت مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ورذاذ الفلفل، وسط اشتباكات مع المحتجين. وأفادت الشرطة باعتقال نحو 400 شخص.

وخلال كلمة المؤتمر الافتتاحية، قال نائب رئيس الحزب ألكسندر غاولاند، إن الاجتماع يعقد "أملاً في مستقبل أكثر سلامًا وأكثر حرية وبمزيد من النشاط الاجتماعي في ألمانيا."

لا للنقاب والمآذن

وركز اجتماع الـAfD على العناوين الرئيسة لسياسات الحزب اليميني، وأهمها موقف الحزب المعارض للنقاب الإسلامي وبناء المآذن ورفع الأذان.

وأشارت تسريبات إلى أن الحزب تبنى بالفعل موقفاً مناهضاً لأسلمة ألمانيا بتبنيه بنداً في برنامجه ينص على أن "الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا"، وبغالبية كبيرة من أعضاء المؤتمر، الذين يناهز عددهم ألفي مندوب. كما تمّ اعتماد بند يدعو إلى تضييق بعض المظاهر الإسلامية مثل ارتداء النساء النقاب في الأماكن العامة وتشييد صوامع المساجد أو رفع الأذان.

وأكد مقطع البيان أن "الشكل الأرثوذكسي للإسلام لا يحترم نظامنا القانوني، بل ويقاومه ويطالب بأن يكون (الإسلام) الدين الصحيح الوحيد، وهو أمرٌ لا يتفق مع نظامنا القانوني والثقافي". 

وصوت المندوبون بالموافقة على هذا البند؛ موضحين في الوقت نفسه أنه لن يتم المس بالمسلمين في ألمانيا.

ومن مواقف الحزب التشكيك في ظاهرة التغيّر المناخي واعادة التجنيد الاجباري واخراج المانيا من منظومة العملة الاوروبية الموحدة اليورو.

ويحمل الفصل، الذي يخص المسلمين في برنامج الحزب الذي صوّت عليه المشاركون اليوم، عنوان "الاسلام ليس جزءًا من المانيا." ويحتوي الفصل على مطلب بحظر المآذن و"البرقع".

لسنا ضد الاسلام

وفي هذا الصدد، أدلى السيد أودو شتاين، النائب في برلمان ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، بتصريح خاص إلى موقع "روسيا اليوم ـ RT"، قال فيه إن هذا الاجتماع مخصص لرسم مبادئ وسياسات حزب الـAfD في المرحلة المقبلة. وعلى هذا الأساس يجب أن "نحدد موقفنا من الإسلام".

ويقول شتاين إن حزبه ليس "ضد الإسلام، ولكنه ضد أسلمة البلاد"، فالصلوات والدعوات في الجوامع في ألمانيا، على سبيل المثال، تُقرأ باللغة العربية وليس بالألمانية، و"نحن نعدُّ هذا الشيء مخالفاً لمبدأ الاندماج" في المجتمع الألماني. وينطبق الموضوع نفسه على ارتداء النساء النقاب، بحسب شتاين.

حقوق المرأة 

وبعبارات أخرى، يوضح النائب في برلمان بادن فورتمبيرغ أن الدستور الألماني يضمن حرية الأديان والمعتقد، لكن حزب الـAfD يسعى للحفاظ على حقوق المرأة أيضاً، مثل حق العمل والتواصل مع الجنس الاَخر. لذلك فإن "النقاب الذي يغطي كامل الوجه هو عقبة رئيسة".

ويختم شتاين قائلاً: "لقد تم بناء ألمانيا على القيم المسيحية الليبرالية. لذلك نحن مع الرأي القائل: إذا كنت ترغب بالعيش في بلادنا، فيجب أن تلتزم بهذه القيم".

اليورو والاتحاد 

على صعيد آخر، دعا الحزب إلى الخروج من منطقة العملة الموحدة "اليورو"، وإعلاء شأن "العائلة التقليدية" نموذجًا مرغوبًا فيه، وإجراء المزيد من الاستفتاءات والمحافظة على الطاقة النووية باعتبارها الدعامة الأساسية لإمدادات الطاقة في ألمانيا.

وفي الأخير، طالب الحزب أيضاً بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي ما لم تحد بروكسل بعضًا من نفوذها السياسي على الدول الأعضاء. لكن رئيسة الحزب فراوكه بيتري قالت إن هذه السياسة هي "رؤية طويلة الأمد".