يجري وزير الخارجية الاميركي جون كيري محادثات الاثنين في جنيف مع موفد الامم المتحدة الى سوريا ومسؤولين عرب، في محاولة لإعادة العمل بوقف اطلاق النار الذي انتهك بشكل خطير في الايام الماضية، بالتعاون مع روسيا.

جنيف: التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي وصل مساء الاحد الى جنيف، الاثنين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على ان يجتمع في وقت لاحق مع موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا لبحث الهدنة السارية منذ 27 شباط/فبراير وتتعرض لانتهاكات خصوصا في حلب.

ويتوجه دي ميستورا الثلاثاء الى موسكو حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب ما اعلنت متحدثة باسم الخارجية الروسية.

وتشهد مدينة حلب منذ اكثر من عشرة ايام تصعيدا عسكريا بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تتقاسم السيطرة على المدينة بين احياء شرقية وغربية. واسفرت اعمال العنف في المدينة خلال تلك الفترة عن مقتل اكثر من 250 مدنيا بينهم حوالى 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وتستهدف الطائرات الحربية السورية الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل، فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية وقوارير الغاز.

وقبل لقائه بكيري، اعتبر الجبير ان "ما يحصل في حلب انتهاك لحقوق الانسان، انه جريمة". واتهم روسيا والنظام السوري بانتهاك كافة "الاتفاقات التي تم التوصل اليها" في اطار عملية السلام.

الفصل عن جبهة النصرة

اما كيري فاوضح ان واشنطن ستمارس ضغوطا على الفصائل "المعتدلة" لتفصل نفسها عن جبهة النصرة في حلب.

وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 شباط/فبراير بموجب قرار روسي اميركي مدعوم من مجلس الامن، والذي يستثني تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

ويتهم النظام السوري جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها بقصف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرته في حلب.

وقال كيري "هذا ما نبحثه بين امور اخرى، وهناك طرق عدة لمقاربته". واضاف "كانت هناك محادثات عدة امس واول من امس واليوم، نقترب من التوصل الى تفاهم، لكن لا يزال هناك بعض العمل".

وكان كيري قال بعيد وصوله الى جنيف امس "نتحدث مع الروس مباشرة بما في ذلك في الوقت الحالي". واضاف قبل لقائه وزير الخارجية الاردني ناصر جودة "لدينا امل في تحقيق تقدم".

واعادت روسيا، حليفة دمشق، الاثنين التأكيد على لسان الجنرال سيرغي كورالنكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين اطراف النزاع الذي انشأته موسكو لمراقبة الهدنة، ان المحادثات لوقف القتال في حلب وفرض "نظام تهدئة" لا تزال جارية.

تراجع القص

وتشهد مدينة حلب منذ صباح اليوم هدوءا حذرا بعد ليل طويل من الغارات الجوية المكثفة التي استهدفت الاحياء الشرقية، وفق مراسل فرانس برس. وقال المراسل "تجرأ البعض على فتح متاجرهم والعودة الى عملهم، وهناك حركة بسيطة في الشوارع".

واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "تراجع حدة القصف المتبادل منذ صباح اليوم". وقال "استهدفت غارات حيين في الجهة الشرقية صباحا".

وكان القصف تجدد ليل الاحد الاثنين، اذ استهدفت الطائرات الحربية بعد منتصف الليل الاحياء الشرقية، وبينها بستان القصر وصلاح الدين، دون سقوط اصابات. وافاد المرصد السوري ايضا عن "مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، واصابة العشرات بجروح جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها الفصائل الاسلامية والمقاتلة" على الاحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل.

وبعيدا عن حلب، تسري في الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية (غرب) الشمالي تهدئة منذ الجمعة بموجب قرار روسي اميركي.

وبدأ العمل بـ"نظام التهدئة" الساعة الواحدة من صباح السبت على ان يستمر 24 ساعة في الغوطة الشرقية و72 ساعة في ريف اللاذقية. لكن تم تمديده مرتين في الغوطة الشرقية، الاولى لمدة 24 ساعة، والثانية تم الاعلان عنها اليوم لـ48 ساعة.

على صعيد آخر، نجحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري بادخال قافلة مساعدات جديدة الى مدينة تلبيسة التي تحاصرها قوات النظام في ريف حمص (وسط) الشمالي.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس "رغم تواصل العنف في حلب، نعمل على ايصال المساعدات الى مناطق محاصرة" في سوريا.

واوضح ان قافلة مساعدات من 16 شاحنة دخلت اليوم مدينة تلبيسة وتتضمن موادا غذائية وصحية لـ12 الف عائلة فضلا عن كتب مدرسية.

وكانت قافلة اولى من المساعدات دخلت في 27 نيسان/ابريل الى تلبيسة، التي تأوي والقرى المحيطة بها الاف النازحين من بلدات ريف حمص الشمالي الذين تركوا منازلهم اثر اندلاع المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ ايلول/سبتمبر الماضي، ما ادى الى مضاعفة عدد سكانها من ثلاثين الفا الى ستين الفا.