كيف تبدو صورة الإعلام اللبناني في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف اليوم الثلاثاء 3 أيار (مايو)، ويحتفي العالم اليوم بالمبادئ الأساسيّة لحرية الصحافة، من خلال تسليط الضوء على ما حققته من إنجازات، وما تواجهه من مشاكل.
&
بيروت: يحتفي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 أيار/مايو مجددًا تشديده على ضرورة الالتزام بالمبادئ الأساسيّة لحرية الصحافة، ويسلط الضوء على ما حققته من إنجازات وما تواجهه من معوقات وقيود في دول العالم.
&
يسلط هذا اليوم الضوء على حماية وسائل الإعلام من التعدي على استقلاليتها وتكريم الصحافيين، الذين فقدوا حريتهم أو حياتهم خلال ممارسة مهامهم.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة كيف تبدو صورة "مهنة المتاعب" في لبنان؟.
&
صفة الإعلام مفقودة
يشير الإعلاميّ ساطع نور الدين (رئيس تحرير موقع المدن الإلكتروني) لـ"إيلاف"، إلى أن ليس كل الإعلام اللبنانيّ تنطبق عليه صفة الإعلام في هذه المرحلة، فمعظم الإعلام في لبنان حاليًا هو إعلام حزبيّ وموجّه، مع غياب الإعلام المهنيّ الحقيقيّ، وبروز الفرز على المستوى السياسيّ والمذهبيّ والطائفيّ، ونتيجة هذا الفرز تراجعت مفاهيم كثيرة في الإعلام اللبنانيّ، وحتى في ذروة الحرب الأهليّة في لبنان، لم نشهد إنكارًا ومحاولة إقصاء وتصفية للرأي الآخر، كما اليوم، وهذه الحال تنعكس على غالبية وسائل الإعلام بشكل كبير.
&
يضيف نور الدين: "غالبية الإعلام اللبنانيّ في المرحلة الحاليّة، أصبحت دعاية حزبيّة، ومعالجة الموضوع لا تكون بالتربية والثقافة والوعي فقط، بل تبقى نتاجًا لعلاج أمراض يواجهها المجتمع اللبنانيّ، والإعلام كظاهرة لا يمكن معالجة أمراضه، لأن الأمر يبقى مستحيلًا. أما إذا تناولنا موضوع البلد ككل، من خلال إظهار مجموعة من العيوب ومصادر الخلل، يمكن حينها إحداث الفرق، وتحقيق المعالجة، على مستوى الهويّة والإنتماء والوظيفة، وبناء عليه، الإعلام يعكس هذه المسيرة التطويريّة والتحديثيّة، ولكن لا يمكن أن يقودها، مع وجود مزاعم كثيرة لدى بعض الإعلامييّن، أنهم بإمكانهم دفع المجتمع في هذا الإتجاه أو ذاك"، وهنا تكمن المبالغة بحسب نور الدين.
&
إعلام حربيّ
بدورها، تؤكد الإعلاميّة شذا عمر في حديثها لـ"إيلاف"، أن الإعلام منذ الأزمة المصرية، وبعدها السوريّة، بدأ يتحوّل إلى إعلام حربيّ، في مختلف وسائل الإعلام، ومنها المكتوبة، فاللبنانيّة منها منقسمة مذهبيًا وطائفيًا، وتنتمي إلى جهّة معيّنة، وتعمل على هذا المنحى الإنقساميّ، فلا وسيلة إعلاميّة اليوم تمتهن الإعلام بمعناه السامي، بل نلمس فيها ترجمة لكل أفكار التحريض لمصلحة جهة معيّنة، وهذا يشمل كل الوسائل الإعلاميّة المكتوبة منها والمرئية، وبرأيها "ليس هكذا يكون الإعلام، ولا بهذه الطريقة نبني مجتمعًا أفضل".
&
وتلفت عمر إلى أن الأمر يبدو ظاهرًا بشكل لافت في الإعلام المرئيّ، أكثر من المكتوب والتقليديّ، رغم أن بعض الصحف أيضًا تجاوزت حدود المقبول في هذا الخصوص، والجميع يعرف إلى من تنتمي هذه الصحف، فهناك أحزاب وجهات سياسيّة تملك صحفًا في لبنان، وقد نلمس الأمر بشدة أكثر في التلفزيونات اللبنانيّة والفضائية.
&
لا مثالية
من جهتها، تؤكد الإعلاميّة اللبنانية سعاد قاروط العشي في حديثها لـ"إيلاف"، أن لا مثالية في الإعلام اللبنانيّ، المكتوب منه أو المرئيّ والمسموع، ويتحمّل الإعلام اللبنانيّ مسؤولية كبيرة في تفاقم المشاكل في لبنان، لأن لا احترام للرأي الآخر، في الإعلام اللبنانيّ المكتوب وغيره من الإعلام، بل هناك تحدٍ، ونرى كل وسيلة إعلاميّة تتبع لحزب سياسيّ، ووسائل الإعلام منقسمة، ولا نشهد حاليًا إعلامًا منطقيًا، أو مثاليًا، والرسالة الإعلاميّة حاليًا لا تصل صافية أو منزّهة، لأن الإعلام بالنتيجة رسالة، ويجب أن يصل بعيدًا عن التشويش أو التسّييس.&
&
تابعت: لكن للأسف كل وسيلة إعلاميّة تبث سياسة صاحبها، بشكل أو بآخر، حتى لو ظهرت أنها تحترم الرأي الآخر، ولكن بالتطبيق هناك نوع من التحدي، من خلال إثبات كل وسيلة إعلاميّة تفوّقها على الوسيلة المنافسة لها، ويبقى الأمر مشروعًا، لكن المشكلة الأساسيّة تبقى أن الأمر يجري على حساب الجمهور والمنطق، ونادرًا ما تأتي أي وسيلة إعلاميّة بأشخاص يمثّلون الرأي الآخر، فالمقابلات الحواريّة لا تستقبل بعض السياسييّن المختلفين عنها في الرأي.
&