عاد روب أونيل بالذاكرة 5 سنوات إلى الوراء ليتذكر تفاصيل عملية اغتيال أسامة بن لادن، التي نفذها وفريق القوات البحرية الخاصة، في أبوت آباد، مؤكدًا عدم صحة الأنباء التي كانت تتحدث عن مرض في كلية بن لادن، وجازمًا بأنها "خرافات" من صنع جهاز مكافحة الإرهاب روّجها للإيقاع بمصادر كاذبة.

واشنطن: قبل خمس سنوات كان روب أونيل يأكل سندويشًا أمام شاشة التلفزيون في قاعدة بغرام الجوية الأميركية في أفغانستان، وبجانبه جثمان أسامة بن لادن، ملقى على طاولة. وكان أونيل هو السبب في وجود بن لادن بلا حياة على الطاولة يوم 2 أيار/مايو 2011. &

عاد أونيل إلى تفاصيل العملية التي قُتل فيها المطلوب الأول في العالم، وسرد تفاصيل منها أمام ذوي ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 بلغة باردة خالية من العواطف. وقال أونيل في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إنه روى كيف دخل غرفة، فرأى بن لادن واقفًا أمامه على بعد 3 أقدام، فأطلق عليه النار.&

&
لم يكن مريضًا
أشار أونيل إلى أنه وأفراد فريق القوات البحرية الخاصة، الذين نفذوا العملية، كانوا لا يزالون بملابسهم العسكرية، حين أعلن الرئيس باراك أوباما مقتل بن لادن على شاشة التلفزيون. يتذكر أونيل أنه نظر إلى أسامة بن لادن، وفكر مع نفسه كيف وصل من ولاية مونتانا إلى مدينة أبوت آباد الباكستانية، حيث كان منزل زعيم تنظيم القاعدة. &

بعد نصف عقد على مقتل بن لادن، لا يُعرف إلا القليل عن الهجوم وعملية البحث التي قادت إلى مخبأه. وكشف أونيل في حديثه أن ما تردد عن معاناة بن لادن من مرض في الكلية ووجود كلية اصطناعية في منزله كان خرافات، نسجها جهاز مكافحة "الإرهاب"، وروّجها لاجتثاث مصادر كانت تكذب، على حد تعبيره. لكن موت بن لادن لم يحدّ من خطر التطرف الإسلامي العنيف، بحسب أونيل.

خصم جديد
ويواجه جون برينان، مستشار أوباما لشؤون مكافحة "الإرهاب" حين نُفذت عملية قتل بن لادن، ومدير وكالة المخابرات المركزية الآن، عدوًا جديدًا هو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقائدًا ماكرًا آخر هو أبو بكر البغدادي. &

وقال برينان عن البغدادي إنه "مهم، ونحن سندمّر داعش، وهذا ما لا أشك فيه". أضاف أن بن لادن كانت له "رمزية مهمة، وإذا قتلنا البغدادي سيكون لقتله تأثير بالغ على التنظيم، وسيتعيّن علينا أن نبقى منتبهين". &

أعاد برينان التذكير بردود الفعل التي شهدتها الولايات المتحدة يوم إعلان موت بن لادن، وهتافات الأميركيين، الذين نزلوا إلى الشوارع، معبّرين عن فرحتهم. وقال إن عملية قتل بن لادن كانت "تكليلًا لعمل شاق، ودمّرنا قسمًا كبيرًا من تنظيم القاعدة".&

لكنّ مراقبين يلاحظون أن تنظيم القاعدة، ورغم ما أصابه من ضعف، ما زال موجودًا بعد مقتل زعيمه بن لادن، وأن زعيمه الحالي أيمن الظواهري ما زال حيًا على الأرجح، فيما انضم داعش إلى تنظيم القاعدة في أعمال العنف و"الإرهاب". وقال مدير وكالة المخابرات المركزية إن "ظاهرة داعش الجديدة هذه ستبقى تحديًا لسنوات مقبلة". &


&