أثيرت في الآونة الأخيرة ضجة كبيرة في حزب العمال البريطاني نتيجة اتهامات لأعضاء في حزب العمال بالعنصرية ومعاداة السامية مما أدى إلى تعليق عضوية نائبين منه وتكوين لجنة تحقيق مستقلة في الموضوع.

إيلاف من لندن: قام حزب العمال البريطاني بتعليق عضوية اثنين منه؛ كين ليفنغستون (عمدة لندن السابق)، وكذلك ناز شاه بتهمة العنصرية ومعاداة السامية من خلال سلوكيات معينة واستعمال ألفاظ وتعابير غير مقبولة.

اعتذار بعد فوات الأوان

كانت ناز شاه النائبة البريطانية عن مدينة برادفورد، قد قدمت استقالتها الأسبوع الماضي من منصبها مساعدة وزير الخزانة في حكومة الظل، إثر الجدل الذى وضعته في الفيسبوك بخريطة&إسرائيل ضمن الولايات المتحدة معلقة (حل مشكلة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بنقل إسرائيل إلى أميركا) الذي&أثار جدلًا واسعًا الأسبوع الماضي رغم أنها كتبته قبل أربع سنوات ثم اعتذرت عنه (كتبته قديما واعتذرت عن أي إساءة تسببت بها).

وتأتي لجنة تحقيق مستقلة في تحقيق حول تلك الإتهامات وتتزعمها شامي شكراباتي رئيسة جمعية ليبرتي الحقوقية سابقا. أما نائب الرئيس فهو ديفيد فيلدمان مدير معهد بيرس لمعاداة السامية.

حزب العمال ضد العنصرية ومعاداة السامية

أعلن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين أن حزب العمال ضد العنصرية بقوة "حتى النخاع"، وكانت الجالية اليهودية مهمة فيه وفي سياساته منذ أكثر من مائة عام. وأضاف أن التحقيق سوف يكون مستقلا وحياديا للوصول إلى الحقيقة، مقترحا "مدونة سلوك" جديدة حول الضوابط الموضوعية في مسائل كالعنصرية ومعاداة السامية.&

وكان الإقتراح في اجتماع الحزب في أيار (مايو) الحالي لوضع ضوابط حول السلوك والألفاظ التي تنم عن العنصرية ومعاداة السامية لكي لا يستغرق في ألفاظ فضفاضة دون تحديد المفاهيم والسلوكيات وحتى الألفاظ المستعملة بالتحديد.&

وأكد كوربين أن الحزب يرحب بجميع الجاليات دون استثناء. وقامت شكراباتي بالإتصال بالجاليات اليهودية والمسلمة وغيرهما والتشاور معها قبل التحقيقات المطلوبة.

وأصدر الحزب بيانا لتوضيح أنه لا يتسامح بأي شكل من الأشكال حول العنصرية ومعاداة السامية، وسيضع نصوصا واضحة محددة في تلك العناوين الفضفاضة، وأنه واضح في ذلك بما لا يقبل الشك.

تصريحات ليفنغستون

وقد تفجرت الأزمة الأسبوع الماضي بعد أن علقت عضوية شاه في الحزب. ثم جاءت تصريحات ليفنغستون إلى بي بي سي لندن الأسبوع الماضي ليدافع عن شاه حيث اعتبر هتلر داعما للصهيونية قبل أن يصاب بالجنون. وأضاف ليفنغستون قائلا: (عندما فاز هتلر عام 1932 كانت سياسته نقل اليهود إلى إسرائيل، لكنه بعد ذلك أصيب بالجنون وقتل 6 ملايين يهودي).

وما إن خرج ليفنغستون من الأستوديو بي بي سي حتى واجهه عضو عمالي آخر "جون مان" ليتهمه أمام الكاميرات باعطائه (مبررًا للنازية)، كما واجه ليفنغستون اعتراضات عديدة من نواب آخرين من نفس الحزب. وعندما سئل كوربين عن ذلك كشف عن قلقه الشديد من اللغة المستعملة التي يرفضها.

التحقيق لشهرين وبرامج تدريبية

وفي معرض جواب ليفنغستون عن تعليق عضويته أجاب بكتاب ليني برينر المؤرخ الماركسي الأميركي المثير للجدل، وأضاف أن الأمر واضح منذ ثلاثين سنة وقد التقى بليني وسوف يدافع عن نفسه في التحقيق بقوة ولا أحد يستطيع حذف عضويته من الحزب.

المقرر أن التحقيق المستقل سوف يستمر لشهرين متواصلين حيث تخرج نتائجه &في قواعد واضحة لكيفية التعامل مع العنصرية ومعاداة السامية، لتعلن بشكل واضح وشفاف. كما اقترح الحزب برامج تدريبية للنواب والمرشحين حول هذه المسائل لكي لا يحصل هذا الإنقسام الفظيع في الحزب.