اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة للعراقيين حول (الكنبة) أو ما يسميها العراقيون (القنفة) في مبنى مجلس النواب العراقي التي (تحركت) من مكانها، وقد زارها رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووقفا أمامها طويلاً بحسرة وألم، وتساءل العراقيون عن سر هذه الكنبة التي نالت اهتمامًا حكوميًا اكثر من التفجير في مدينة السماوة الذي تزامن مع اقتحام المتظاهرين لمجلس النواب؟

بغداد: سخر العراقيون من واقعهم المرير عبر (الكنبة / القنفة أو الكرويتة) التابعة لمجلس النواب العراقي التي تعرضت لبعض (اللطخات) التي أثرت على لونها الأبيض، حتى أن البعض ذهب إلى تسمية الحكومة بـ (حكومة القنفة)، وأن (العراق بلا قنفة ما يسوه فلسا) و(ان القنفة رمز العملية السياسية).

وأشاروا إليها بالقول إنها (القنفة التي حيرت الرئاسات الثلاث وجعلت بان كي مون يبدي قلقه ودفعت الهيئات الدبلوماسية بالتوجه الى منع سفر رعاياها إلى بغداد)، حتى أن (التيار المدني اقترح تصليحها على حسابه الخاص بعد ان وجد أن الرئاسات حزنت عليها، ويعتقد البعض ان سر الحزن عليها أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن جلس عليها، وتوقع البعض أن تصدر الرئاسات الثلاث مرسومًا جمهورياً بها لتكون أجمل قنفات العالم، فيما رأى البعض ان الرؤساء الثلاثة يفكرون بعمل نصب تذكاري للقنفة البطلة الجريحة التي صمدت بوجه المقتحمين ولم تهرب كباقي النواب.

كما تساءل البعض غامزًا من باب الفساد الاعتيادي عن أي محظوظ هذا الذي سيسافر ايفادا الى ايطاليا لمدة شهرين &من اجل ان يدرس علم تحريك القنفات !!.

وقد اطلق مدونون حملة ساخرة تحمل هاشتاق (قنفتي هيبة وطن)/حملة مليونية لفضح البرلمان المهتمين بالقنفة وناسين العراق).

القنفة المقدسة .. والمفجوعة

&فقد كتب الشاعر الكبير سامي مهدي: "الكل مهتم بهذه القنفة!، والكل يتحدث عن هذه القنفة!، وأنا لا أعرف سر كل هذا الإهتمام بها ، فهل فيكم من يعرفه؟!، ترى هل أضيفت القنفة إلى بقية مقدساتنا وأنا لا أدري؟!

فيما وصفها المخرج فيصل الياسري بـ (القنفة المفجوعة )، وقال: "المتظاهرون الشباب يعتدون على قنفات البرلمان مما يثير شجن وأسى المسؤوليين فيبكون على هيبة الدولة العراقية ...ولا احد من المسؤولين يتحدث صراحة عن الاسباب التي دفعت الشباب المتظاهر الى انتهاك عرض القنفة المنكوبة!".

واضاف: "فساد وجرائم ومحاصصات وانتهاكات وسرقات واجتياح عصابات داعش لعشرات المدن العراقية لم تؤثر على هيبة الدولة العراقية، لا يسعنا الا ان نعزي زعاطيط السياسة في العراق على هتك عرض القنفة البيضاء البريئة من كل عيب الا ما لطخه بها "ابناء الشوارع". &

ملابسات الجريمة

اما الشاعر احمد عبد الحسين فكتب: "مؤلم مشهد العبادي ومن معه وهم يتطلعون بحزن عميق الى القنفة التي حركها المحتجون، ماذا فعل هؤلاء الأوباش؟، لقد حركوا قنفة الدولة من مكانها".
واضاف: "انا على يقين من أن لجنة مختصة ستبحث ملابسات جريمة تحريك القنفة، وستوصي بصرف عشرة مليارات دينار لإعادة القنفة الى مكانها قبل هجمة المحتجين".

"شهداء السماوة"

فيما كتبت الكاتبة سلوى زكو: "احيل الوقوف الحزين لكبار رجالات الدولة ومرافقيهم امام قنفة البرلمان الى ذوي شهداء تفجيرات السماوة، حدثان تزامنا يوم السبت".

قطعة اثاث تلطخت

وكتب الفنان الكبير عبدالجبار الشرقاوي: "أشعر &بالخجل أن مثل هؤلاء من يتولى زمام أمورنا ويتصدر واجهة المشهد السياسي الكسيح. أوجعتهم ضمائرهم واستيقظت على قطعة أثاث تلطخت. ولم توجعهم تلك الضمائر الميتة على بلد يتفكك ويحتضر بسبب ما جنته أيديهم وجهلهم ومصالحهم وولاؤهم لغير العراق".

واقنفتاه واهيبتاه

اما الروائي ‏شوقي كريم حسن‏، فكتب: نظرات الحزن والانكسار والأسى ترتسم على وجوه السلطة التشريعية والتنفيذية .. ولسان الحال يهتف بعالي الصوت.. وامصيبتاه.. واقنفتاه.. واهيبة دولتاه.. ما لكم صامتون.. والى القنفة المدماة لا تنصرون.. اعدوا العدة فلابد من قرار.. واعمار واخبار.. اهين البرلمان.. وهرب الاعضاء.. وضرب البعض بالحذاء.. وقنفتاه واهيبتاه.

كرامة الكوريتة

فيما كتب الصحافي علي حسين: "لم يبقَ مسؤول كبير في الدولة العراقية، إلا وصرح أن كرامة " كرويتة " مجلس النواب لن تضيع هدراً، واشاطرهم تأكيداتهم، وحرصهم على سلامة "الكرويتة"، لكني سأؤمن أن ارواح وكرامة الملايين من العراقيين، لن تضيع هدراً بعد اليوم، بل ستضيع هباءً متثورًا".

هيبة الدولة

من جهته، كتب المنتج السينمائي عطية الدراجي: "قنفة البرلمان وهيبة الدولة، وقال بأن الحزن والالم على وجه رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ورؤساء الكتل السياسية عندما زاروا مبنى مجلس النواب وشاهدوا احدى القنفات محترقة أو مكسورة وشدّهم هذا الموقف لاصدار البيانات التي تشجب وتستنكر وتدين كسر هذه القنفة التي تعاطفوا معها جميعًا، واعتبروا كسرها أو حرقها اهانة وكسر هيبة الدولة.

واضاف: "يتساءل الجميع وانا من ضمنهم اين كنتم من ضياع الدولة، عندما بدأت السيارات المفخخة بحصد ارواح العراقيين؟! اين هيبة الدولة عندما سمحتم للاميركيين والايرانيين والسعوديين بالتدخل بالقرار العراقي؟! اين رجولتكم عندما سلمتم ثلثين العراق للدواعش؟! اين نخوتكم بفقدان اكثر من ١٧٠٠ شاب في سبايكر؟! اين انتم من سرقة المال العام؟!

قنفة السلطة

&من جهته، كتب الاديب محمد غازي الاخرس: "بعيداً عن التهكم من وقفة العبادي والجبوري أمام القنفة وهو تهكم رائع ومؤثر، بعيداً عن ذلك، أقول؛ لا أدري لماذا خُيّل إليّ أن رئيسي السلطة التنفيذية والتشريعية مدفوعان بقوة اللاوعي للوقوف تلك الوقفة الغريبة. فالقنفة والكرسي وكل ما يجلس عليه ترمز في متخيلنا للسلطة، للعرش، للتحكم بالآخرين، للهيمنة. وفولكلورنا مليء بالكنايات الدالة على هذه الرمزية: فلان منتچي، فلان گعد عل الرنگات وألخ".

واضاف: "هناك تركيز على القنفة بدفع من اللاشعور، فلكأن ما دار في ذهني السيدين هو الآتي: هذا مو خوش فال (فأل سيئ)، دخلتم للمجلس وانتهكتم قدسية كرسي الحكم وقنفة التشريع وجلستم عليها ولطختموها بالدماء!"

وتابع: "مجرد فكرة خطرت في ذهني من وحي قنفة البرلمان، قنفة السلطة وميراثها الرمزي".

مهموم وحزين

اما الكاتب هيثم الطيب فكتب: "هاهو رئيس البرلمان يقف مهمومًا ومنزعجًا وحزينًا، وكذلك رئيس الوزراء، امام الكرويتة التي تعبر عن هيبة الدولة ويريدون معرفة من الذي وسخها وترك بطل(قنينة) الماء بعد ان شربه عليها ..الكرويتة هي هيبة الدولة التي ضاعت، انهم لا يستطيعون تنظيم الاجتماعات لان الكرويتة وسخة".

واضاف: "شهداء السماوة الابرياء لم يحظوا بمثل هذه الوقفة من رئيسي الوزراء والبرلمان لانهم غير معنيين بهم".

من علامات الساعة

اما الفنان ماجد درندش فكتب انها من علامات الساعة، وقال: "لقد أثبت المحللون الروحانيون والفلكيون أن "القنفة البيضاء" علامة من علامات الساعة، حيث تقول الرواية "إن يومًا ما سيأتي ويثور شعب مظلوم ومغلوب على أمره، ويدخل الى مجلس الحكم ويسقطه شرعيًا ثم ينسحب خوفًا من اراقة الدماء، لكنّ الحكام الفاسدين سيتغافلون عن الثورة البيضاء وينشغلون بقنفة بيضاء ملطخة بلون أحمر من النوع الأزبري وعليها قارورة ماء صحة بسعر ربع دينار".

تشبه مسلسلاً تلفزيونيًا

اما الكاتب علي الرواف فكتب: هل تتذكرون مسلسلاً قديماً اسمه الـ ( 6 &كراسي)... تدور احداثة حول شخص يرث ستة كراسٍ قديمة يقوم ببيعها على (العتاك)، ويظهر ان والده قد خبأ مجموعة من المال في بطانة أحد هذه الكراسي ... يكتشف هذا الامر بعد بيعه الكراسي ... فيقوم بالبحث عن هذا الكرسي الذي فيه الكنز الى ان يجده في نهاية المسلسل.!

وتابع: "رباط السالفة ... ما قصة هذه القنفة التي كل من يشوفها يجر حسرة طويلة عليها، ربما مثل سالفة الكراسي الستة خبأوا فيها شيئًا والله أعلم".

عزة الدولة

وكتبت الشاعرة رسمية محيبس: "من أسمائها القنفة والكرويتة والأريكة تغنى بها الشعراء والفلاسفة ووقف لأجلها الرؤساء والقادة والمصلحون وخاصة المصلحون، عزتها من عزة الدولة، وقال احدهم (قنفتك شرفك فمن لا قنفة له لا شرف له)، هيبة الدولة التي تمرغت بالوحل كلها بكفة وهاي القنفة بكفة، ولك انت بطل يا البطل وانت تبتسم، الان انت واقف تتأسف على قنفة، ما زال العبادي يوصيني بالقنفة حتى ظننت انه سيورثها".

&