تتجه تركيا إلى مأزق سياسي بعد تكشف تفاصيل التوتر والخلاف على أشده بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو، الذي سيدعو إلى مؤتمر لحزب العدالة والتنمية غدًا الخميس قد يمهد لتنحيه عن منصبه كرئيس للحزب.

أنقرة: انتهى مساء الأربعاء اجتماع حاسم بين الرئيس التركي اردوغان ورئيس وزرائه من دون الكشف عن تفاصيل ما جرى، ولكن تسريبات صحفية قالت إن أوغلو سيدعو الى مؤتمر لحزب العدالة والتنمية يعلن فيه تنحيه عن منصبه، بعد تصريحاته امس، التي قال فيها ان لن يتردد في ترك منصبه، في اشارة واضحة الى عدم رضاه عن تقليص صلاحيات رئيس الوزراء ومنح الرئيس صلاحيات واسعة.

وكانت فجوة الخلافات اتسعت وتصاعدت في الأيام والأسابيع الأخيرة بين داوود أوغلو والرئيس أردوغان على صلاحيات كل منهما، حيث ان من أبرز ملامح التوتر هو أن يريد رئاسة تنفيذية بمعنى احتلال صلاحيات رئيس الحكومة التنفيذية، وهو أمر يترك دور داود أوغلو مهمشا، خصوصًا إن تم إبدال النظام البرلماني في البلاد بنظام رئاسة تنفيذية.

المحظور وقع&

وقال متابعون للشأن التركي: يبدو أن المحظور وقع في حزب العدالة والتنمية الحاكم لتركيا منذ العام 2002، فالحزب ذاهب إلى المؤتمر العام في نهاية أيار/مايو الحالي، وفيه ينتظر أن يستقيل رئيس الوزراء والحزب أحمد داود أوغلو من منصبيه.&

كما سينتخب الحزب رئيسا حديدا له وللحكومة، سواء بسواء "لكن عمر الحكومة الجديدة قد لا يكون. طويلا، في ظل استفتاء منتظر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل على الدستور الجديد والنظام الرئاسي في البلاد".&وتشير التوقعات إلى أن احتمال أن يكون رئيس الوزراء الانتقالي نائب رئيس الوزراء الحالي نعمان قورطولموش.

اتهامات

إلى ذلك، اتهم أنصار أردوغان عبر شبكة الانترنت ومواصع التواصل الاجتماعي داوود أوغلو بخيانة أردوغان مع أميركا والغرب والتآمر لاسقاطه، بينما اتهم أنصار داوود أوغلو، الرئيس أردوغان بالتسلط والتدخل في صلاحيات داوود أوغلو سواء كرئيس للحزب أو كرئيس للوزراء مضايقته.

وتحدثت تسريبات صحفية يل الى احتمال عقد اجتماع عام للحزب خلال الأيام المقبلة يتم فيه اختيار رئيس جديد لحزب العدالة والتنمية خلفاً لداوود أوغلو الذي سيعلن استقالته في أي لحظة.

وقال مراقبون إن هده المسألة ستُدخل تركيا في أزمة سياسية، وستضعف حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتسببت من الآن في تدهور في الاقتصاد التركي، حيث ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة التركية خلال 24 ساعة فقط من 2.79 الى 2.95.

وشهدت الأسهم التركية أمس، الثلاثاء، أكبر هبوط لها منذ أكثر من 5 أشهر، بعدما فاقم التوتر من مخاوف الأسواق الناشئة.&وازداد قلق المستثمرين إثر قرار حزب التنمية والعدالة الحاكم، الذي ينتمي إليه داود أوغلو انتزاع سلطة تعيين مسؤولي الحزب الإقليميين من رئيس الوزراء.