داهمت قوة مسلحة تنتمي إلى قوات الحشد الشعبي العراقية الشيعية منزل الشريف علي بن الحسين، راعي الملكية الدستورية المرشح لوزارة الخارجية، وطالبته بمغادرة العراق فورًا.. فيما أكد العبادي عدم السماح بتكرار الاساءة للسلطة التشريعية ونوابها وموظفيها، في إشارة إلى اقتحام متظاهرين لمبنى السلطة المتمثل بمجلس النواب السبت الماضي.

إيلاف من لندن: داهمت قوة مسلحة قالت إنها تابعة للحشد الشعبي الشيعي منزل مرشح منصب وزارة الخارجية العراقية الشريف علي بن الحسين في بغداد، وطالبته بمغادرة البلاد فورًا.&

وقال مراد السلطاني، سكرتير الشريف علي بن الحسين راعي الملكية الدستورية في العراق، في تصريح صحافي الخميس، إن "قوة مسلحة ترتدي الزي العسكري وبصحبة عجلات نوع همر ادعت انها تابعة لأمن الحشد الشعبي داهمت منزل الشريف علي وطالبته بإخلاء المنزل فوراً ومغادرة العراق".

وأضاف السلطاني قائلا "اتصلنا بعمليات بغداد وابلغناها بالحادث، حيث ارسلت قوة عسكرية على الفور للوقوف على ملابسات الحادث وجرى حديث بين القوة المداهمة والقوة التي ارسلتها عمليات بغداد بعدها انسحبت القوة المداهمة".

وأوضح السطاني أن هيئة الحشد الشعبي نفت صلتها بالقوة المداهمة أو أن تكون تابعة لها.. وأشار إلى أنّ الشريف علي بن الحسين لا يزال داخل العراق.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي رفضت ترشيح الشريف علي بن الحسين لمنصب وزير الخارجية بعد ترشيحه من قبل رئيس الحكومة حيدر العبادي للمنصب ضمن قائمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لوزراء التكنوقراط، فيما يقول سياسيون ومراقبون بأنه غير مرغوب فيه من قبل القوى السياسية الموالية لإيران كونه على صلاة جيدة بالمحيط العربي وتربطه صلة قرابة بالأسرة الحاكمة في الأردن.

ولد الشريف علي بن الحسين في بغداد عام 1956 وترعرع في المنفى بين لبنان وبريطانيا، وهو اصغر أبناء الاميرة بديعة، وهو من يقود الآن الحركة الملكية الدستورية من بغداد، والسعي من اجل إعادة نظام الحكم الملكي للعراق بعد إلغائه في 14 تموز (يوليو) عام 1958، بعد &انقلاب عسكري قادته مجموعة من الضباط العراقيين ضمن تنظيم "الضباط الاحرار". والشريف علي يؤكد انه الوريث الشرعي لمنصب ملك العراق نظرًا لقرابته مع الملك الأخير للعراق الملك فيصل الثاني، والذي اعدم ضباط معظم افراد العائلة المالكة في قصرهم الملكي ببغداد، وكان الشريف علي من بين قلة من افراد العائلة قد نجت من تلك المجزرة الدموية.

وحصل الشريف علي بن الحسين على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة برمانا الثانوية في لبنان، وعلى درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة بريطانية.. وبقي الشريف علي بن الحسين كأحد معارضي حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وفي عام 1991 ترك وظيفته في إدارة صناديق الاستثمار، وأصبح عضوًا في المؤتمر الوطني العراقي الجسد الرئيسي للمعارضة العراقية انذاك.

ووالد الشريف علي هو الشريف الحسين بن علي الذي كان أمير مكة إلى عام 1908، ووالدته الاميرة بديعة بنت الملك علي بن حسين الأول، وهي خالة الملك فيصل الثاني.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رشح الشريف علي بن الحسين لمنصب وزير الخارجية في التشكيلة الوزارية الاولى التي قدمها إلى مجلس النواب في 31 من اذار (مارس) الماضي، مرشحًا من قبل مقتدى الصدر لكنه لم يحظَ بموافقة النواب لدى التصويت على الوزراء الجدد، حيث قيل إن نواب التحالف الكردستاني رفضوا ترشيحه لحقيبة الخارجية نظرًا لأصوله العربية العريقة واحتفاظه بعلاقات جيدة مع عدد من الدول العربية.

العبادي: لن نسمح بتكرار الاعتداء على مجلس النواب

وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم السماح بتكرارالاساءة للسلطة التشريعية ونوابها وموظفيها، في إشارة إلى اقتحام متظاهرين لمبنى السلطة المتمثل بمجلس النواب السبت الماضي.

وقال العبادي، خلال اجتماعه مع نائب رئيس البرلمان همام حمودي،&إن مجلس النواب صمام امان العملية السياسية ومن دونه تصبح الدولة معطلة ومشلولة.. وأضاف أن" الحكومة شكلت لجانًا تحقيقية لكشف تداعيات الاعتداء على مبنى البرلمان وشخوصه، فضلاً عن التغييرات التي طرأت على المسؤوليات الامنية لضبط الامن والاستقرار". في إشارة إلى اعفائه لقائد قوة حماية المنطقة الخضراء الفريق محمد رضا الحيدري من منصبه أمس.&

من جانبه، أشار حمودي إلى أنّ هناك رؤية مشتركة للرئاسات الثلاث بضرورة عقد جلسة برلمانية قريبة لاستكمال انجاز التشكيلة الوزارية وملف الاصلاح الشامل بجميع فقراته. ودعا جميع الاطراف لتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على كيان الدولة عبر تكثيف الحوارات الجادة لحلحلة الازمة الراهنة وتوفير الاجواء الملائمة لممارسة البرلمان دوره الرقابي والتشريعي.

وكان متظاهرون اقتحموا مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء السبت الماضي، وتعرض بعض النواب إلى الاهانة والضرب، فيما غادر النواب الاكراد بغداد عائدين إلى إقليم كردستان الشمالي.

وأمس، شنّ رئيس المجلس الاعلى العراقي الاسلامي عمار الحكيم هجومًا عنيفًا ضد النواب المعتصمين والمتظاهرين، مقتحمي المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، مشككًا بجهود الاصلاح قائلاً إنه اصبح شعارًا ينادي به حتى الفاسدون.. وقال في كلمة خلال احتفال جماهيري في بغداد لمناسبة المبعث النبوي الشريف، إن البرلمان هو بيت الشعب، "ولن نسمح أن يختطفه برلمانيون معتصمون أو متظاهرون منفلتون".

ومن جهته، أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن عقد جلسة لمجلس النواب خلال الفترة الحالية يمثل&ضرورة قصوى، مشددًا على أهمية عودة السلطة التشريعية إلى الالتئام سريعاً تحت قبة البرلمان.

وشدد على أن "مجلس النواب هو المرتكز الاساسي للعملية السياسية والمحرك الفعلي لإنجاز الاصلاحات السياسية المنشودة،&وإصدار القوانين والتشريعات المطلوبة للقضاء على الفساد ومعالجة الازمة المالية، وإجراء الانتخابات المقبلة في مواعيدها الدستورية بعد تعديل قانون الانتخابات".

وكان مقرر مجلس النواب عماد يوخنا كشف امس أن هيئة رئاسة المجلس شكلت لجنة لدراسة حجم اضرار مبنى المجلس، بينما قدرت مصادر عراقية هذه الاضرار بحوالي 70 مليون دولار.