توافد البريطانيون يوم الخميس 5 مايو (أيار) على الإنتخابات في بريطانيا وغيرها من مدن المملكة المتحدة حيث تحتدم فى لندن خصوصا يتصدرها مسلم للمرة الأولى.

لندن: يذهب البريطانيون منذ الصباح إلى صناديق الإقتراعات لانتخاب رئيس بلدية لندن خلفا إلى "بوريس جونسون" حيث يتنافس بقوة مرشحان: أحدهما مسلم من أصل باكستاني "صادق خان" ابن صاحب الحافلة. خان عمره 45 عاما، وهو نائب عن حي شعبي في جنوب لندن.&

والمرشح الثاني هو المحافظ المليونير المعروف "زاك غولدسمث" وله شعبيته وأوساطه المعروفة.

إحتمال وصول المسلم

عمدة لندن منصب جديد استحدث عام 2000 لتحسين الحياة الإجتماعية والسياسية ومن يحصل عليه قد تنفتح عليه آفاق مهمة جدا مثل: داوننك ستريت أو مجلس الوزراء أو حتى مجلس العموم البريطاني.

يترشح لمنصب العمدة بلندن هذه المرة 12 مرشحا من مختلف الأطياف والأحزاب والخلفيات تمثل التنوع المبهر للعاصمة الجميلة متعددة الثقافات بتلاقح حضاري بناء. إنّاستطلاعات الرأي تظهر إثنين على الآخرين، ومنهما يتفوق "خان" على "غولدسمث" بأكثر من عشرة نقاط مما يوحي باحتمال وصول أول مسلم إلى رئيس بلدية لندن بل أول عاصمة أوربية يصل إلى هذا المنصب مسلم.

&خانيقول: (أنا فخور بأني مسلم وأني لندني بريطاني، العظيم في هذه المدينة بإمكانك أن تكون لندنيا مهما كان معتقدك أو حتى بدون معتقد وكلنا يحترم الآخر ونحتفي ببعضنا لنكون تحت مظلة لندن العظيمة).

إن الكثير من المسلمين في بريطانيا يرشحون خان لرئاسة البلدية كما يرشحه كثيرون غير مسلمين. تحثت ليلى إلى إيلاف قائلة أنها تفضل أن ترى مسلما رئيسا للبلدية في لندن حيث جرب الآخرون فلماذا لا يجرب المسلم حظه في بلد منفتح كبريطانيا التى تؤمن بالتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.

إنتخاب مجالس البلدية

مجلس بلدية لندن يقوم بالإشراف على عمل رئيس البلدية ومراقبته ومحاسبته.

تشمل الإنتخابات أيضا انتخاب مجالس البلدية إلى بريطانيا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية وكذلك ويلز وبرلماناتها لتشمل جميع مقاطعات المملكة المتحدة فى برلماتها ومجالسها فكل من يبلغ الثامنة عشر عاما فما فوقها يحق له الإنتخاب. فهي ليست إجبارية وهناك الكثير ممن لا يعبه للإنتخابات أصلا ولا يبالي بالسياسيين والحكام بعكس دول الشرق الأوسط واهتماماتهم السياسية.

أهمية الإنتخابات

تعتبر الإنتخابات مهمة جدا في جوانب متعددة:

فرئاسة بلدية لندن تحت تصرفها سبعة عشر مليار باون وهي مبلغ ضخم جدا تحتاجه العاصمة خصوصا في ثلاثة قطاعات:

قطاع المواصلات وأهميتها حيث تتحرك يوميا أكثر من 24 مليون رحلة يومية مما يحتاج دائما إلى الصيانة والتطوير.

قطاع الأمن حيث وجود الخلايا النائمة في محاولات ضرب الأمن كما حصل في 7/7/2005 &بتفجير وسائل النقل من القطارات والباصات، ومحاولات أخرى كما تشهد أوربا برمتها ذلك الخوف من الإرهابين.

قطاع الإسكان حيث الإقبال على السكن في لندن من مختلف دول العالم خصوصا بعد الإنفتاح على أوربا الشرقية ومجئ كميات هائلة منها إلى لندن للمعيشة والعمل فباتت لندن من أكثر المدن زحاما وأكثرها غلاءا أيضا.

وهذه القطاعات الثلاث من مهام رئيس البلدية حيث حاجة اللندنيين إليها.

كما تظهر أهميتها للتنافس بين الأحزاب لاسيما بين الحزبين الرئيسين: العمال والمحافظين فهو اختبار لهما أمام الجمهور ومدى شعبيتها كما أنها تنبئ بالمستقبل السياسي لهذه الأحزاب في مشاريعها وتنافسها ومصداقيتها أمام الشعب.&

كما تمثل أيضا استطلاعا للشعب حول أمور مهمة كدخول الإتحاد الأوربي من عدمه وغيره من المسائل ذات الجدل المعهود.