تظاهر أنصار التيار الصدري في بغداد ومحافظات البلاد الأخرى اليوم، متهمين النواب بالتنصل من مسؤولياتهم، ومطالبين بالإصلاح وتشكيل حكومة التكنوقراط ومواجهة الفساد.. فيما قطعت القوات الأمنية أوصال بغداد بغلق معظم جسورها على نهر دجلة وشوارعها الرئيسة وساحاتها العامة المؤدية إلى المنطقة الخضراء، مركز الإدارات العليا والسفارات الأجنبية.

بغداد: تظاهر أنصار التيار الصدري في بغداد وبقية مدن العراق في اماكن التجمع لصلاة الجمعة، حيث رفعوا الاعلام العراقية وصور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الموجود في ايران حاليًا، والتي وصل اليها الاثنين الماضي، بعد يومين من اعلانه الاعتكاف، ووقف أي اتصالات مع السياسيين احتجاجًا على عدم تصويت البرلمان على التشكيلة الوزارية الجديدة السبت الماضي. وعبّروا عن غضبهم لعدم تصويت البرلمان على تشكيلة التكنوقراط الوزارية متهمين إياه بالتسويف وخيانة ثقة الشعب.&
&
وطالب المتظاهرون الحكومة والقادة السياسيين بإصلاحات جذرية لاوضاع البلاد تقود الى حل الازمات التي تواجهها في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية، والاسراع في تشكيل حكومة التكنوقراط.

وفي مدينة الكوفة (170 كم جنوب بغداد) فقد اتهم خطيب الجمعة للتيار الصدري مجلس النواب بالتهرب من مسؤوليته في التصويت على التشكيلة الوزارية رافضًا اتهام المتظاهرين، الذين اقتحموا المنطقة الخضراء ومقر مجلس النواب، بتخريب محتويات المقر.

وقال الخطيب مهند الموسوي إن مجلس النواب تهرب من تنفبذ وعوده بالتصويت على وزراء مستقلين.. متهمًا النواب بعدم الرحمة بالشعب الذين انتخبهم، وقال: "لذلك ليس عليهم أسهل من أن يستهينوا بالشعب ومطالبه المشروعة، فكان منطقيًا أن يقتحم الشعب مجلس النواب، ليريهم شيئاً بسيطاً من بأسه وجديته على تحقيق المطالب الوطنية المشروعة".

ورفض الموسوي الاتهامات الموجهة الى المتظاهرين بتخريب محتويات مجلس النواب، قائلاً "إن المتظاهرين والمعتصمين الذين دخلوا مبنى البرلمان اظهروا تصرفًا حضاريًا أدهش جميع المراقبين، وشكل منعطفاً مفصليًا في إبراز شجاعة العراقيين وتفانيهم لأجل الحرية والحياة الكريمة في ظل عراق مشرق وزاهر بالعدالة الاجتماعيّة". واشار الى أن "هذا النجاح في المحافظة على سلمية الحراك الاصلاحي يعود بالفضل الى تأكيدات وتوصيات السيد مقتدى الصدر للجميع بإلتزام المنهج السلمي بشكل تام وحاسم".

انتشار امني مكثف حول الخضراء ومقار الوزارات
جاءت التظاهرات وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث كثفت القوات الامنية وجودها قرب المداخل المؤدية الى المنطقة الخضراء وحول مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية في العاصمة، فيما شهدت مناطقها حركة قليلة، حيث لزم معظم المواطنين بيوتهم.

واغلقت القوات الامنية جسور وسط العاصمة والشوارع المؤدية اليها وعددًا من الساحات العامة، اضافة الى اغلاق مداخل ومخارج بغداد، ومنعت دخول العجلات اليها والخروج منها، وكذلك جميع الطرق المؤدية الى ساحة التحرير في وسطها. وقد تم قطع معظم الطرق والجسور بالحواجز الكونكريتية.

جاءت التظاهرات اثر دعوة التيار الصدري انصاره الى التظاهر بعد كل صلاة جمعة في مكانها، منوهاً بأن "التظاهرات ستكون عقب كل صلاة جمعة في مكانها"، ومشدداً على ضرورة أن "تكون الشعارات مركزية تهدف الی الإصلاح، وتطالب بالإسراع في عقد جلسة مجلس النواب ودعم القوات الامنية".&
واوضح أن "تظاهرة العاصمة بغداد ستكون بعد صلاة الجمعة قرب المكتب في مدينة الصدر، في شرق العاصمة، وليست في ساحة التحرير". وأمس الخميس، حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من "استغلال" التظاهرات لجر العراق إلى "الفوضى والسلب والنهب"، عادًا "الاعتداء" الذي تعرّض له مجلس النواب وأعضاؤه "مؤشرًا خطيرًا" إلى عدم احترام مؤسسات الدولة الدستورية، فيما هدد بمعاقبة كل من تسوّل له نفسه "التعدي" على حقوق المواطنين وأمنهم.

وقال العبادي في كلمة متلفزة الى العراقيين، تابعتها "إيلاف"، إننا "نخشى ما نخشاه أن يستغل البعض التظاهرات السلمية لجرّ البلاد إلى الفوضى والسلب والنهب والتخريب، وهذا ما حصل للأسف الشديد في الاعتداء على مجلس النواب وأعضائه، والذي يعد مؤشرًا خطيرًا إلى عدم احترام مؤسسات الدولة الدستورية وعدم الحرص على الممتلكات والمال العام". وأكد انه سيتم "اتخاذ إجراءات رادعة لمنع من تسول له نفسه التعدي على حقوق المواطنين وأمنهم".

وكان الآلاف من متظاهري التيار الصدري اقتحموا، يوم السبت الثلاثين من الشهر الماضي، المنطقة الخضراء ومبنى مجلس النواب في وسط بغداد احتجاجاً على عدم تحقيق الإصلاحات الشاملة، وحاصروا موظفي البرلمان وبعض النواب، ما ارغم القوات الامنية على اعلان حالة الطوارئ في بغداد اثر هذه التطورات الخطيرة.
&