أعلن دونالد ترامب أنه يتطلع إلى الاجتماع مع مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية للاستماع منهم إلى إيجازات مصنّفة عن أسرار الولايات المتحدة بوصفه المرشح الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية الأميركية.&

نيويورك: لاحظ مراقبون أن إعلان ترامب يضع رؤساء الأجهزة الاستخباراتية الأميركية في موقف حرج، لأنه ليس معروفًا بالتكتم أو الفهم العميق لقضايا الأمن الدولي، ناهيكم عن الاستياء الواسع بين المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين من بعض مواقف ترامب، مثل إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعهده بالعودة إلى تعذيب المشتبه في ضلوعهم في أعمال "إرهابية".&

ليس الآن
تساءل مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايكل هايدن قائلًا "نظرًا إلى ما تعكسه شخصية ترامب العامة من عدم فهم أو اهتمام بالقضايا العالمية، كيف يمكن تقديم هذه الإيجازات المصنفة، حيث نعرف الأعماق الحقيقية لفهمه؟". وكان هايدن يقدم الإيجازات المصنفة لأسرار الدولة إلى الرئيس أوباما بعد انتخابه في عام 2008.

وقال رئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر إن أجهزة الاستخبارات الأميركية بدأت تخطط لتقديم إيجازات مصنفة إلى ترامب ومنافسته المفترضة هيلاري كلينتون، رغم أن الإيجاز الأول لن يُقدم إلى أي منهما قبل انتهاء أعمال مؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإقرار ترشيحهما في يوليو المقبل.

وأشار كلابر ردًا على سؤال من صحيفة ديلي بيست إلى قلقه من تعامل ترامب مع أي أسرار يُشرَك في معرفتها. وقال إن العملية تهدف إلى "التأكد من تلقي كل مرشح المعلومات نفسها، وأن نلتزم بمتطلبات حماية المصادر والطرق". كما أُخضعت للتساؤل قدرة كلينتون على حماية المعلومات الحساسة بعد الكشف عن استخدام بريدها الشخصي في مراسلات رسمية حين كانت وزيرة الخارجية. لكنها شاركت في آلاف الإيجازات المصنفة، بخلاف ترامب، الذي ليس لديه إطلاع على أسرار الدولة العليا.&

شخصية غامضة
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية آكي بيريتز أن ترامب "شخص لا يتسم بقدر كبير من التحوط على ما يبدو، والأمر المخيف أن لا أحد يعرف من هو حقًا، هل هو الديماغوجي السليط، الذي نراه على التلفزيون، أم إنه حقًا مستهلك محترم للمعلومات يحتفظ بهذه المعلومات لنفسه فقط؟".

أيًا يكن ترامب من هاتين&الشخصيتين، فإن رئيس الاستخبارات الوطنية ومحللي وكالة المخابرات المركزية ليس لديهم مجال واسع للاجتهاد بشأن ما يقدمونه من معلومات إلى المرشح الرئاسي، لأن تحديد حجم المعلومات التي يمكن إطلاع المرشح الرئاسي عليها، ومتى يُطلع عليها، يعود تقليديًا إلى الرئيس. &

ما هي الإيجازات؟
وقال المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية ديفيد بريس، الذي كان يشارك في تقديم إيجازات مصنفة للمرشحين الرئاسيين، "إن المرشحين يطلعون على المعلومات نفسها من دون تفضيل مرشح على آخر".&

تكون الإيجازات المصنفة التي تُقدم إلى المرشحين قبل الانتخابات الرئاسية عادة تلخيصات عامة لآراء وتقويمات الأجهزة التجسسية المختلفة بشأن قضايا مهمة، مثل الحرب في سوريا. لكن هذه الممارسة تتغير بعد يوم الانتخابات عندما تُرسل فرق مختلفة مسبقًا إلى مقر كل مرشح. ويُقدَّم إلى المرشح الفائز إيجاز أعمق لمواد سرية، بينها عمليات وكالة المخابرات المركزية في الخارج. ويعود الفريق الآخر من دون إيجاز المرشح الخاسر. &

تحدّ معقد
ويكون المحللون، الذين يُكلفون بهذه المهمة، من بين الأوسع خبرة وتمرسًا في الأجهزة الاستخباراتية. وقال المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية آكي بيريتز "إنهم على مستوى عال من المهنية".&

لكن ترامب سيكون مصدر تعقيدات فريدة وتحديًا كبيرًا لهؤلاء المحللين. وأشار بيريتز إلى أن ترامب "يرتبط بعلاقات من كل نوع مع مستثمرين صينيين ومستثمرين روس. وكال المديح على أعداء لنا، وتحدث عن استخدام التعذيب والإيهام بالغرق، واستهداف عائلات المشتبه فيهم. وهذه الأشياء كلها ماثلة في عقول المحللين"، الذين سيقدمون إليه الإيجازات الأمنية المصنفة.
&