تلوح في الأفق ملامح أزمة طائفية على صعيد مصر، بسبب اعتناق فتاة مسيحية الإسلام، ووقعت مناوشات بين أسرتها وآخرين، بينما تظاهر الأقباط لاستعادتها، تظاهر مسلمون أمام مركز شرطة، احتجاجاً على ما أشيع بشأن اعتقال الفتاة وإعادتها إلى الكنيسة، وطالبوا بتسلمها.

القاهرة: اختفت فتاة مسيحية مصرية، تدعى "روما شنودة"، من قريتها "بيت علام" مركز البلينا محافظة سوهاج، وأثار الاختفاء الكثير من الغضب في أوساط الأقباط، لاسيما أن عمليات اختفاء الفتيات والنساء تتكرر في مصر، وعادة ما تظهر الفتاة وقد اعتنقت الإسلام، لأسباب عاطفية في الغالب.

وحرر والدة الفتاة محضراً بمركز الشرطة، اتهم فيه أحد الشباب باختطافها وإجبارها على اعتناق الإسلام، وتظاهر العشرات من الأقباط، وقطعوا طريقاً، احتجاجاً على اختفاء الفتاة، وطالبوا قوات الأمن بضرورة اعادتها إلى أسرتها، ووقعت مشادات مع آخرين من المسلمين في قرية الوحلية، لاسيما مع تردد أنباء عن هروب الفتاة مع شاب يدعى "إسلام".

وبينما تشتعل الأجواء بين المسلمين والمسيحيين في قريتي بيت علام والوحلية، ظهرت الفتاة في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت أنها اعتنقت الإسلام.

الشهادتين

وقالت الفتاة بصوت طفولي: "بسم الله الرحمن الرحيم، أنا اسمي روما شنودة، سني 18 سنة، من محافظة سوهاج، مركز جرجا، بيت علام".

وأضافت الفتاة: "أنا عايزة أعلن الإسلام، ومحدش (لا أحد) ضغط عليا، وأنا رايحة بكرة الأزهر، عشان أعلن إسلامي هناك، ومحدش غاصبني على أي حاجة".

وظهر في الخلفية صوت رجل يلقنها الشهادة، لكنها تلعثمت في نطق الشهادة، وقالت: أشهد أن محمد رسول الله، وأشهد أن لا"، ثم عاودت نطق الشهادتين، وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله".

اختفت الفتاة من جديد بعد نشر مقطع الفيديو عبر موقع يوتيوب، وسرت شائعات تفيد بأن الشرطة ألقت القبض على الفتاة، وسلمتها إلى الكنيسة. وأثارت تلك الشائعات غضب المسلمين، وتظاهر العشرات منهم أمام مركز شرطة البلينا، وطالبوا بتسليم الفتاة إليهم.

دعوى قضائية

وعقد مدير أمن سوهاج اللواء أحمد أبو الفتوح، وأخبرهم أن الفتاة لم تتعرض لإلقاء القبض عليها، وأنها سافرت إلى القاهرة، لإعلان اعتناق الإسلام في الأزهر.

ورغم ذلك استمر العشرات في التظاهر أمام مركز الشرطة، واضطرت قوات الأمن إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، والقاء القبض على بعض منهم، وتم تفريق الآخرين.

ويقول نشطاء أقباط إن مصر ينتشر بها ظاهرة اختطاف وأسلمة الفتيات القبطيات، بينما ترفض الحكومة تلك الإدعاءات، ورفضت وزارة التضامن الاجتماعي إشهار جمعية أهلية تعنى بهذه القضية، وتسمى "مؤسسة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري"، واضطر مؤسس الجمعية إبرام لويس إلى إقامة دعوى قضائية ضد الوزارة.