تنطلق اليوم في مركز دبي التجاري العالمي فعاليات الدورة الخامسة عشرة لــ"منتدى الإعلام العربي" والمقامة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت شعار "الإعلام... أبعاد إنسانية".

دبي: يركز منتدى الإعلام العربي على عدة مواضيع تدور في فلك المتغيرات والتحديات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية، ويستعرض المتحدثون مفاهيم السعادة والإيجابية والسلام، واستشراف المستقبل، وتعزيز التعاون والعمل العربي المشترك.

إعلام الانسانية

وتبدأ أولى الجلسات &بعنوان "إعلام يصنع الإنسانية " من أجل تركيز الضوء على الاختلاف الإعلامي في عرض القضايا والأزمات الإنسانية ودور الاعلام في خدمة الانسانية، كما يركز المنتدى في جلساته على تأثير الاعلام الرقمي على وسائل الاعلام التقليدية ونوع الأخبار التي نريدها في المستقبل

وتركز رسالة المنتدى الإنسانية حول دور الإعلام من مجرد ناقل للأخبار أو تغطية الأحداث إلى المشاركة المباشرة عبر المبادرات الفعالة التي تعمل على ترسيخ السلام والايجابية والتفاؤل في مستقبل العالم العربي خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي تأثرت وأثرت على قطاع الإعلام في المنطقة العربية، وذلك عبر محاور متنوعة منها أهمية الإعلام في تقديم المعلومة الصحيحة والابتعاد عن النظرة السلبية والدور المؤثر للإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي العام، إلى جانب استشراف ملامح مستقبل الإعلام العربي وما قد يطرأ عليه من تغييرات محتملة لتأكيد القدرة على التعاطي معها بأسلوب إيجابي بناء.

فضاء التواصل الاجتماعي

وستسهم في إثراء حوارات المنتدى الذي تقام فعالياته على مدار يومي 10-11 مايو الجاري، في مركز دبي التجاري العالمي، نخبة من أهم الرموز المحلية والعربية والعالمية من الساسة وصناع القرار والكتّاب والمفكرين والقيادات الإعلامية والأكاديميين والخبراء والمتخصصين في القطاع الإعلامي، وأبرز الوجوه المؤثرة في فضاء منصات التواصل الاجتماعي، والذين يجتمعون في دبي لمناقشة علاقة القيم الإنسانية بالإعلام على مختلف الأصعدة والتأكيد على قدرته في إحداث تحولات إنسانية إيجابية في محيطنا العربي خارج إطار دوره النمطي سواء في سياقه الإخباري أو الترفيهي أو التثقيفي.

ومن أبرز المتحدثين خلال الجلسات الرئيسة للمنتدى، عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة في حكومة دولة الإمارات، والتي تستعرض أفكارها حول مفهوم السعادة وقيمتها المهمة للإنسان وسبل تحقيقها، على الرغم من التحديات التي تفرضها التقلبات التي تمر بها المنطقة العربية والعالم ككل، وذلك من خلال جلسة تعقد بالتعاون مع قناة "سكاي نيوز عربية" عنوانها "السعادة كما نراها" ويديرها الإعلامي فيصل بن حريز.

ويستعرض عمر سيف غباش سفير دولة الإمارات لدى جمهورية روسيا الاتحادية، خلال جلسة حوارية رئيسية تديرها الإعلامية في قناة "سي إن إن"، هالة غوراني، التغييرات السياسية والاجتماعية الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية منذ سنوات، والتي وضعتها أمام أنظار العالم، وأثرت على الصورة الإنسانية للعرب وحقيقتها تحت عنوان "نشر السلام والمبادئ الإنسانية"، وتطرح الجلسة مجموعة من التساؤلات منها هل نحن أمام مشكلة تتمثل في فجوة تتسع ولا تضيق حول الصورة الحقيقية لإنسانية الشعوب العربية؟ وما هو الدور الذي تلعبه دولة الإمارات لنشر السلام والمبادئ الإنسانية في المنطقة العربية والعالم عمومًا؟.

تحليل المشهد ومعالجة التحديات

وتبحث الجلسات الرئيسية في موضوعات وثيقة الصلة بالقيم الإنسانية في إعلامنا العربي من أجل تحليل المشهد والخروج بتصورات حول سبل معالجة أبرز التحديات التي تواجهه واستحداث أفكار تساهم في تعزيز العمل العربي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في تطويره.

وتتناول جلسة أخرى مفهوم "حوار الحضارات"، الذي ظهر في ضوء التغييرات الكبيرة التي شهدها العالم خلال العقدين الأخيرين، ومع تنامي العنف السياسي وازدياد التطرف والتعصب والإرهاب، إذ قدم هذا المفهوم بوصفه السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم والتعايش السلمي، وتجنُب الحروب والصراعات.

وتعقد جلسة "الإنسانية في مواجهة الإرهاب" بالتعاون مع قناة "العربية" وتسلط الضوء على المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الإعلام العربي وما تطلبه من تنسيق وتكثيف وتوحيد الجهود الإعلامية، لمواكبة حجم التحديات التي تواجه المنطقة في هذه المرحلة الحرجة والخطرة.

استشراف المستقبل

وقد اعتاد نادي دبي للصحافة منذ إطلاق الدورة الأولى لمنتدى الإعلام العربي في العام 2001، على تبني شعارات تعكس حال الإعلام العربي ومتغيراته وتعمل على استشراف مستقبله، بينما يسلط المنتدى هذا العام الضوء كذلك على عدد من النماذج الإعلامية التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في خدمة الجانب الإنساني للأحداث التي شهدتها المنطقة والعالم مؤخرًا. &ووصفت اللجنة المنظمة للمنتدى الجلسات بأنها تأتي كعادة الحدث شاملة وجامعة لأهم القضايا والموضوعات المتعلقة بقطاع الإعلام والمؤثرات التي تشكل واقعه، وما يتركه من أثر كذلك في المجتمع، وذلك عبر تناول جديد ومن منظور الرسالة التي يحملها هذا العام.

وتتضمن الدورة الخامسة عشرة للمنتدى تنوعًا في الجلسات والعديد من التفاصيل والمكونات الجديدة تمت اضافتها للمرة الأولى، ويأتي هذا التجديد في إطار عملية تطوير المنتدى بهدف إفساح المجال لمزيد من النقاشات وطرح عدد أكبر من الموضوعات على مائدة الحوار، وتمكين الحضور من الاطلاع على أفكار وتجارب رائدة ضمن المحاور التي سيتم التطرق إليها خلال يومي المنتدى، مع التأكيد على قيمة المتحدثين كل في مجال تخصصه، حيث حرص المنتدى على استضافة نخبة من أهم المؤثرين في المنطقة وأبرز الوجوه الإعلامية والخبراء المتخصصين في المنطقة والعالم.

أوضاع صعبة

من جانبها، كشفت منى غانم المري رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي أن الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة والعالم باتت ملء السمع والبصر وأصبحت المادة المهيمنة على أغلب شاشاتنا العربية، وفي خضم تلك التحديات كان لابد من البحث في المسؤولية التي يتحملها الإعلام نحو التخفيف من وطأة هذا الواقع، ونشر الأمل والتفاؤل بين الناس، والاهتمام بالسبل التي يمكن أن يمنح بها الإعلام الناس القدرة على النهوض من العثرات التي قد تواجههم بصلابة وعزيمة وإصرار على هزيمة أي تحد وتحويله إلى إشراقة جديدة تحمل في ثناياها الأمل في غد أفضل.

وأضافت المري "رأينا أن الأبعاد الإنسانية للإعلام لا تقل أهمية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية، وكذلك العالم عن باقي أدوار الإعلام، بل إنها تأتي في صلب رسالته، انطلاقًا من مسؤولية الكلمة في تحويل واقع الناس دائمًا إلى الأفضل. لذا رأينا أن من المنطقي أن يركز المنتدى على هذا المحور في محاولة جادة للإجابة على مجموعة من الأسئلة المهمة التي نطرحها من خلال أجندة شاملة، بالغة التنوع سواء من ناحية المتحدثين وهم من أهم النخب العربية، ونفخر بتواجدهم معنا لمشاركتنا أفكارهم ورؤاهم، وأيضا من حيث الإطار التنظيمي للحدث لضمان أكبر مساحة ممكنة لجميع المشاركين سواء المتحدثين أو الحضور للتعبير عن آرائهم، والتي ستشكل مجتمعة الصورة المثلى التي يمكن للإعلام من خلالها الاضطلاع بدوره المنتظر في سياقه الإنساني على الوجه الأكمل".
&