بعد تعليقها لمدة يومين، استأنف طرفا النزاع اليمني المباحثات المباشرة برعاية الأمم المتحدة في الكويت، بعد دعوة الموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الطرفين إلى تقديم تنازلات، للوصول إلى حلول إيجابية، فيما يواصل الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح خروقاتهم للهدنة الإنسانية في اليمن.
&
الكويت: أكد المبعوث الأممي الخاص في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على أهمية تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل، داخل اليمن، قائلًا: "يجب على المشاركين في مفاوضات الكويت أن يعكسوا تطلعات الشعب اليمني".
&
وقال ولد الشيخ، في بيان صحافي، إن العملية التفاوضية دقيقة وتستغرق وقتًا، لكونها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم على كل القضايا الخلافية، حتى يكون الحل شاملاً وكاملاً"، أملاً في مزيد من التعاون بين الوفدين خلال مشاورات جديدة، ومعتبرًا أن «على المشاركين في مفاوضات الكويت أن يعكسوا تطلعات الشعب اليمني، كل الشعب اليمني،&وزاد "كلي ثقة أن اليمنيين يريدون إنهاء النزاع، وعلى المفاوضين أن يفكروا في مصلحة الشعب أولا".
&
وكان المبعوث الدولي قد عقد لقاءات ثنائية منفردة مع وفدي الشرعية والانقلاب، لافتًا إلى أنه كان من المقرر عقد جلسة للجان الثلاث (الأمن واستعادة الدولة، المعتقلون، واللجنة السياسية)، لكنّ الحوثيين رفضوا الحضور ما اضطر إسماعيل ولد الشيخ إلى إلغاء الجلسة وتأجيلها.
&
تأتي العراقيل الحوثية في الوقت الذي تواصل فيه السعودية سعيها الى تحقيق الاستقرار والسلام داخل اليمن، والدفع بمفاوضات الكويت إلى الطريق الأفضل للشعب اليمني، وهو ما يتضح من إصدار العاهل السعودي الملك سلمان توجيهات بدعم لجان التهدئة والتنسيق التي تشرف عليها الأمم المتحدة مالياً لوقف إطلاق النار في اليمن، والتمكن من التثبت منه، وذلك عبر صرفها على لجان التهدئة اليمنية اليمنية، من أجل مواصلة عملها للتثبت من وقف إطلاق النار بين الطرفين.
&
أجواء من التشاؤم
وسيطرت أجواء من التشاؤم على وفد الحكومة اليمنية الموجود على طاولة مفاوضات الكويت، وهو ما بدا من تصريحات وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي المخلافي، الذي يرأس وفد حكومة الشرعية، والذي رأى أن مباحثات السلام لم تحرز أي تقدم، قائلاً في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "من أجل السلام قبلنا كل ما تقدم الينا من مقترحات»، واضاف «بعد ثلاثة أسابيع ليس في يدنا الا قبض ريح بسبب تراجع الطرف الاخر عن كل ما يلتزمون به".
&
وأفادت مصادر يمنية محلية، أن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد، بحث مع وفد الشرعية اليمنية سبل منع انهيار المحادثات، ومحاولة تقريب وجهات نظر الوفدين، وأجرى الوفد الحكومي لقاءات مكثفة مع سفراء الدول الـ18 الراعية للعملية السياسية، وشرح الوفد بشكل مفصل وجهة نظر الحكومة في ما يتعلق بسير المفاوضات، بعد فشل عقد اجتماعات اللجان الفرعية بسبب مراوغة الانقلابيين وتغيبهم، ورفضهم حضور اجتماع اللجان الثلاث.&
&
خروقات حوثية
ميدانيًا،&اتهم العقيد منصور الحساني، الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني بمحافظة تعز، الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح، بخرق الهدنة خلال الساعات الماضية، وقصف مواقع عدة للجيش اليمني بتعز، ما أسفر عن مقتل عنصر من الجيش، وجرح آخرين. وذكر الحساني في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أن «مواقع عدة للجيش تعرضت للقصف من قبل الحوثيين في تعز، أبرزها، موقع الدفاع الجوي، ومعسكر المطار التابع للواء 35، ومحيط السجن المركزي».&
&
وأضاف الحساني أن قوات الجيش الوطني والمقاومة، ردّت على قصف الحوثيين، ما أسفر عن مقتل خمسة منهم، وجرح عشرة آخرين، فيما أكد أن الجيش اليمني التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في الـ11 من شهر ابريل الماضي، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية في اليمن.&
&
من جهة أخرى، انتقدت الحكومة اليمنية عمليات طرد تعرض لها مئات من مواطني المحافظات الشمالية من مدينة عدن الجنوبية، اعتبرها الرئيس عبد ربه منصور هادي «مرفوضة»، بحسب وكالة أنباء «سبأ»، مشيرة إلى ان رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر ناقش مع هادي حادثة طرد المئات من المواطنين من ابناء المحافظات الشمالية من عدن.&
&
وأضافت أن رئيس الوزراء «وجّه بوقف هذه الأعمال والممارسات غير الدستورية وغير القانونية والمنافسة لابسط حقوق الانسان»، وأنه "أمر على الفور بالسماح لهم بالعودة وممارسة أعمالهم بصورة طبيعية".&
&
عمليات ترحيل
وألمح ابن دغر بشكل غير مباشر إلى مسؤولية عناصر في أجهزة الأمن عمّا جرى»، داعيًا محافظ عدن ومدير الامن فيها الى «ضبط عمل كل الاجهزة التي تعمل تحت مسؤوليتهم، ومنعها من القيام بأية اعمال تخل بحقوق المواطنة، ومنها كرامة الانسان اليمني».
&
وهو ما عكسته تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه منصور، حينما اعتبر أن الممارسات الفردية لترحيل المواطنين من أبناء تعز وغيرها مرفوضة، مؤكدًا أن تعز "كانت وستظل العمق لعدن، فهي منا وإلينا وكذلك كل محافظات الوطن»، والذي طالب بعمل حد لمثل هذه الأعمال. &
&
وكانت قوات أمنية قد رحلت، وعناصر مسلحة تابعة لـ"المقاومة الجنوبية»، أكثر من ألف شخص ينتمون الى محافظات شمالية، من مدينة عدن ولحج، وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن عدد من تم ترحيلهم من محافظتي عدن العاصمة الموقتة للبلاد، وكذا مدينة لحج، تجاوز الـ1000 شخص، خلال الأيام القليلة الماضية.
&
وأكدت المصادر أن عملية الترحيل التي تجري بشكل عشوائي طالت معظم من يملكون وثائق وبطاقات تثبت هويتهم، نافيًا ما تحدثت به السلطات المحلية في عدن، من أن الحملة تخص من لا يملكون إثبات هوية، فيما تقيم عائلات وأسر بعض المرحلين في مدينة عدن. وأثارت عملية الترحيل التي طالت مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، سخطًا في الشارع اليمني، الذي طالب الرئيس عبدربه منصور هادي بوضع حد لمثل هذه الأعمال. وتقول السلطات المحلية والأمنية في عدن ولحج، إن الحملة جاءت في محاولة لوقف التدهور الأمني الذي تشهده مدن الجنوبية.
&
وشهدت مدينة تعز خروقات متواصلة للهدنة الإنسانية من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح، إذ شهدت بعض جبهات القتال اشتباكات خلال اليومين الماضيين، وواصل الحوثيون وقوات علي عبدالله صالح إرسال التعزيزات إلى جميع مواقع تمركزها المحيطة بمدينة تعز وفي مديريات صبر وجبل حبشي وحيفان والوازعية. وكان مدني قتل وأصيب 17 آخرون السبت برصاص وقذائف ميليشيات الحوثي وصالح على المناطق السكنية في تعز في استمرار لخرق الهدنة.&
&
واستهدف القصف أحياء مدينة تعز وقرى صبر وحيفان والوازعية، فيما أعلنت القوات الشرعية في تعز عن مقتل أحد أفراد الجيش الوطني والمقاومة وإصابة 9 آخرين جراء الهجوم والقصف المستمر على مواقعها في استمرار لخرق الهدنة. كما استمر خرق وقف إطلاق النار في منطقة نهم شرق صنعاء وفي مديرية صرواح في محافظة مأرب.