تؤكد معلومات عممها المركز السوري لحقوق الإنسان أن داعش قرر تخفيض رواتب مقاتليه بمقدار النصف. ويرجح مراقبون أن السبب يعود إلى تناقص حاد في واردات التنظيم من النفط بعد الضربات الجوية التي تلقاها على مدار الاشهر الماضية.

بغداد: اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه رصد حالة من الاستياء في صفوف تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي، بسبب إقدام التنظيم على تخفيض جديد للرواتب من 100 دولار أميركي إلى 50 دولارًا.

وقال المرصد إن حالة من الاستياء الواسعة سرت بين عناصر التنظيم بعد تخفيض الرواتب الذي رافقه أيضًا تخفيض مخصصات الإطعام للعاملين في المقرات من دولارين أميركيين إلى نصف دولار فقط.

ونقل المرصد عن مصادر أن السبب قد يعود إلى "تناقص حاد في واردات التنظيم المالية، بعد الضربات الجوية التي تلقاها التنظيم منذ سبتمبر من العام 2014، تاريخ بدء ضربات التحالف الدولي على سوريا، بالإضافة الى ضربات الطائرات الروسية والسورية على مواقع التنظيم والمرافق والمنشآت النفطية والحيوية التي كان يعتمد عليها التنظيم في تمويل نفسه".

وكان لواء سلاح الجو ونائب القائد العام للعمليات والاستخبارات في عملية العزم التام لمكافحة "داعش" ، بيتر إي. غيرستن، قال: "إن الهجمات التي استهدفت المخازن المالية والأفراد قللت عدد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى التنظيم من 1.5 ألف إلى ألفي مقاتل شهريًا منذ عام مضى إلى مائتي مقاتل شهريًا في الوقت الحاضر."
&
وأكد غيرستن: "نشهد بالفعل زيادة في معدلات هجر هؤلاء المقاتلين للتنظيم، ونشهد تحطم معنوياتهم، ونرى عدم قدرتهم على الدفع، ونراقب محاولتهم ترك داعش."
&
وكتب الباحث في منتدى الشرق الأوسط، والذي يقع مقره في واشنطن، أيمن التميمي، الذي حصل على وثائق مسربة عن "التنظيم " أن السجلات الداخلية توضح هذه الضغوط على محاور التنظيم العسكرية والمالية والمجالات الإدارية.
&
وحصل التميمي على الوثائق من النشطاء والصحافيين والسكان السابقين في المنطقة التي تسيطر عليها "داعش"، وبعضها تم انتشالها من المناطق المحررة من نفوذ "داعش" مؤخرًا من قبل حلفاء الولايات المتحدة الأمیركية المحليين.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي أنه دمر 800 مليون دولار في ضربات على مخازن للأموال تابعة للتنظيم، أغلبها في مناطق خاضعة لسيطرته في العراق.

وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في الرقة قد تمكنوا في الثلث الثاني من شهر يناير الفائت من العام 2016، من الحصول على نسخة من تعميم أصدره "بيت مال المسلمين" في تنظيم داعش، وتم توزيعه على عناصر التنظيم وأجهزته العسكرية والأمنية والشرعية.

وجاء في التعميم:"بسبب الظروف الإستثنائية.. تم إقرار تخفيض المبالغ التي تدفع للمقاتلين كافة إلى النصف، ولا يجوز إستثناء أحد من هذا القرار مهما كان منصبه، علماً أنه سيستمر العمل على توزيع مواد غذائية كل شهر مرتين بشكلها المعتاد".

وذكر المرصد أنه في يناير الماضي تم رصد استياء بين أوساط السوريين في التنظيم، بعد أن خفض رواتبهم.

وبحسب المرصد، فإن المقاتلين من الجنسية السورية، خشوا أن يكون التخفيض جاء بناء على رغبة من قيادة التنظيم، برفع أجور المقاتلين العرب والأجانب، على حساب المقاتلين المحليين.

واستند داعش في تبرير قرار خفض رواتب مقاتليه إلى أن "الجهاد بالمال تقدم على الجهاد بالنفس في القرآن الكريم في تسعة مواضع، فيما تقدم جهاد النفس على جهاد المال في موضع واحد".

وأضاف المرصد أن نشطاءه في المدينة رصدوا "استياء يسود أوساط العناصر السوريين في التنظيم، بعد أن خفض داعش رواتبهم، حيث يخشى المقاتلون من الجنسية السورية، أن يكون التخفيض أتى بناء على رغبة من قيادة التنظيم، برفع أجور المقاتلين العرب والأجانب، على حساب المقاتلين المحليين".

لكن، يبدو أن التخفيض شمل كل المقاتلين في داعش، السوريين والأجانب، حسب نص القرار الذي رفض استثناء أحد "مهما كان منصبه".

وبرر داعش قراره بظروف استثنائية تمر منها "الدولة الإسلامية"، دون أن يقدم أي تفاصيل.