دفن داعش 35 من مقاتليه أحياء، بعد فرارهم من القتال في شمال العراق، حيث تعرّض التنظيم لهزائم متتالية في تلك الجبهات.

كركوك: أقدم تنظيم داعش على دفن 35 من مقاتليه وهم أحياء، بعد فرارهم من ساحة القتال في شمال العراق. وأفادت تقارير بأن هؤلاء الرجال كانوا يقاتلون القوات الحكومية العراقية قرب قرية بشير، التي تقع على بعد 12 ميلًا جنوب كركوك، في بداية الشهر الجاري.

تعويض عن هزيمة

لكن حُكِمَ عليهم من قِبل قادة التنظيم بالإعدام، بعدما تركوا الميدان، وتسببوا نتيجة لذلك في إفقاد داعش سيطرته على القرية. وبالفعل تم دفنهم، وهم على قيد الحياة على مشارف منطقة القيارة، التي تقع على بعد ما يقرب من 35 ميلًا جنوب مدينة الموصل.

وكان التنظيم قد تعرّض لهزائم عديدة في شمال العراق خلال الأسابيع الأخيرة، والتي كان آخرها يوم الاثنين الماضي حين تمكنت القوات العراقية من إعادة فرض سيطرتها على قرية كابروك، التي تبعد بحوالى 60 ميلًا عن قرية بشير.&

وكان الجيش العراقي قد قام في مارس الماضي بفتح جبهة جديدة ضد المسلحين في منطقة مخمور، وأطلق عليها المرحلة الأولى من حملة كبيرة لتحرير الموصل، التي تقع على بعد يقدر بحوالى 40 ميلًا إلى الشمال. غير أن التقدم يسير على نحو بطيء، حيث لم تتمكن القوات العراقية حتى الآن سوى من استعادة خمس قرى فقط لا غير.

نقص القوات العراقية

وقال بيان صادر من قيادة عمليات نينوى "تمكنت وحداتنا في عملية سريعة من مباغتة الجماعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، ومن ثم نجحت في دخول قرية كابروك". وهو التطور الذي أتاح للقوات العراقية إمكانية الاقتراب جزئيًا من منطقة القيارة الغنية بالنفط على الضفاف الغربية لنهر دجلة. ونوهت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية بأن فرض القوات العراقية سيطرتها على منطقة القيارة أمر من شأنه أن يساعد على عزل الموصل وإبعادها عن المنطقة التي يهيمن عليها داعش.

وأشارت الصحيفة إلى أن احدى القواعد الجوية التي تبعد حوالى 10 أميال غرب النهر، والتي سبق أن استعانت بها القوات الأميركية عقب غزو عام 2003 قد تعمل كنقطة انطلاق بالنسبة الى العملية الخاصة بتحرير الموصل، والتي ربما تشارك بها قوات البيشمركة الكردية ومجموعة من الميليشيات الأخرى. وقد جاءت البداية المتعثرة للعملية لتجدد الشكوك بشأن القدرات والإمكانات الخاصة بالجيش العراقي، الذي تراجع في حالة من الفوضى حين سيطر داعش على الموصل عام 2014.

وأرجع اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات تحرير نينوى، تلك الوتيرة البطيئة للعمليات إلى نقص القوات، موضحًا أنه لولا قلة الوحدات القتالية، لكان بوسعهم أن يتقدموا بشكل أكبر الى الأمام، لكن مشكلتهم هي قلة القوات بما ينعكس عليهم سلباً في الميدان.