لماذا انتخبت القاعدة المسيحية في بيروت بمجملها لائحة "بيروت مدينتي"، وابتعدت عن اللائحة الإئتلافية للأحزاب، وهل شعور المسيحيين بالغبن دفعهم إلى ذلك، ما يعني أن الأمر يشكل مقدمة لزوال الهيمنة السياسيّة في لبنان؟.

بيروت: يشعر المسيحيون عمومًا في لبنان أنهم مغبونون في الحياة السياسية والشأن العام وهامشيون في تشكيل اللوائح، ما مدى صحة ذلك، وكيف انطبق الأمر على انتخابات بيروت والبقاع البلدية، ولماذا ارتضى بعض القادة المسيحيين المشاركة في لوائح إئتلافية، إعتبر بعضهم أنها فرضت عليهم؟.

تعقيبًا على الموضوع، يقول النائب سليم سلهب لـ"إيلاف"، إن الانتخابات البلدية ليست معيارًا للحياة السياسية في لبنان، كي نستنتج أن المسيحيين يعيشون حالة غبن سياسي، لكن لا شك أن المسيحيين مهمشون، ويبرز هذا خصوصًا في التمثيل النيابي، وفي قانون الانتخابات ورئاسة الجمهورية، أكثر من ظهوره في الانتخابات البلدية ونتائجها وتركيبتها، حيث تدخل عوامل عدة غير السياسة، منها العائلات، والتنمية، ولا يمكن الاستنتاج من خلال الانتخابات البلدية أن المسيحيين يعيشون حالة غبن سياسي في تشكيل اللوائح.

يضيف سلهب: "إضافة إلى أن كل بلدة في لبنان لها خصوصيتها في هذا المجال، ولا يمكن التعميم". ويؤكد أن الأولوية كانت لتوافق الأحزاب، وفي بعض الأماكن لم يصل ائتلاف الأحزاب إلى نتائج في الانتخابات البلدية، خاصة أن العامل العائلي يلعب دوره في الانتخابات البلدية اللبنانية.

نتائج بيروت
وردًا على سؤال جاءت نتائج بلدية بيروت لتعلن أن القاعدة المسيحية لم تنتخب اللوائح الإئتلافية للسياسيين، بل صبت معظم الأصوات المسيحية لمصلحة لائحة "بيروت مدينتي"، المدعومة من الحراك المدني، يعتبر سلهب أن انتخابات بيروت ونتائجها أرسلت رسائل عدة في اتجاهات مختلفة، منها ما تم ذكره، وهذه النتائج تدرس بدقة من قبل الأحزاب والسياسيين، وسوف يتم التعاطي بموضوعية مع رسائل البيروتيين بعد الانتخابات البلدية، لمعالجة عدم التزام القاعدة المسيحية باللوائح الإئتلافية للسياسيين، ويجب انتهاء عملية الانتخابات البلدية ككل في كل لبنان، من أجل إعادة تقويم شامل للأمور وتصحيح نصابها.

وردًا على سؤال هل هذا يستدعي إعادة النظر بالقاعدة المسيحية لفريقي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر كونها لم تلتزم بلائحة البيارتة المدعومة من الأحزاب كافة؟ يجيب سلهب علينا أن نستنتج من كل الانتخابات البلدية عندما تنتهي في لبنان، ومن ثم نأخذ العبر ونتعامل مع الموضوع على أساس شد عصب القاعدة الشعبية، فتحالفنا مع القوات اللبنانية ليس مرحليًا، ومن أجل الانتخابات البلدية فقط، التحالف يمكن أن يطبق بالانتخابات النيابية أيضًا.

نهاية الأحزاب
ولدى سؤاله هل نيل لائحة "بيروت مدينتي" أصواتًا مقاربة للائحة البيارتة، المدعومة من الأحزاب، يعني بداية نهاية عصر الأحزاب في لبنان؟، يجيب سلهب أن نسبة المقترعين الضئيلة لا تجعلنا نستنتج بدقة هذا الموضوع، وكان من المستحسن أن يتعدى التصويت نسبة الـ20% من المقترعين، كي نبني على الأمر ونستنتج بدقة، ويجب إنهاء الانتخابات البلدية في كل لبنان، حينها يمكن أن نبني على الشيء مقتضاه.

شعور بالغبن
بدوره، يتحدث الإعلامي أنطوان خوري لـ"إيلاف"، ويؤكد أن موضوع شعور المسيحيين بالغبن في الحياة السياسية يبقى صحيحًا، وفي الانتخابات البلدية تغيّر التحالف الحزبي، وخصوصًا في زحلة، حيث كان هناك إئتلاف حزبي مسيحي، وتم تسجيل نقطة إيجابية للمسيحيين في هذا الخصوص، قد تكون رسالة للشركاء في الوطن.

ويعتبر خوري أن انتخابات بيروت شهدت مسايرة بين الأحزاب، وكانت الآراء واضحة، وكانت الحسابات غير صحيحة مع ضيق الوقت، وفي الانتخابات البلدية هناك حسابات عائلية ومواطنية، تضاف إلى الحسابات السياسية.

ويلفت إلى أن حالة الإعتراض الواسعة على بلدية بيروت السابقة دفعت المسيحيين في بيروت إلى التصويت للائحة "بيروت مدينتي"، ولم تسعَ الأحزاب إلى استنفار القاعدة الشعبية بالشكل الصحيح.

يشير خوري إلى أنه من المفترض بعد الانتخابات البلدية أن تقوم الأحزاب بإعادة النظر في مواقع الضعف لديها، والتركيز على نقاط القوة. ولا يرى أن الأحزاب ستنتهي في لبنان، بعدما شاهدناه من نتائج متقاربة بين لائحتي "بيروت مدينتي" ولائحة البيارتة، والأحزاب موجودة منذ مئات السنين، وإمكانية بقائها تترجم في العمل السياسي.