يبحث السياسيون العراقيون عن مخرج للأزمات السياسية والمالية والأمنية، وفيما ولى رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يان كوبيتش وجهه صوب النجف للقاء مراجع دين ليس بينهم المرجع الديني علي السيستاني، فإن وفد من حزب الدعوة يتواجد في السليمانية لإقناع الأكراد بالعودة الى بغداد.

بغداد: دعت رئاسة البرلمان العراقي النواب في اللجنة المالية والأمنية واللجان المختصة الى الاجتماع يوم الاحد المقبل لمناقشة ملفي التداعيات الأمنية والتعديل على قانون الموازنة استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي، فيما قاد عضو ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الإسلامية النائب علي العلاق وساطة لاقناع النواب الاكراد بالعودة الى العاصمة بغداد.

وقالت رئاسة البرلمان في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "ما حصل يوم أمس من اعتداءات اجرامية على اهلنا في بغداد يؤشر الى نهج وحشي جديد في استهداف المدنيين من قبل تنظيم داعش الارهابي، الذي مني بخسائر فادحة في جبهات القتال وتراجع في قدراته على المواجهة في المعركة، وكل هذا يتطلب وحدة في الموقف وتجاوزًا لكل الخلافات السياسية والتنازعات الضيقة، فالدم العراقي اغلى من الاستحقاقات الضيقة، وأمن العراق أهم من كل الاعتبارات السياسية والمصالح الذاتية".

تعديل الموازنة&

وأضافت "أن صندوق النقد الدولي قد ابلغ العراق بضرورة تعديل قانون الموازنة لتخفيضها بغية صرف القرض المؤمل خلال الفترة القليلة القادمة"، مبينًا "أن الخزانة الحكومية غير قادرة على تسديد رواتب واستحقاقات ابناء الشعب دون الحصول على هذا القرض فقد بات من الضروري اتخاذ الاجراءات التشريعية والقانونية اللازمة لهذا الأمر".

ومضت الى القول: "لذا تدعو رئاسة المجلس رؤساء الكتل السياسية ورؤساء اللجان المختصة بالقضيتين الامنية والمالية لاجتماع خاص لمناقشة هذين الملفين صباح يوم الاحد المقبل، لحسم هذين الملفين والاتفاق العاجل على موعد لجلسة مجلس النواب وبحث تمديد الفصل التشريعي".

ونبهت الى أن "التأخير في هذا الإجراء سيعرض العراق الى خطر حقيقي ويمنح الارهاب فرصة استثمار الخلاف السياسي وتوسيع الهوة بين الأطراف واستمرار استهداف أهلنا".

وفد العبادي&

وجاءت دعوة رئاسة البرلمان هذه في وقت بعث فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي وفدًا برئاسة النائب علي العلاق وعضوية النائب عامر الخزاعي وسكرتير العبادي صادق الموسوي الى كردستان لحث نوابه بالعودة إلى بغداد.

وقالت رئيسة التحالف الكردستاني، البرلمانية آلا الطالباني، التي استقبلت الوفد في تصريح لـ"إيلاف"، إن "الوفد حمل رسالة إيجابية من رئيس الوزراء". وأضافت: "ناقشنا عودة النواب الكرد وإمكانية عقد جلسة الأسبوع القادم".

واكدت انه من "المؤكد من دون عقد جلسة شاملة لا يمكن نجاح الامر، فالمحاولات الان هي كلها باتجاه عقد الجلسة؛ المسألة لا تقف عند حضور نواب الكرد ، هناك المعتصمون ايضًا عَلينا معرفة موقفهم من الجلسة و هيئة الرئاسة".

عودة النواب الكرد والشروط&

وأضافت الطالباني في تصريح صحافي، أن "الكتل في التحالف الكردستاني أبلغت الوفد بأن لدى الكرد شروطًا للعودة إلى بغداد واستئناف حضور جلسات البرلمان العراقي"، موضحة أن "التحالف الكردستاني اشترط تقديم ضمانات بعدم تكرار الأحداث التي حصلت في البرلمان العراقي".

ونوّهت رئيسة الكتل الكردستانية بالبرلمان العراقي، إلى أن "الوفد الضيف تعهد بعدم السماح بتكرار الأحداث السابقة، ومحاولة عقد حوارات ومناقشة الأمور للوصول لحل المشاكل العالقة".

&رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، قال في تصريح صحفي نقلته محطات تلفزيونية كردية، إنه يرى "ضرورة ان يرجع النواب الكرد الى البرلمان العراقي، حتى نصبح جزءًا من العراق علينا أن لا نصبح منقطعين عن العملية السياسية".

وأضاف البارزاني: "لدينا قناعة تامة بأنه على جميع الكتل الكردستانية أن يكون لها دور مؤثر في الخطوات السياسية القادمة، مثلما كان دورهم &موحدًا ومؤثرًا في الفترات السابقة واثناء المناقشات التي تحصل داخل قبة البرلمان مع الكتل العراقية الأخرى".

وأشار، الى "أن وجود الكتل الكردستانية في بغداد له تأثير ايضًا على نوعية العلاقات المستقبلية بين العراق وإقليم كردستان، ومن المهم جدًا مشاركتهم في العملية السياسية".

جبهة الإصلاح&

&وتصدم إمكانية عقد جلسة للبرلمان العراقي بمعارضة جبهة الإصلاح، والتي يمثلها النواب المعتصمون، وأكدت على لسان النائب محمد الطائي أن "الارهاب لا يتم بإلقاء اللوم على الاطراف الأخرى والخلافات السياسية، كما زعمت&هيئة رئاسة البرلمان المقالة في بيانها، وحاولت ايهام الناس أن جلسة شاملة في مجلس النواب قد تحل المشكلة".

وقال الطائي لـ"إيلاف"، إن هذا هو فحوى بيان الجبهة وموقفها الرسمي، مضيفًا "لذلك نؤكد نحن في جبهة الاصلاح النيابية أن المشكلة الاساسية في ادارة الملف الامني هي التمسك بالمحاصصة".

وتابع أن "الحل ليس بالاجتماعات وتشكيل اللجان بل في اختيار الكفاءات المتخصصة لادارة الملف الامني وشراء الاجهزة المتخصصة والمتطورة بدلاً من الاجهزة التي اثبتت فشلها منذ اكثر من عشر سنوات".

وكانت المحكمة الاتحادية العليا أعلنت انها تلقت ست دعاوى للطعن بجلستين لمجلس النواب في&ابريل الماضي، في إشارة الى جلسة التي عقدت برئاسة سليم الجبوري وجلسة إعادة الشرعية في 30 ابريل.

النائب محمد الكربولي قال لـ"إيلاف" إن " التمترس هذا سيدفع ثمنه المواطن، حيث أن صندوق النقد الدولي يريد اجراء تعديل على الموازنة العامة للعراق من اجل اقراض العراق تسعة مليارات دولار تشكل أهمية بالغة في هذا الظرف الحرج الذي يعيشه العراق".

حكومة الإنقاذ ودعوات علاوي&

فيما يمضي زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي مجددًا نحو المطالبة بحكومة انقاذ للخروج من المأزق السياسي، لكنه اكد في حديث للصحافيين بمقره في بغداد أن "الاستجابة لخيار تشكيل حكومة إنقاذ وطني ما زالت محدودة".

وأضاف أن "العراق يمر بخطر ومن الضروري المجيء بحكومة قادرة على القيام بمهمتين على اقل تقدير، الأولى تحقيق الانتصار على داعش وتغيير المناخات السياسية التي تؤهل لطرد داعش وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ومعالجة مسألة النازحين وإدامة النصر ضد داعش".

كما أشار الى أن "المهمة الثانية هي تغيير قانون الانتخابات وسن قانون انتخابات نزيه واستبدال مفوضية الانتخابات، والإتيان بقضاة ومحامين وأكاديميين للإشراف على انتخابات نزيهة"، مشيرًا إلى أن "مهمة هذه الحكومة هو وضع النقاط الأساسية للوضع الاقتصادي، شريطة أن لا تشارك هذه الحكومة بالانتخابات ولا يتجاوز عمرها السنتين".

وقبيل رحيله، كثف رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يان كوبيتش لقاءاته مع الأطراف العراقية، وولى اليوم وجهه صوب النجف حيث اطلع المراجع الدينية على آخر مستجدات الاوضاع السياسية في البلاد وامكانية وضع حلول لإنهاء الأزمة السياسية، رغم أن اجندة زيارته لم تتضمن لقاء المرجع الديني السيد علي السيستاني، فيما تضمنت لقاء مراجع الدين محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اليعقوبي.