مع تصاعد تبادل تركيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات حول تعطل تنفيذ قرار منح المواطنين الأتراك حق دخول دول الاتحاد دون تأشيرة وربط ذلك بتعديل قوانين الارهاب، هاجم الرئيس التركي الغرب في شكل غير مسبوق.


نصر المجالي: أمام حشد في شمال غرب تركيا حيث افتتح مشاريع، يوم الجمعة، هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدول الغربية، قائلا إنها تعتني بالمثليين والحيوان أكثر من عنايتها بالذين يلجأون إليها طلبا للمساعدة.

واتهم إردوغان الغرب بأنه يفكر تفكير المستعبِد والمستعمِر. واضاف: "عار على أولئك الذين يعتنون بالحيتان والفقمات والسلاحف في البحار ولا يظهرون الحساسية&نفسها تجاه حياة 23 مليون سوري وما تعيشه بلادهم من أزمة".

ويأتي تهجم إردوغان على الدول الغربية بسبب طلب الاتحاد الأوروبي من تركيا تعديل قوانينها لمكافحة الإرهاب كشرط لإعفاء مواطنيها من تأشيرة السفر داخل أوروبا.

وفي ما يتعلق بعمليات مكافحة الإرهاب داخل تركيا، أكد إردوغان أن هذه الحرب ستتواصل حتى القضاء عليهم تماماً. وانتقد الذين يحاولون عرقلة جهود بلاده في حماية حدودها وأمن مواطنيها، وصمتهم حيال إطلاق تنظيم "داعش" الإرهابي الصواريخ على الأراضي التركية عبر الحدود بشكل يومي.

واستطرد قائلاً "لا شك أن الغرب وأوروبا لا يحاربون داعش بالمعنى الحقيقي، فتركيا وحدها هي التي تخوض حرباً حقيقية ضد التنظيم الإرهابي".

اعدام نظامي

وأدان الرئيس التركي من جانب آخر "صمت" العالم تجاه تنفيذ حكم الإعدام بحق مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش.

وقال معقباً على إعدام "مطيع" إن "هذا الحادث لو وقع في الدول الغربية لأقاموا الدنيا، لكن لأن المعدوم هنا زعيم مسلم لم ينبسوا ببنت شفة".

وأضاف "الذين ينتقدون تركيا يومياً بسبب صدور أحكام قضاء، رغم عدم وجود عقوبة للإعدام بها، ولما تقوم به من عمليات أمنية ضد الإرهاب، يغضون الطرف ويصمون السمع عن تنفيذ حكم الإعدام الأخير في بنغلاديش"، واصفاً ذلك بـ"غياب الضمير، وعدم الإنصاف، والرياء".

تبادل اتهامات&

وإلى ذلك، تبادلت تركيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات حول تعطل تنفيذ قرار منح المواطنين الأتراك حق دخول دول الاتحاد دون تأشيرة.

واتهم الرئيس التركي مسؤولي الاتحاد الاوروبي بالنفاق بسبب تراجعهم عن تنفيذ بعض بنود الاتفاق بين الطرفين حول المهاجرين.

بينما انتقد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر رفض تركيا تعديل قوانين مكافحة الإرهاب تمهيدا لمنح الاتحاد الاوروبي مواطنيها هذا الحق.

وأكد أردوغان أن الاتحاد الاوروبي يريد من تركيا إرخاء قبضتها الأمنية في الوقت الذي تواجه فيه "المسلحين من الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية".

وقال إردوغان إن الاتحاد الاوروبي يسعى لوضع العراقيل في طريق تنفيذ الاتفاق بخصوص المهاجرين الذي أقره الطرفان الشهر الماضي.

وأكد أيضا أن بلاده قد تتصرف بشكل أحادي بخصوص المهاجرين إذا لم يضطلع الاتحاد الاوروبي بمسؤولياته المنصوص عليها في الاتفاق.

تعديل القوانين&

وقال يونكر إنه يجب على تركيا أن تعدل هذه القوانين لتثبت التزامها بالاتفاق بين الطرفين والذي يمنح تركيا بعض الميزات والدعم المالي مقابل إعادة ملايين المهاجرين إلى أراضيها.

وأضاف أن فشل تركيا في اتخاذ الإجراء المطلوب سيؤدي إلى رفض الاتحاد الاوروبي منح مواطنيها ميزة التنقل في الدول الأعضاء في منطقة شنغن دون تأشيرة.

وقال يونكر إن الرئيس التركي سيكون عليه الإجابة على تساؤلات مواطنيه إذا فشل الاتفاق.

ويطالب الاتحاد الاوروبي أنقرة بتقليص وتضييق تعريفها القانوني للإرهاب والجرائم الإرهابية لتصبح قوانينها متفقة مع أسس الاتحاد الاوروبي والبند 72 فيها.

ويتهم الاتحاد الاوروبي وجماعات حقوقية غربية الحكومة التركية باستخدام قوانين مكافحة الإرهاب للتضييق على المعارضين.

أما أنقرة فتعتبر أن هذه الحزمة من القوانين ضرورية في الوقت الذي تواجه فيه هجمات من قبل مسلحين من حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية.

وكان وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة التركية فولكان بوزكير قد أعرب عن تراجع أمله في إقرار الاتحاد الأوروبي قرار إعفاء الأتراك من تأشيرات السفر.