كراكاس: تبدأ فنزويلا الاثنين اسبوعًا حاسمًا سيكون على الرئيس اليساري نيكولاس مادورو خلاله توضيح معالم حالة الوضع الاستثنائي التي اعلنها في نهاية الاسبوع الماضي، بينما دعت المعارضة الى تظاهرة من اجل اجراء استفتاء حول اقالته قبل تدريبات عسكرية مقررة السبت.

وتصاعد التوتر فجأة في الساعات الـ48 الماضية، بينما تغرق البلاد في الفوضى تدريجيًا مع انقطاع التيار الكهربائي يوميًا، واختصار عمل الاجهزة الحكومية الى يومين في الاسبوع فقط، وعمليات نهب للمحال التجارية، وتظاهرات احتجاج وحوادث إحراق لصوص أحياء.

وكان مادورو اعلن ليل الجمعة السبت "حالة الاستثناء"، مشيرا الى "تهديدات خارجية"، قبل ان يأمر السبت بمصادرة المصانع التي "تشلها البرجوازية" وبسجن المتعهدين المتهمين "بتخريب البلاد". ولم تكشف تفاصيل المرسوم، الذي يفترض ان ينشر الاثنين ويمدد "خلال 2016 وبالتأكيد خلال 2017 (...) مرسوم الطوارئ الاقتصادية" المطبق منذ منتصف يناير، وانتهى السبت.

وانتهز مادورو فرصة تجمع السبت ليتهم من جديد الولايات المتحدة بانها تريد "انهاء التيارات التقدمية في اميركا اللاتينية". ومن اجل "الاستعداد لاي سيناريو"، امر الرئيس الفنزويلي باجراء "تدريبات عسكرية وطنية للقوات المسلحة والشعب". 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في الاستخبارات الاميركية ان انتفاضة شعبية قد تطيح بالحكومة الفنزويلية اعتبارا من السنة الجارية. وقال اعضاء في هذه الاجهزة "يمكننا سماع اصوات تصدع". ومنذ انتصار تحالف المعارضة في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015، تواجه فنزويلا ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية تؤجج التوتر.

وتصاعدت المواجهة بين التشافيين (انصار تيار الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 الى 2013 وهو راعي مادورو) ومعارضيهم منذ ان جمعت المعارضة في مطلع مايو 1,8 مليون توقيع لبدء اجراءات تفضي الى استفتاء لاقالة الرئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016.

"لن يجري استفتاء" 
لكن نائب الرئيس الفنزويلي اريستوبولو ايستوريز بدد آمال تحالف "طاولة الوحدة الديموقراطية" المعارض الذي يشكل غالبية في البرلمان، برفضه الاحد اي امكانية لاجراء استفتاء. وقال خلال تجمع اقيم في كراكاس دعمًا لديلما روسيف رئيسة البرازيل اليسارية التي علقت مهامها، ان "مادورو لن يغادر السلطة بموجب استفتاء لانه لن يجري استفتاء"

واضاف ان قادة المعارضة "يعلمون انه لن يجري استفتاء"، لان الاجراءات التي اتخذتها المعارضة لتنظيمه اتت "متأخرة كثيرا وسيئة كثيرا، وتضمنت عمليات تزوير". وشبهت الحكومة اليسارية في فنزويلا ما يحدث بما جرى في البرازيل، حيث قام البرلمان باقصاء الرئيسة عن السلطة. وهي تتهم المعارضة ايضا بالإعداد "لانقلاب" لاسقاط نيكولاس مادورو.

وقال اريستوبولو ايستوريز "يجب ان يقوموا بقتلنا جميعًا قبل ان يحدثوا انقلابا برلمانيا". ويفترض ان تبت السلطات الانتخابية رسميا في قبول اجراء استفتاء بينما دعا احد قادة المعارضة انريكي كابريليس الى تظاهرات جديدة الاربعاء في جميع انحاء البلاد امام مقار الهيئات الانتخابية.

وكانت الشرطة في كراكاس ومدن اخرى اغلقت الاربعاء الماضي الطرق خلال تجمعات للمطالبة بالاستفتاء، من اجل منع مرور المتظاهرين. وعلى غرار المعارضة، يشير الخبراء الى خطر "انفجار" البلاد، بينما لا تلقى ادارة الرئيس رضا سبعة من كل عشرة فنزويليين، حسب استطلاع اجراه معهد فينيبارومترو.

وارتفعت نسبة التضخم في البلاد في 2015 الى 180,9 بالمئة، وهي واحدة من الاعلى في العالم، بينما تراجع اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,7 بالمئة للسنة الثانية على التوالي.