الحملة التي فجّرها رجال دين كبار يمثلون الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية لم تكن تستهدف فائزة رفسنجاني بسبب لقائها الشخصية البهائية فريبا كمال آبادي، بقدر ما هي موجهة ضد والدها علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

&إيلاف من لندن:&لقاء فائزة رفسنجاني مع البهائية فريبا كمال آبادي، التي لها معاركها مع الجناح المتشدد في إيران، لم يكن هو الأول من نوعه، &فهي كانت التقتها في العام 2012 عندما كانت هي نفسها في السجن بتهمة "الدعاية ضد النظام".

خبراء في الشأن الإيراني، يذكّرون بالثارات الدائمة لهم مع رفسنجاني، وهي تجلت في ذروتها تزامناً مع الانتخابات الأخيرة لمجلسي الشورى وخبراء القيادة، التي كانت بمثابة انتصار لمعسكر الرئيس روحاني وحليفه السياسي المحنك المخضرم رفسنجاني، بحيث ينطبق المثل الشائع "ما هي رمانة وإنما قلوب مليانة" على مجمل تفاصيل الحادثة.

وتصدر رفسنجاني وروحاني وأنصارهما قائمة الفائزين في مجلس خبراء القيادة، الذي كما هو معروف من مهماته اختيار المرشد الأعلى للبلاد.

تغريدة&

وكان رفسنجاني المؤيد للإصلاحيين سارع بعد إعلان نتائج الانتخابات التي جرت في فبراير الماضي للمجلسين، وفي شكل لفت أنظار المراقبين إلى توجيه رسالة على حسابه على (تويتر)، قال فيها إنه لا أحد يمكنه مقاومة إرادة الشعب. وأضاف "لا أحد يمكنه مقاومة إرادة غالبية الشعب، وعلى من لا يريده الشعب أيًا كان أن يتنحى جانبًا".

وقال رفسنجاني في تغريدته: "انتهت المنافسة وبدأت مرحلة الوحدة والتعاون .. مرحلة ما بعد الانتخابات هي مرحلة العمل الشاق لبناء البلاد. والتزم معسكر المحافظين الصمت".&

انتقادات

واستغل المحافظون هذه القضية لإدانة هاشمي وانتقاد الرئيس السابق المعتدل. كما انتقد مسؤولون إصلاحيون اللقاء بين فائزة هاشمي وفريبا&

وإلى ذلك، فإنه رغم إقرار رفسنجاني بنفسه بأن ابنته "ارتكبت خطأ يجب إصلاحه"، مضيفًا أن: "الطائفة البهائية أسسها المستعمرون. إنها طائفة منحرفة (...) نتبرأ منها كما فعلنا دائمًا"، فإن القيادات المتشددة واصلت تصعيدها للحادثة، وكأنها بذلك توجه رسالة تحذير لرفسنجاني وأنصاره من الاصلاحيين من أي عبث بدورهم في قيادة البلاد أو أي طموح لاختطاف هذه القيادة. &

وكانت تصريحات القادة المتشددين تبدو وكأنها إدانة للرئيس الأسبق وليس لابنته التي اصرت على موقفها، قائلة في مقابلة مع محطة يورونيوز بالفارسية: " زرت صديقة كان لقاء عاديًا وغير ضار. قمت بزيارة لصديقة بكل بساطة، هذا كل شيء".

موقف شيرازي

ويلاحظ أن الحملة قادها رجلان بارزان في القيادة الإيرانية "الدينية والتشريعية"، فقد أدان المرجع الديني آية الله ناصر مكارم شيرازي (البهائية)، ووصفها بالفرقة الضالة والعميلة لأميركا والكيان الاسرائيلي.

وقال المرجع الديني شيرازي، في تصريح قبل بدء درس الفقه الخارج في مدينة قم يوم الاثنين، إن اهم مراكز فرقة البهائية الضالة انشئت في اميركا وبريطانيا.

واضاف شيرازي أن التاريخ المشؤوم لهذه الفرقة الضالة يبين أن اعداء الاسلام استخدموها كأداة على الدوام. وأدان أي لقاء مع زعماء هذه الفرقة ووصف مثل هذه الخطوة بالجريمة وتستوجب المقاضاة والتعقيب على الصعيد القانوني.

واعتبر أن تقوية اعداء الاسلام غير جائز وحرام شرعًا ويعدّ جريمة، مشدداً على معارضة هذه الفرقة الضالة ليس بسبب مناهضتها للاسلام فحسب، وانما بسبب عمالتها لأميركا والكيان الاسرائيلي ايضًا.

موقف لاريجاني

ومن جهته، أكد رئيس السلطة القضائية الايرانية، آية الله صادق آملي لاريجاني، أن البهائية مذهب مختلق اصطنعه الأجانب والمستعمرون.

وقال لاريجاني، خلال اجتماعه يوم الاثنين مع كبار مسؤولي القضاء، إن البهائية مذهب مختلق اصطنعه الأجانب والمستعمرون.

وأوضح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تودع أحدًا السجن بسبب عقيدته، وأن هذا الموضوع كذب اثارته وسائل الاعلام الغربية.

دعوة للتصدي

وشدد آية الله لاريجاني على أن السلطة القضائية تتصدى بحزم لكل الذين يمسون أمن البلاد ويتجسسون لصالح الدول الاجنبية، بما في ذلك من يتعاونون مع الكيان الصهيوني، وتساءل: ماذا يفعل "بيت العدل" او المقر الرئيسي للبهائية في اسرائيل؟ أو ليس التعاون مع هكذا شبكة يتعارض مع امن بلادنا؟ .

ويشار في الختام، إلى أن الجدل حول لقاء فائزة رفسنجاني مع فريبا كمال آبادي، تزامن مع دعوة واشنطن يوم السبت الماضي طهران إلى الإفراج عن القادة السبعة للأقلية البهائية.

كذلك طالب جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية طهران بـ"ضمان حرية التعبير والمعتقد والرأي والتجمع لجميع المواطنين".
&