نصر المجالي: بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها لبلجيكا مع ملكها الملك فيليب، سبل تمتين وتوطيد علاقات الصداقة التاريخية بين المملكتين، فضلا عن تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتناولت القمة الأردنية البلجيكية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وبلجيكا، وتلك التي تجمعهما أيضا من خلال علاقات الأردن مع الاتحاد الأوروبي، والقائمة على التنسيق والتشاور المستمر حيال مختلف قضايا الشرق الأوسط والعالم.

وأعرب الملك عبدالله الثاني عن تقديره لدور بلجيكا، ضمن الاتحاد الأوروبي، في دعم المسيرة التنموية في الأردن، لجهة تحقيق الأهداف والخطط التي يسعى إليها، إلى جانب دورها، ضمن مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، لدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفي مقدمها&الأردن.

وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، فقد تطرقت المباحثات إلى مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ولا سيما الحرب على الإرهاب، وتداعيات الأزمة السورية، إضافة إلى جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

شراكات&

وفي بدء المحادثات، رحب الملك فيليب بزيارة العاهل الأردني والملكة رانيا العبدالله إلى بلجيكا، وقال إنها "تعكس حرص القيادتين على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين بلديهما في شتى الميادين".

وأعرب الملك فيليب عن تطلع بلجيكا إلى إقامة المزيد من الشراكات الاستراتيجية مع الأردن، ودعم المملكة في مواجهة مختلف التحديات التي تفرضها أزمات المنطقة.

وجرى للملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، لدى وصولهما القصر الملكي، مراسم استقبال رسمية، وعزفت الموسيقى السلامين الملكيين الأردني والبلجيكي، واصطف حرس الشرف لتحيتهما.

وقلد عاهل بلجيكا الملك فيليب، الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله وسام ليوبولد من الدرجة العليا لكل منهما، فيما قلد العاهل الأردني، الملك فيليب قلادة الحسين بن علي، وللملكة ماتيلدا وسام النهضة العالي الشأن المرصع.

الملك وميشيل

وعلى صعيد متصل، عقد الملك عبدالله الثاني مع رئيس وزراء بلجيكا شارلز ميشيل لقاء تناول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم. وأكد العاهل الأردني خلال اللقاء، حرص الأردن على تمتين علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وبما يعود بالنفع على مصالح الشعبين الصديقين.

وتم بحث سبل تطوير فرص اقتصادية واستثمارية مشتركة بين البلدين، وبما يصب في تعزيز وتنمية العلاقات التجارية بينهما، فضلا عن الاستفادة من ميزة تبسيط قواعد المنشأ بين الأردن والاتحاد الأوروبي، في سبيل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

وجرى استعراض مجمل التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وآليات التعامل معها، وبما يحفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها.

خطر الارهاب

وخلال اللقاء، أكد الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الداعم للتعامل مع خطر الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية، كما تم بحث أنجع السبل لمكافحة العصابات الإرهابية المتطرفة والتصدي لخطرها، فضلا عن تعزيز الحوار والتعايش بين مختلف أتباع الديانات، وإبراز الصورة المشرقة للإسلام، خصوصا في أوروبا، التي تحتضن نسبة كبيرة من المسلمين في مختلف دولها.

كما تناول اللقاء تطورات الأزمة السورية، وإيجاد حل سياسي لها، يوقف دوامة القتل والعنف ويجنب المنطقة مزيدا من الفوضى.

وأكد رئيس الوزراء البلجيكي من جانبه، حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون الثنائي، وبما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، معربا عن تقديره لجهود الأردن في التعامل مع التحديات التي تشهدها المنطقة، خصوصا تداعيات الأزمة السورية، ما يتطلب دعم المملكة في تحمل أعباء أزمة اللجوء السوري.

وخلال اللقاء، تم الاعلان عن إعفاء الأردن من ديون عسكرية لصالح بلجيكا، تقديرا لدور المملكة في المساهمة البارزة في حفظ الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم.