تواصل القوات المسلحة المصرية عمليات البحث عن حطام الطائرة المنكوبة، وقد نشر المتحدث العسكري صوراً لأجزاء صغيرة من الحطام، فيما تنشر "إيلاف" جانباً من القصص الإنسانية التي وقعت على متن الطائرة.

إيلاف من القاهرة: نشر المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، صوراً قال إنها لحطام الطائرة المصرية المنكوبة، وظهر في الصور أجزاء صغيرة من مقعد وسترة نجاة، وأجزاء من الطائرة.

وتواصل قوات مشتركة من سلاحي البحرية والطيران في الجيش المصري إلى جانب قوات من فرنسا واليونان البحث عن بقايا الطائرة وأشلاء الضحايا، ولم يتم العثور على الصندوق الأسود حتى الآن.

وشهدت الرحلة الأخيرة للطائرة إيرباص A320، العديد من القصص الإنسانية، ومنها وفاة زوجين أثناء العودة من رحلة علاج الزوجة من مرض السرطان في فرنسا وقد شفيت منه.

الزوجان أحمد وريهام

&

شُفيت .. وماتت!

إلى ذلك، تسيطر حالة من الحزن على أهالي مدينة المحلة الكبرى، بعد وفاة زوجين هما أحمد العشري، وريهام حسن، على متن الطائرة المكنوبة، وكان الزوجان سافرا إلى فرنسا وقد باعا كل أملاكهما من أجل علاج الزوجة من مرض السرطان، وتتضمن المنزل والسيارة، وبعد ثلاثة أشهر من العلاج تحقق للزوجة الشفاء، وقررت العودة مع زوجها إلى مصر، والعيش مع أطفالهما الثلاثة.

اتصل الزوج أحمد العشري بأسرته وأخبرهم بالخبر السعيد، وهو أن زوجته قد شفيت من السرطان، وأنهما سوف يعودان إلى مصر على متن الطائرة، وانتظرهما الجميع بفرحة ولهفة شديدة، إلا أنهما لم يعودا إلى مصر، ولقيا حتفهما بعد&سقوط الطائرة في مياه البحر المتوسط.

وكتب صديق للزوجين يدعى محمد الشناوي، قصتهما عبر صفحته في موقع "فايسبوك"، وقال: "أحمد أعتبره ابني .. مقرب مني كثيرًا .. يستشيرني في كل أحواله، متزوج وعنده ثلاثة أولاد صغار، (ولد في الصف الأول الابتدائي، وطفلتان في الحضانة) ابتليت زوجته ريهام (27 سنة) بالمرض الخبيث، وقد مات أبوها منذ وقت قصير ولحقته أمها، فحزنت حزنا شديدا لفراقهما".

وأضاف: "باع أحمد كل شيء لينقذ زوجته ويخفف عنها آلامها، ثم سافر إلى باريس ليعالجها هناك.. لم أكن مطمئنا لسفرهما، ونصحته أن يفوض الأمر لله ويبحث عن وسيلة لعلاج زوجته في مصر، لكنه أصر على السفر"، وتابع: "سافر مع زوجته إلى باريس تاركاً أطفاله الثلاثة مع أمه.. وقضوا هناك شهرا، ثم عادا في الطائرة التي لم ولن تصل أبدا".

الصورة التي نشرتها سمر عز الدين أكثر من مرة&

&

شعرت بمصيرها

ليست هذه القصة الإنسانية الوحيدة على متن الطائرة المنكوبة، بل هناك قصص أخرى، منها قصة المضيفة سمر عز الدين، التي تنبأت بمصيرها هذا منذ عامين، بعد أن تسلمت عملها في شركة مصر للطيران، في شهر مايو 2014، ونشرت صورة لمضيفة طيران وهي تخرج من البحر وتجر حقيبتها، وقد تبللت ملابسها بشكل كامل، بينما في خلفية الصورة طائرة محترقة في عمق مياه البحر.

نشرت سمر الصورة للمرة الأولى في 26 سبتمبر 2014، وأعادت نشرها أكثر من مرة، آخرها في شهر يناير الماضي.

وكتب صديق لها يدعى تامر عبده أمين، بعد الحادث، وأعاد نشر الصورة مرة أخرى، وقال: "(سمر عز الدين) مضيفة طائرة مصر للطيران بعدما استلمت وظيفتها من سنة ونصف بالضبط حطت الصورة دى بروفايل على أكاونت فيس بوك!.. صورة مضيفة.. بلبس الشغل.. ماسكة شنطة.. ماشية فـى الميه.. وراها فـى خلفية الصورة طيارة واقعة فـي البحر!".

وأضاف: "حطت سمر الصورة 4 مرات: مرة أول ما استلمت الشغل فـي 2014 ومرة فـي نصف 2015 ومرة فـي يناير اللى فات ومرة فـي مارس!.. كتير كنت بسمع إن اللى بيموت بيكون حاسس قبلها.. كأنها كانت عارفة.. الله يرحمها ويصبر أهلها".

ومن ضمن القصص الإنسانية على متن الطائرة، وفاة أربعة أفراد من أسرة واحدة، وهذه الأسرة ينتمي إليها المخرج السينمائي عثمان أبو لبن، وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، مات عمي صلاح أبو لبن وابن عمي غسان أبو لبن، وزوجة عمي سحر قويدر، وزوجة ابن عمي ريم السباعي، يا رب ارحمهم واغفر لهم واجعل مثواهم الفردوس الأعلى".

الأولوية

وأعلن المحققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية ، السبت، أن طائرة إيرباص إيه 320، التابعة لشركة مصر للطيران التي تحطمت، الخميس، في البحر المتوسط، وجهت رسائل آلية بوجود دخان على متنها، لكن لا يزال من المبكر تفسير هذه العناصر.

وقال مكتب التحقيقات والتحليلات، المشارك في التحقيقات التي تقوده مصر حول حادث تحطم الطائرة، إن "الطائرة أطلقت رسائل آلية بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات"، مشيراً إلى أن "الأمر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين. وأولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة".

وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد تحدثت عن وجود دخان داخل الطائرة قبل تحطمها في البحر.