هناك علاقة تجمع التطرف بالاختلالات النفسية والعقلية لدى الأفراد، وهذا ما يفسر استدراجهم للقيام أو المشاركة في أعمال العنف.

لندن: اظهرت دراسة جديدة وجود علاقة بين التطرف واختلال الصحة العقلية أو النفسية، ويمكن ان توفر الدراسة تفسيرا يبين لماذا تُستدرج أقلية من الأفراد الى المشاركة في اعمال عنف متطرفة أو دعمها، وهي مشكلة استأثرت باهتمام المسؤولين والخبراء منذ بدأ عصر الارهاب الحديث في عام 2001.&

وقال المسؤول عن برنامج الوقاية من التطرف في بريطانيا سايمون كول إن الدراسة التي اجرتها شرطة اسكتلند يارد تبين ان التعاطف مع الارهاب والميل الى التطرف يرتبط بأشخاص مكشوفين للاصابة بأمراض عقلية، واضاف ان هناك جملة عوامل اخرى يمكن ان تقف وراء التطرف، بينها الغضب على السياسة الخارجية الغربية والاغتراب والحرمان الاجتماعي - الاقتصادي والايديولوجيا الدينية.&

مشاكل

واكتشفت الدراسة، التي شملت 500 قضية تعامل معها برنامج الوقاية من التطرف، ان 44 في المئة من الأشخاص المتورطين في هذه القضايا يعانون من مشاكل تتعلق بصحتهم العقلية أو النفسية. &

واشار كول الى ان الأشخاص المعرضين لمشاكل في صحتهم العقلية "يحتاجون الى مساعدة ودعم لاتخاذ القرارات الصحيحة لأنهم ليسوا في حالة صحية جيدة". & واضاف ان الهدف من الدراسة هو فهم اسباب التطرف "وكيف نستطيع ان نساعد هؤلاء الأفراد".&

وتستند الدراسة الى أبحاث أكاديمية ولكن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها الشرطة ارقاما خاصة بها. &

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور كمال ديب بهوي المختص بعلم النفس في جامعة كوين في لندن "ان هناك بعض الأشخاص الذين يكون التطرف عندهم قضية سياسية وفعلا عقلانيا وهناك البعض الآخر من السهل اقناعهم بالانضمام الى هذه الجماعات، وعلى مستوى ما لا بد ان يكون هناك التزام نفسي بالعنف ... ويكون البعض مكشوفين نفسياً للانضمام الى جماعات ارهابية أو المشاركة فيها". &

نوع من التألق

وقال مسؤول برنامج الوقاية من التطرف سايمون كول إنه "يأتي وقت يتعين فيه انتشال الشخص من النهر ومعرفة الذين دفعوه، فالاعتقالات وحدها لا تجدي في مواجهة ازمة الارهاب، ولا أعتقد ان هناك مثالا في العالم يبين انها وحدها تعمل بنجاح، والسؤال هو كيف نعرف من يكون على وشك السقوط في نهر التطرف". &

ورغم الجهود الرامية الى مواجهة الدعاية المتطرفة فان جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5 يقدر ان 3000 شخص في بريطانيا يشكلون تهديدا ارهابيا، وان أكثر من 800 بريطاني سافروا الى مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا. &

ويقول المسؤولون في جهاز مكافحة الارهاب إن داعش حل محل تنظيم القاعدة بوصفه الاسم الأقوى جاذبية لاستدراج الأشخاص الى العنف الجهادي. &

وقال كول ان العوامل التي تقف وراء التطرف تختلف من شخص الى آخر ولكنها في احيان كثيرة تشتمل على الحاجة الى "نوع من التألق ، ونوع من المكانة في المجتمع". &

الغبن

واشار الى ان الاحساس بالغبن سياسياً ما زال احد العوامل وراء دفع بعض الأشخاص الى التطرف "من اجل تصحيح الأخطاء بدافع الاحساس بالظلم والاحساس بأن عالم السياسة لا يجدي ولكن العديد من العوامل الأخرى هي من النوع المعهود مثل انعدام الفرص والشعور بالاغتراب عن المجتمع وعدم التواصل مع المجتمع أو فيه، والبحث عن طريقة للانتقام منه". &

وتعتقد الشرطة ان المسؤولين عن تجنيد الأشخاص للالتحاق بجماعات ارهابية يستهدفون الأفراد الذين لديهم مواطن ضعف عقلية ونفسية لاستدراجهم بمساعدة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.&
&