عبّرت صحف عربية عن عدم تفاؤلها بالأنباء التي تحدثت عن عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين السياسي المتشدد أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع خلفاً لموشيه يعلون الذي استقال من منصبه الجمعة 20 مايو/أيار.

ويرى بعض الكتّاب أن تعيين ليبرمان سوف يساهم في زيادة "العدوان" الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، كما يتهم بعضُهم ليبرمان بـ"التطرف" و"العنصرية".

وكان ليبرمان قد شغل منصب وزير الخارجية في حكومة سابقة، ويُعرف بتصريحاته النارية ومواقفه المتشددة تجاه الفلسطينيين.

ليبرمان "الشخصية المكروهة لدى الفلسطينيين"

عبّرت "عكاظّّ" السعودية عن تشاؤمها بالأنباء عن ترشيح ليبرمان لمنصب وزير الدفاع خلفاً ليعلون، حيث قالت الصحيفة في عنوان لها: "لقتل الفلسطينيين .. نتنياهو يعين المتطرف ليبرمان وزيراً للدفاع".

بالمثل، جاء عنوان "الدستور" الأردنية متشائماً أيضا، حيث قال العنوان: "حكـومـة نتنياهـو تـكمل طوق تطرفها بضم ليبرمان".

وقالت الصحيفة إن نتنياهو يسعى إلى توسيع ائتلافه الحكومي "الذي سيصبح الأكثر إرهاباً وتطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال، مع العودة المحتملة للقومي المتطرف أفيغدور ليبرمان، الشخصية المكروهة لدى الفلسطينيين، كوزير للدفاع".

من جانبها، انتقدت "الوطن" العمانية ليبرمان وقالت إنه يُعبّر عن "عنصرية" إسرائيل وإنه معروف "بمواقفه الرافضة لأي تسوية وتصريحاته العنصرية التي فاقت كل تصريحات مسؤولي الكيان الغاصب".

قالت افتتاحية الصحيفة: "إن انضمام ليبرمان إلى حكومة الاحتلال يعني أن هناك ائتلافًا يمينيًّا لم تعرفه المنطقة من قبل، ائتلافًا هو الأكثر تطرفا منذ النكبة يجمع بين طياته كافة قادة الإرهاب، مما يعد تحديًا واضحًا ورفضا صريحا لعملية السلام."

وفي صحيفة "الأيام" الفلسطينية، يقول عبد الناصر النجار إنه ليس من الصدفة أن يختار نتنياهو "الشخصَ الأكثر تطرفاً ويحمل أفكاراً في قمة العنصرية لتسليمه حقيبة الدفاع".

ويضيف الكاتب: "ليس مفاجئاً تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع في حكومة تضم وزراء يدعمون الإرهاب الاستيطاني بشكل علني، ولكن المفاجئ هو اعتقاد قادة ودول أن هناك إمكانية لإقامة السلام مع هذه القيادة الإسرائيلية."

ويرى خالد الأصمعي في "الأهرام" المصرية أن تولي ليبرمان وزارة الدفاع "سيساهم في زيادة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أكثر، لأن ليبرمان الوجه الحقيقي لدولة الكيان الإسرائيلي، ومؤكد أنه سيعتمد سياسة حديدية أكثر في التعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وفيما يتعلق بالمقدسات والقدس يمكن أن يكون له سياسة أكثر تطرفا".

ويرى نقولا ناصر على موقع "ميدل ايست أونلاين" أن خطوة تعيين ليبرمان يجب أن تُغيّر الأولويات الفلسطينية.

يقول الكاتب: "من المفترض أن يقود توسيع الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال الإسرائيلي بإضافة المستوطن العنصري والعدواني والمتطرف أفيغدور ليبرمان إليه إلى إعادة نظر فورية في الأولويات الفلسطينية، بحيث تحتل المصالحة الوطنية المرتبة الأولى بدل المبادرة الفرنسية، فحكومة الاحتلال الموسعة هي مشروع حرب، وتجديد للعدوان على المقاومة الوطنية في قطاع غزة، وتسليح للمستوطنين، وتسريع للاستيطان وتهويد القدس، والمزيد من القيود على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة."

"يعلون ليس حمامة سلام"

يرى أحمد عبدالفتاح في "القبس" الكويتية أن استقالة يعلون "سيكون لها تداعياتها على الداخل الاسرائيلي، ومستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين"، مضيفة أن خروجه من الحكومة سوف يقلص بشكل أكبر الثقة المحلية والغربية في حكومة نتنياهو.

ويضيف الكاتب: "على الجانب الآخر، فإن ليبرمان ليست لديه خبرة عسكرية، ومعروف بتصريحاته المتطرفة ضد الفلسطينيين والأقلية العربية في إسرائيل".

وتحت عنوان "استقالة يعلون تُعمّق الشرخ داخل اليمين الإسرائيلي"، كتب حلمي موسى في السفير اللبنانية يقول: "واضح أن اليمين الراغب في حسم الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي وكل مؤسسات الدولة لم يعد يرغب في أمثال يعلون وصار يبحث عن ممثليه الحقيقيين أمثال ليبرمان."

من جانبه، يقول عمر كلاب في "الدستور" الأردنية إن "يعلون ليس حمامة سلام حتى نبكي رحيله فهو وجه آخر لليميني ليبرمان".