الملا منصور ارتقى سريعا السلم داخل مجلس حركة طالبان الحاكم

ينتمي الملا أخطر محمد منصور إلى عشيرة إشاكزي القوية من قبيلة دوراني التابعة للبشتون، وينحدر من محافظة قندهار، المركز السياسي والثقافي لقوة الباشتون في أفغانستان.

وقبل تصعيده لتولي قيادة حركة طالبان، تقلد منصور مهام القائم بأعمال رئيس الحركة نيابة عن الملا محمد عمر، مؤسس حركة طالبان وزعيمها الروحي.

وبهذه الصفة، يُعتقد بأن دوره كان التصديق على إصدار بيانات الملا عمر الدورية على موقع حركة طالبان الرسمي على الإنترنت، حتى بعد أن مات الملا عمر بوقت طويل.

وأثار هذا جدلا داخل المراتب الأعلى للحركة، وأثيرت اتهامات بأنه ربما تآمر مع بعض حلفاء القبائل أو العناصر الموالية في باكستان لاغتيال الملا عمر.

ويتهمه كثير من خصومه بأنه خاضع بصورة كبيرة لسيطرة جهاز الاستخبارات الباكستاني الذي يقولون إن كان يوفر له حماية وملاذا آمنا.

ومع ذلك، خفت تحدياته الرئيسية لقيادة الحركة، حتى إن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أعلن ولاءه للملا منصور باعتباره الخليفة الشرعي للملا عمر.

وولد الملا منصور في وقت ما بين عامي 1963 و1965 في "باند إي تايمور"، وهي قرية تقع في منطقة مايواند بولاية قندهار الجنوبية لأفغاستان التي تشارك حدودا مع إقليم بلوشستان الذي يقع جنوب غربي باكستان.

وإبان اجتياح الاتحاد السوفيتي أفغاسنتان في الثمانينيات، قيل إن الملا منصور، مثل بعض أفراد عائلته الآخرين، قد حمل سلاحا ووقف بجانب مقاتلي المقاومة الإسلامية من المجاهدين.

ومثل بعض أفراد أسرته الآخرين، كذلك انضم منصور إلى جماعة محلية بقيادة الملا حجي محمد، الذي كان القائد العسكري الإقليمي لـ "الحزب الإسلامي"، وهو واحد من سبعة جماعة مقاومة مقرها باكستان بقيادة مولوي يونس خالص.

وتقول مصارد إنه كان مقاتلا بارزا رغم صغره، لكنه لم يكن معروفا بمآثره آنذاك.

وفي عام 1987، يعتقد بأن منصور انتقل إلى مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الباكستاني، ثم إلى بيشاور في الشمال الغربي، فيما يعرف الآن بإقليم خيبر باختونخو، حيث استأنف تعليمه الديني التي قطعه بسبب الحرب في أفغانستان.

وكان الملا منصور من بين المجموعات لحركة طالبان، أو طلاب الحوزة، الذين انحدروا من بكستان للسيطرة على إقليم قندهار ومن ثم إلى باقي أفغانستان في حرب خاطفة قضت على جميع جماعات المجاهدين العديدة باستثناء "تحالف الشمال".

ووفقا لوكالة أنباء "بجواك" الإخبارية المستقلة، أسندت قيادة حركة طالبان بعد الاستيلاء على قندهار، لمنصور مسؤولية أمن مطار المدينة الشمالية، ثم جعلته "قائدا لطائراتها المقاتلة".

وعندما استولت طالبان على كابل عام 1996، عُين منصور في البداية مديرا لخطوط أفغانستان الجوية (أريانا) وعين في وقت لاحق وزيرا للطيران المدني إلى جانب مسؤولية إضافية في مجال النقل وسلاح الجو.

وعندما كانت طالبان في سدة الحكم، أثيرت اتهامات ضد منصور باستخدام أموال المخدرات من حقول نبات الخشخاش في الجنوب لإنشاء شركات في دول الخليج.

في سبتمبر/ أيلول الماضي، زاد استيلاء طالبان على مدينة قندوز الشمالية من هيبتها

الصعود للقيادة

وكمعظم قادة طالبان في الجنوب، انتقل الملا منصور إلى مدينة كويتا عندما هاجمت الولايات المتحدة أفغانستان في أواخر 2001.

وبينما زادت مقاومة حركة طالبان للولايات المتحدة، أختير منصور حاكما لولاية قندهار في حكومة الظل لطالبان، وهو ما يعتبر مؤشرا لأهمية الملا أخطر منصور داخل الحركة.

كما ارتقى الملا منصور سريعا السلم داخل مجلس حركة طالبان الحاكم.

وفي عام 2007، اعتقلت قوات الأمن الباكستانية وزير الدفاع في حركة طالبان، ونائب رئيس الحركة آنذاك، الملا عبيد الله آخوند، في مدينة كويتا.

واختار المجلس الحاكم لطالبان الملا عبد الغني بارادار خلفا لعبيد الله آخوند وعيّن الملا أخطر منصور واحدا من نائبين له.

وألقي القبض على الملا بارادار ذاته في عملية مشتركة للاستخبارات الباكستانية والأمريكية في عام 2010، ما أفسح المجال لتولي منصور نائب رئيس الحركة.

ومثلت تسريبات لوكالة الاستخبارات الأفغانية في يوليو/ تموز بموت الملا عمر موقفا محجرا للملا منصور.

لكن مجلس الحركة الحاكم الذي يتخذ من باكستان مقرا له تحرك سريعا ليؤكد اختيار الملا منصور رئيسيا دائما لطالبان، في خطوة هدفت إلى منع أي اضطربات في البداية في صفوف أفراد الحركة وخشية من ترجمتها إلى انقسامات أوسع.