بيروت: يقيّم الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف"، موقع "إيلاف" في عيده الخامس عشر. ويقول إن "إيلاف" رائدة في المواقع الإلكترونية، وفي المجال الإعلامي.

ويضيف: "في وقت بدأت فيه "إيلاف" بالعمل، شكك البعض في استمراريتها وفي الجديد الذي قد تقدمه تلك الوسيلة الإعلاميّة، فإذا بها تتخطى العديد من التحدّيات، لتصبح موقعًا إلكترونيًا رياديًا في هذا المجال على الصعيد الإعلامي، وعلى المستوى اللبناني والعربي بشكل عام، من هذا المنطلق، يضيف مالك يمكن النظر إلى "إيلاف"، كمرجعية مهنيّة لها صدقيّة كبيرة، لكل من يتابع نتاج هذا الموقع الإلكتروني، وطالما نحن في موقع متقدم تكنولوجيًا، وانطلاقًا من تاريخ مؤسسة "إيلاف"، نتوقع لها المزيد من التواصل والنجاح على الصعيد المهني".

أما الإعلامي نبيل بو منصف (نائب رئيس تحرير صحيفة النهار اللبنانيّة) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف"، أن "إيلاف" كانت من المواقع الإلكترونية المتقدمة جدًا في الصحافة الإلكترونيّة، و"كنّا ولا نزال نتابعها في هذا المجال، باهتمام مهني كبير جدًا، وأخذت صدقيتها من المعايير المهنيّة التي تتبعها، من خلال إبراز الحقائق، وإبراز الرأي والرأي الآخر، وهو مهم جدًا في الإعلام اليوم، وفي الصحافة الإلكترونيّة عمومًا، ففي "إيلاف" الحق يقال إنها تتبع المعايير المهنيّة السليمة والموضوعيّة، والتي يجب أن تكون في أي عمل صحافي، لذلك كان النجاح حليف "إيلاف".

أما الإعلامي جورج طرابلسي (رئيس تحرير في دار الصياد، وصاحب موقع إلكتروني، ورئيس تحرير مجلة "ثقافيات") فيؤكد لـ"إيلاف"، أن "إيلاف" لا يزال الموقع الإلكتروني الأول، وإن كان في الفترة الأخيرة في بعض أقسامه، قد تراجع قليلًا، ولكن بشكل عام لا يزال الموقع الإلكتروني "رقم 1".

مستقبل الإعلام الإلكتروني
ولدى السؤال ما هو المستقبل المتوقع للإعلام الإلكتروني؟، يرى مالك أن السؤال لو طرح قبل سنوات ماضية، لاعتبرنا أنه من نسج الخيال، غير أننا اليوم نعيش أهم ثورة تكنولوجيّة معلوماتيّة، من هذا المنطلق نعتبر أن الحاضر والمستقبل هما لهذا النوع من الإعلام، ويمكن الاستشهاد ببعض الأزمات التي تواجهها الصحافة الورقية في العالم، كنيويورك تايمز وواشنطن بوست، اللتين تخلتا إلى حد بعيد عن اعتماد الورق، ولجأتا إلى المسار الإلكتروني، قياسًا مع الثورة الإعلاميّة التكنولوجيّة، هذا النوع من الإعلام الإلكتروني يشكّل الحاضر والمستقبل، في نظر الكثيرين، وقد اكتسب شهرة كبيرة، وهو مهيّأ الآن، لأن يكون خلال السنوات القليلة المقبلة، السائد، والمستقبل هو لمصلحة هذا النوع من الإعلام المهني الإلكتروني.

بدوره، يعتبر بو منصف أن الإعلام الإلكتروني بات مهمًا جدًا في عصرنا، لأنه قد يكون البديل من أي إعلام تقليدي آخر، من الناحية التقنيّة، ومن ناحية الإنتشار الهائل، ويضيف: "نحن في العصر الرقمي، وإنما بموازاة هذا العامل الإيجابي للإعلام الإلكتروني، ما زالت بعض المحاذير تهدّد الإعلام الإلكتروني، أهمها عامل الضعف في المعايير المهنيّة التي يخشى عليها في السرعة والسبق الصحافي، ومهما قلنا، فالإعلام التقليدي لديه تاريخه في المعايير المهنية، أكثر من الإعلام الإلكتروني".

طرابلسي يعتبر أن المواقع الإلكترونية والإعلام الإلكتروني هما الأساس في الرسالة الإعلاميّة، ولكن يجب الابتعاد فيهما عن المطولات، ولا يمكن قراءة سوى عدد من الكلمات، بينما في الصحافة الورقية، يمكنها أن تستوعب نسبة قراءة أكثر. لأن الصحافة الورقية تبقى مريحة للنظر أكثر، والإعلام الإلكتروني ليس بديلًا من الورقي ، ولم يستحوذ على كل مساحة الإعلام الورقي، فهما يكملان بعضهما البعض.

بديل من&الورقي؟
وردًا على سؤال هل أصبح الإعلام الإلكتروني راسخًا بقوة كبديل من الورقي؟، يؤكد مالك أنه خلال السنوات القليلة المقبلة، سيكون الإعلام الإلكتروني بديلًا من الورقي، ونتوقع له المزيد من الإنتاج المهني، الذي يجمع بين المهنيّة والرقي في تقديم المادة، حيث نحن أمام عصر جديد من المهنيّة الإعلاميّة، وتحديات العصر ستجعل الإعلام الإلكتروني في الصدارة، خصوصًا ما تقدمه "إيلاف"، إضافة إلى مواقع أخرى تحاول أن تبحث عن دور لها في هذا الخصوص.

يلفت بو منصف إلى أن الإعلام الإلكتروني أصبح راسخًا بقوة، لكن حتى اليوم لم ينتهِ دور الصحافة التقليديّة، ولديها موقعها في العالم، ولم نصل إلى الخطر الفعلي، لكننا نقترب منه. بالنسبة إلى الصحافة التقليديّة، لا يزال هناك متسع للصحافة التقليديّة الورقيّة، لم تندثر بعد ولم تتلاشَ كليًا، وهذا تحدٍّ كبير للإعلام التقليدي في مواجهة هذا الموضوع، وفي لبنان نعيش تداعيات هذا الخطر في المرحلة الحالية.

ويؤكد طرابلسي أن الإعلام الإلكتروني ليس بديلًا من الإعلام التقليدي، رغم أنه أخذ مكانًا أسياسيًا في حياتنا، حيث لا يمكن الإستغناء عن الإعلام التقليدي والورقي.

مواقع التواصل الإجتماعي
ولدى السؤال كيف يمكن مقارنة الإعلام الإلكتروني بمواقع التواصل الإجتماعي؟، يلفت مالك إلى أن المهنيّة الإعلامية تلعب دورها في هذا الخصوص، حيث الإعلام الإلكتروني أكثر صدقية ومهنية، وهناك رصيد متنامٍ للإعلام الإلكتروني في هذا المجال، وعلينا أن نعود إلى الشكوك، التي كانت تعتبر أن الإعلام الإلكتروني لا يمكن أن يطغى من الناحية المهنيّة على ما عداه من الوسائل الإعلامية الأخرى، لكن هذا النوع من الإعلام، أسهمت "إيلاف" فيه في موقع متقدم، لوضعه في الصفوف الأماميّة.

يشير بو منصف إلى أن المواقع الإلكترونية أقرب إلى المعايير المهنيّة من مواقع التواصل الإجتماعي، لأنها تتأكد من الخبر والتحليل. أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي عفوية وشعبية، والناس فيها تعبّر عن مواقفها، وليسوا بصحافيين.

ويضيف بو منصف: "ويعبّر الناس فيها في بعض الأحيان بلغة غير مهنية، وفيها ربما الكثير من الإبتذال، قد نشهد فيها على الشتائم، وتبقى تعبيرًا عفويًا، له حسناته، والكثير من السلبيات".

أما طرابلسي فيرى أن مواقع التواصل الإجتماعي لا يمكن الوثوق بأخبارها دائمًا، لأن العلاقة مع موقع إلكتروني عندما يفرض إحترامه من خلال المواد التي يقدمها، تكون أكثر ثقة من مواقع التواصل الإجتماعي. ويضيف طرابلسي: "ويبقى أن الإعلامي يجب أن تكون خبرته كبيرة في هذا المجال كي يستطيع التمييز بين الخبر الحقيقي على مواقع التواصل الإجتماعي وبين الخبر المركّب والمفبّرك".

دور المواقع الإلكترونية
أي دور يمكن توقعه للمواقع الإلكترونية في مقدمتها "إيلاف"، في الرسالة الإعلامية المستقبليّة؟، يجيب مالك أن "إيلاف" رائدة، مع صدقية عالية جدًا، ونتوقع لها بكل موضوعيّة ومهنيّة أن تحصل في وقت قريب، على المزيد ممن يعتمدون عليها كموقع له صدقية وكمرجعية مهنيّة دقيقة وممتازة للكثير من الموضوعات. "فالتكنولوجيا مع المهنة خلقت من "إيلاف" نوعًا من تطوّر مهني إعلامي في الشكل وفي المضمون".

ويؤكد بو منصف في هذا الخصوص إلى أنه من المتوقع من المواقع الإخبارية، كـ "إيلاف" وغيرها، أن تعتمد دائمًا المعايير المهنية، حيث يجب أن تبقى الرسالة الإعلامية متألقة في كل مراحلها الإلكترونية، والورقية.

في حين يرى طرابلسي أن "إيلاف" منذ البداية فرضت إحترامها في المجال الإعلامي، وهناك عملية ثقة بينها وبين قرّائها، لذلك عندما نريد التأكد من أمر نلجأ إلى "إيلاف" كموقع موثوق ويملك صدقية عالية في هذا المجال. أضاف: "نتوقع لها الإستمرار في مجالها الإعلامي كرائدة لكل المواقع الإلكترونية الأخرى".
&