دبي: كشفت جاكلين إيزاك المحامية الناشطة في مجال حقوق الإنسان خلال مؤتمر أقيم في نيويورك لرصد ما يواجهه المسيحيون في العراق من قمع وتعذيب وقهر على يد تنظيم "داعش"، أن فتاة عراقية من الموصل تبلغ 12 عاماً، تعرضت لحروق شديدة بعد أن قام أفراد من داعش بحرق منزل عائلتها، ولم تنجح محاولات الأطباء إسعافها، وقبل أن تلقى مصرعها، كانت كلماتها الأخيرة "إغفر لهم" أي أنها طلبت المغفرة لمن قتلوها.

الجزية أو الرحيل

وبالعودة إلى تفاصيل الواقعة، فقد كانت الفتاة العراقية تستحم، وطرق أفراد من تنظيم داعش باب المنزل، وحينما فتحت الأم طالبوها بدفع الجزية فوراً أو الرحيل عن المنطقة بأسرها، ويبدو أن تنظيم داعش أصبحت لديه خيارات تتقدم على إجبار الآخرين على دخول الإسلام على رأسها دفع الجزية أو التهجير الإجباري.

"إغفر لهم"

وعقب حرق المنزل هرعت عائلة الفتاة إلى المستشفى سعياً لإنقاذ حياتها، ولكنها لفظت آخر أنفاسها هناك لمعاناتها حروقا من الدرجة الرابعة التي تتجاوز الجلد وتصل إلى العظام والعضلات، وآخر ما قالته قبل موتها "إغفر لهم"، في إشارة إلى أنها لا تطلب لهم سوى المغفرة إعتقاداً منها أن عقلية الجاهلية تسيطر عليهم.

الصمت المريب

وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن ما يصيب الجميع بالذهول هو سكوت المجتمع الدولي عن جرائم داعش لمدة تزيد على العام ونصف دون تحرك حقيقي لوقف هذه الجرائم، على الرغم من فرار العديد من العائلات وخاصة المسيحية والإيزيدية الذين كشفوا عن الجرائم المروعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فضلاً عن الجرائم التي يرتكبونها في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في سوريا.

رفض مسيحي للتسليح

وعلى الرغم من كل ما يحدث يرفض رجال الدين المسيحي في العراق فكرة تسليح أبناء الطائفة المسيحية لمحاربة داعش، حيث يفضلون الإنخراط في صفوف الجيش النظامي لكي يحظوا بحماية قانونية وعسكرية، ولا يتعرضون لمزيد من الإضطهاد من جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها داعش.