القاهرة: توقع مسؤولون بشركة مصر للطيران استخراج الصندوق الأسود الخاص بالطائرة المصرية المنكوبة خلال ساعات، وذلك بعد أن تمكن أطقم البحث من تحديد موقع الصندوق الأسود الخاص بالطائرة المصرية المنكوبة، والخاص "بتسجيل البيانات"، قرب موقع العثور على الأشلاء البشرية وحطام طائرة مصر للطيران المنكوبة، والتي سقطت فجر الخميس بعد قليل من دخولها الأجواء المصرية في رحلتها القادمة من فرنسا.

وأكد الخبراء المعنيون بحوادث الطيران المدني أن تحليل بيانات الصندوق الأسود سوف تنسف جميع التحليلات والسيناريوهات التي ذكرت بوسائل الإعلام الأجنبية حول أسباب سقوط الطائرة.

أهمية الصندوق&

&ويعتبر الصندوق الأسود كاشف أسرار جميع الكوارث التي تحدث بالطائرات، وقد سمي بذلك؛ لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات، وهو في الحقيقة صندوق ذو لون برتقالي، يتكون من مسجلتين إحداهما نظرية والأخرى رقمية، وهما متشابهتان في المظهر الخارجي، وتختلفان في التركيب من الداخل، ومقاييس الصندوقين يبلغان في الطول 20 بوصة والعرض 5 بوصات والارتفاع 7 بوصات، ويكون في ذيل الطائرة لزيادة الحماية لهما، ويرجع صناعة أول صندوق أسود تم تركيبه بالطائرة لعام 1958م، على يد شركة لوكهيد.

ويستطيع الصندوق الأسود تسجيل ما لا يقل عن 100 نوع من المعلومات في وقت واحد، وذلك عن طريق تلقي المعلومات عن طريق أجهزة تحسس المعلومات الموجودة بداخلها من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة خارج الطائرة،كذلك تسجيل صوتي لأي حديث داخل كابينة القيادة، والمكالمات التي تتم بين كابتن الطائرة ومراقب الرادار أو برج المراقبة، وما يتعبه من استغاثات أو غير ذلك قد تحدث فجأة داخل الطائرة.

والصناديق مصنوعة من التيتانيوم، يقاوم أي اصطدام، يحتوي على مرشد لاسلكي لتحديد موقعه تحت الماء، ويطلق ذبذبات ضوئية عالية التردد 37,4 كيلو هيرتز عند مساس المياه والثلوج الكثيفة والرطبة، وذلك عند خروجه من ذيل الطائرة، ويمكن تمييز تلك الإشارة من على بعد 2,5 ميل وعلى عمق 20 ألف قدم تحت الماء ولمدة 30 يومًا متواصلة.

تعدد الأسباب&

&ومنذ سقوط الطائرة المصرية فجر الخميس الماضي ،خرج العديد من التوقعات بأسباب سقوط الطائرة، ومن أبرز تلك السيناريوهات، ترجيح فرضية وجود قنبلة تم وضعها على متن الطائرة في مطار شار ديجول، كذلك الحديث عن احتمالية ضربها بصاروخ من قبل جماعات إرهابية، وفرضية حدوث عطل فني مفاجئ على متن طائرة.

وقد وصلت التوقعات إلى الحديث عن أن يكون سقوط الطائرة متعمدًا من قبل كابتن الطيارة إثر قيامه بالانتحار، وهو السيناريو الذي دعمته " سي إن إن" ثم تراجعت عنه واعتذرت بعد ذلك، ومن السيناريوهات التي أطلقت بسبب الاختفاء الغامض للطائرة المصرية هو دخول الطائرة في مربع الأحزمة الصاروخية، وهو ما ينتج عنه تفجير الطائرة فور دخولها منطقة الخطر والمسماة بمنطقة الحزام الناري.

مجرد توقعات&

من جانبه قال كابتن طيار محمد نصيف :"إن جميع التحليلات التي تناولت سبب سقوط الطائرة المصرية مجرد توقعات فقط لا يمكن تأكيدها أواعتبارها معلومات يبني عليها فريق التحقيق".

مشيرًا إلى أن المعلومات المؤكدة حول أسباب سقوط الطائرة المصرية المنكوبة سوف يكشفها الصندوق الأسود بعد تحليل جميع المعلومات والإشارات بداخله ،ولكن هذا الأمر ربما يستغرق شهورًا لخروج فريق التحقيق المصري بالنتائج النهائية حول سقوط الطائرة بالبحر المتوسط.

لافتًا إلى أن جميع الاحتمالات سابقة الذكر قد يكون أحدها سبب سقوط الطائرة ، وخاصة ترجيح سقوط الطائرة لانفجار قنبلة، في ظل الحديث عن حدوث انحدار فجائي للطائرة من 37 ألف ميل إلى90 ميل، أما بشأن حدوث عطل فني فهذا الأمر قد يكون مستبعدًا إلى حد ما ، خاصة وأن الطيار لم يرسل أي نوع من الاستغاثات لبرج المراقبة في اليونان أو فرنسا أو الشركة بمصر.

وشدد الطيار المصري، أن سيناريو انتحار الطيار مستبعد تمامًا ولا يجب الحديث فيه ،خاصة وأن الطائرة كانت على بعد دقائق من الوصول لمطار القاهرة، &وأي شخص ينوي الانتحار لن ينتظر طول الفترة من خروج الطائرة من مطار شار ديجول حتى يسقطها، ثم أن المكالمات التي نشرت بين الطيار وأبراج المراقبة تؤكد أن الطيار كان في كامل وعيه العقلي والنفسي.

ليس حاسمًا

في السياق ذاته، استبعد اللواء طيارأحمد حنفي، نائب قائد القوات الجوية الأسبق، أن يكون حادث الطائرة المصرية ناجم عن أي عطل فني أو حرائق، مشيرًا إلى أن الطائرة مزودة بأجهزة ومنظومات تسهل على قائدها التعامل مع أي أعطال أو حرائق، وقد تم من قبل القيام بالعديد من التجارب العملية لكيفية التعامل مع الحرائق والأعطال الفنية داخل تلك الطائرات، الأمر الآخر أن أي عطل أو حريق لا يتسبب في إسقاط الطائرة مباشرة كما حدث.

متوقعًا أن يكون سبب السقوط ناجمًا نتيجة انفجار حدث داخل الطائرة، خاصة وأن الحطام الذي عثر عليه في موقع السقوط يشير إلى حدوث هذا السيناريو.

وقال اللواء حنفي: "إن هناك بعض حوادث الطائرات لم يتم الكشف عن أسبابها حتى الآن رغم وجود الصندوق الأسود، وبالتالي هناك احتمال بألا يحسم الصندوق الأسود لغز سقوط الطائرة المصرية بالشكل المنتظر للجميع، وهو مؤشر قوي بأن التحقيقات قد تستمر لشهور وسنوات.
&