انعقد مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني ساعيًا إلى تحقيق إصلاح جذري لطريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية، واعتماد إستراتيجية جديدة تقوم على الاستعداد للأزمات والاستجابة لها.


إسطنبول: سجلت "أم بي سي الأمل" حضورًا فاعلًا في القمة العالمية للعمل الإنساني المنعقدة في اسطنبول، هو أول مؤتمر من نوعه على الإطلاق، بمشاركة 60 رئيس جمهورية ورئيس حكومة وأكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

برزت في القمة تحديات الإعلام في الحروب والأزمات، وسبل دعم اللاجئين والتخفيف من معاناتهم وأهمية توفير المساهمات الإنسانية من خلال وسائل الإعلام، كمحاور رئيسة طرحتها "أم بي سي الأمل" في عددٍ من الجلسات الحوارية والندوات والاجتماعات التي شاركت فيها خلال فاعليات القمّة.

توفير الحماية للصحفيين

في هذا السياق، أكّد مازن حايك، المتحدّث الرسمي باسم مجموعة أم بي سي، مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية، التزام المجموعة دعم مبادرات المنظمات غير الحكومية على غرار منظمة Save The Children التي تعنى بحقوق الطفل، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحملة No Lost Generation برعاية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي تعنى بتوفير الحماية والتعليم للأطفال المتضررين من الأزمة السورية، وغيرها.

وضمن ندوة حملت عنوان "توفير الحماية للصحفيين ودعم التقارير الإخبارية المستقلّة في أماكن النزاعات"، تحدّث حايك عن أهمية عدم إقحام الصحفيين في حيثيات النزاعات الدائرة في أي بقعة ساخنة، وضرورة توفير الحماية لهم على الأرض كي لا يقعوا ضحيةً لرسالتهم والتغطيات الإعلامية التي يقومون بها في أماكن الحروب والأزمات.

إلى جانب حايك، حاضرت في الندوة كارن ألن، مراسلة الشؤون الدولية في بي بي سي، وإيرينا بوكوفا مدير عام يونيسكو، وبراين موسر مؤسس شركة ريوت الإعلامية الأميركية، وتانيت كوتش رئيس تحرير جريدة بيلد الألمانية، وكريستوفر ديلوار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، وبابيتا باسنت رئيس Media Advocacy Group النيبالية؛ إلى جانب الصحفيَّيْن المستقليْن حبيبو بانغري وزينة إرحيم.

أزمات اللجوء

بموازاة ذلك، سلّطت "أم بي سي الأمل" الضوء على أزمات اللجوء واللاجئين في الشرق الأوسط، والدور الإيجابي الذي يؤديه الإعلام في إيصال صوتهم والتخفيف من معاناتهم، إلى جانب السعي إلى توفير الدعم لهم بشكل عام، وللأطفال بشكل خاص، سواءً من حيث الرعاية الصحية والحماية وتوفير سبُل الأمن أو من خلال توفير مستلزمات العملية التعليمية والمعرِفية وغيرها.

وتأتي مشاركة "أم بي سي الأمل" في هذه القمة لتكرّس الشراكة طويلة الأمد مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتحالف الأعمال العالمي للتعليم، ما ينعكس في عدد من المبادرات التي تقوم بها مجموعة أم بي سي على غرار الفاعليات والنشاطات الإنسانية على الأرض، وكذلك التغطيات الإعلامية والتقارير والمواد الإخبارية والإعلانية ذات الصلة، على مختلف الشاشات والقنوات والمنابر الإعلامية المنتمية للمجموعة، إضافة إلى حملات جمع التبرّعات المباشرة وغير المباشرة، إلى غيرها من المساهمات الفاعلة.

لعلّ أحدث تلك المبادرات ستكون خلال شهر رمضان المبارك، عبر حملة "بصمة الأمل" على مختلف شاشات أم بي سي ومنابرها الإعلامية. في هذا السياق، سيطلّ على مدى 30 يومًا من الشهر الفضيل 30 فنانًا ووجهًا إعلاميًا معروفًا لإبراز قصص وومضات تسلّط الضوء على معاناة اللاجئين في كافة أنحاء العالم العربي، وبالتالي مساعدتهم على تخطّيها والتخفيف من وطأتها عليهم.

ثلاثة أهداف

تهدف هذه القمة العالمية للعمل الإنساني إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطط عمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلًا عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الإنسانية الطارئة والمزمنة، وذلك عبر القطاعيْن العام والخاص، والمنظمات الحكومية وغي الحكومية، وهيئات المجتمع المدني، وسواها.

وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للقمة، حددت لها ثلاثة أهداف: أولًا، تأكيد الدعوة إلى عملية تغيير جوهري لإعادة تأكيد التزامنا بالإنسانية؛ وثانيًا، المبادرة باتخاذ إجراءات وتقديم التزامات تمكن البلدان والمجتمعات من الاستعداد للأزمات والتصدي لها والتمتع بقدرة أكبر على امتصاص الصدمات؛ وثالثًا، تقاسم الابتكارات وأفضل الممارسات التي يمكن أن تساعد على إنقاذ الأنفس في جميع أنحاء العالم، ووضع السكان المتضررين في مركز القلب من العمل الإنساني والتخفيف من المعاناة.

وأعلن قادة العالم من الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني في القمة التزامهم تنفيذ خطة العمل من أجل الإنسانية، وأطلقوا مبادرات جديدة لتلبية الاحتياجات الملحة التي حُددت خلال عملية تشاور دامت يومين. وستُجمَّع قائمة بالالتزامات أيضًا عبر منبر التزامات متاح على الإنترنت.

هذا يؤدي إلى وضع مجموعة من الإجراءات التي تمكن العالم من الاستعداد على نحو أفضل للأزمات والتصدي لها، وتجعله أقدر على تحمل الصدمات.