إيلاف من بيروت: نجح تيار المستقبل في تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات البلدية التي شهدتها محافظات بيروت والجنوب والبقاع، وقد اتاحت الانتصارات التي حققها المستقبل الفرصة لتوجيه رسالة مفادها&&أن التيار الازرق لا يزال يتمتع بالثقل الشعبي الاقوى على صعيد لبنان.

وعلى الرغم من الحملات الاعلامية التي سبقت الانتخابات، والتي تحدثت عن تراجع شعبية المستقبل بسبب وجود عوامل ستؤدي الى ذلك، منها مالية صرفة، ويتعلق بعضها الآخر بغياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان لفترة ليست بقصيرة، غير أن امين عام المستقبل، احمد الحريري الذي يشرف على متابعة امور الانتخابات من الميدان، نجح وقيادة التيار في معارك بيروت وصيدا والمناطق التي شهدت تنافسًا انتخابيًا – المستقبل ترك للعائلات رؤية ما هو مناسب لها في عدد من البلدات انطلاقًا من ان هذه العوائل تؤيد التيار في الاساس- كما انه يعد العدة لاستكمال مسلسل انتصارات تيار المستقبل في خزانه الشعبي بمحافظة الشمال.

المستقبل لا يخشى الإمتحان
أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، وردًا على سؤال حول الاضافة التي اعطتها الانتخابات البلدية لتيار المستقبل؟، قال لجريدة "إيلاف"، "الانتخابات البلدية أضافت الكثير لـ(تيار المستقبل)، ولعل الإضافة الأهم التي نعتز بها هي المساهمة الفاعلة من موقعنا الوطني في إعادة الوهج والقيمة للحياة السياسية والديموقراطية التي كانت معطلة في لبنان، في ظل تأجيل الاستحقاقات الدستورية، من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية إلى التمديد مرتين لمجلس النواب، وما بينهما من شلل يصيب العمل الحكومي جراء التعطيل".

وتابع"ما هو أهم أيضاً، أن الانتخابات البلدية أضافت المزيد والمزيد من المصداقية على أداء "تيار المستقبل" بما يتعلق بإجراء الاستحقاقات الدستورية في موعدها، كما أضافت تأكيد المؤكد للجميع بأن "تيار المستقبل"، بما يمثل على الساحة اللبنانية، لا يخشى أي استحقاق ديموقراطي، بدليل أنه كان حريصاً منذ اليوم الأول لطرح الانتخابات البلدية على أن تجرى في موعدها، وقام بتأمين ذلك عبر وزارة الداخلية التي هي في عهدته مع الوزير نهاد المشنوق"، واكمل قائلاً" الانتخابات البلدية أضافت لـ"تيار المستقبل" العمل على استنهاض قواعده التنظيمية والشعبية، عبر الورشة الشاملة التي أطلقها في كل المناطق، تحت عنوان خوض المعركة مباشرةً في بيروت وصيدا وطرابلس، ورعاية التوافق في باقي المناطق، وقد نجحنا في الكثير منها، أو عدم التدخل في حال تعذر ذلك، انطلاقاً من أن كل العائلات هي عائلاتنا".

ارتياح العائلات
واعتبر امين عام تيار المستقبل "أن هذا القرار انعكس ارتياحاً عارماً لدى قواعدنا الشعبية والعائلات وتقديراً لقرار التيار باحترام إرادتهم في هذه الانتخابات التي يختلط فيها العامل العائلي بالإنمائي".&
الحريري، قال "إن نتائج الانتخابات البلدية تخضع لتشريح شامل من قبلنا على كافة الصعد، للوصول إلى التقييم السليم الذي يمكننا من قراءة نتائجها بشكل موضوعي ومواكبتها بالشكل الذي يعالج أي تراجع ويحافظ على أي تقدم ويعمل لتطويره."

رسالة القادة اللبنانيين إلى نصرالله
وفي رده على سؤال حول نظرة تيار المستقبل الى اللقاء الجامع الذي دعا اليه سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، أشار، "إلى انه وفي الاصل، ليس جديداً على المملكة العربية السعودية أن تجمع اللبنانيين، انطلاقاً من حرصها على وحدة لبنان ومصلحة شعبه، وهذا اللقاء الجامع الذي دعا إليه السفير السعودي علي عواض العسيري، رسالة إلى كل من يهمه الأمر، بأن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن لبنان، كبلد عربي شقيق، وأنها مستمرة في حرصها على العلاقات الأخوية التي تجمعها بلبنان، وعلى أمنه واستقراره، مهما حصل".

وأضاف، "في المقابل، فإن الحضور الجامع للقيادات والشخصيات اللبنانية في دارة السفير السعودي، هو رسالة محبة ووفاء وتقدير إلى المملكة العربية السعودية، في وجه رسائل الكراهية والحقد التي تضج بها خطابات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ضد السعودية".&

ترتيب البيت السني&
هل بمقدور حزب الله إفشال المسعى الذي بدأه الرئيس سعد الحريري بترتيب البيت السني؟، سؤال رد عليه امين عام المستقبل بالقول، "لا تعنينا أي محاولة من "حزب الله" أو غيره للاصطياد في الماء العكر، ما يعنينا فعلاً هو أن الرئيس سعد الحريري مستمر بجهوده لترتيب البيت السني، ولن يوفر أي جهد في سبيل فتح صفحة جديدة، قولاً وفعلاً، بما يخدم المصلحة الوطنية، وبما يحقق مصلحة مناطقنا التي نحرص على النأي بها عن التجاذبات السياسية".&

خطوة ترشيح فرنجية
وعمّا اذا كانت خطوة رئيس السابق سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، غير محسوبة النتائج انطلاقًا من موقع الأخير، وعدم تمكن اي طرف اقليمي من حسم الصراعات لصالحه؟ رأى "أن الرئيس سعد الحريري أعاد بترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الأولوية لاستحقاق رئاسة الجمهورية، الذي كان منسياً عند الجميع، الأمر الذي أعاد خلط الأوراق الرئاسية، وفتح الباب على مبادرات وتفاهمات ما كانت تخطر على بال أحد، وبالتالي، فإن مبادرة الرئيس الحريري بترشيح فرنجية تنطلق من حسابات لبنانية صرفة كل همها إنقاذ لبنان من هذه الأوضاع المشتعلة، لأن الإنتظار في ظل الفراغ الرئاسي بات قاتلاً للبنان".
&