إيلاف من لندن: أكدت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي لتيار الغد السوري، أن "مسألة تزايد أو تضاعف تدفق أعداد اللاجئين السوريين إلى أوروبا كانت نتيجة منطقية لسياسات النظام بالتعامل مع الثورة السورية بعنف مفرط ومتصاعد ضد المناطق المحررة من جهة، ومن جهة أخرى سوء الأحوال المعيشية في المناطق المسيطر عليها من قبل النظام والبلاد عمومًا بالتزامن مع انهيار العملة وارتفاع نسب الفقر والبطالة إلى أكثر من 85 بالمئة بحسب الاحصاءات الأخيرة، الامر الذي خلق حالة التهجير القسري وموجات اللجوء تلك".
&
وأشارت لـ"ايلاف" الى "المضايقات التي بات يتعرض لها السوريون على حواجز النظام سواء من قبل قواته أو المليشيات الإيرانية والمرتزقة الداعمة له".
&
وقالت مرشد إنه "هنا يجب التركيز على مسألة أن اللجوء للسوريين جاءت كحل أخير للبقاء على قيد الحياة، ولم تكن هدفًا بحد ذاتها كما يحاول البعض ان يصورها، ولو كانت هدفًا لما انتظر السوريون عامين حتى بدأوا بالخروج من بلدهم في رحلات لا تختلف خطورتها كثيرًا عن القذائف التي كانت تنهال عليهم".
&
ووجهت في الوقت نفسه الشكر "والاشادة للدول الأوروبية التي استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين خلال العامين السابقين لاسيما ألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد"، وأضافت: "ندرك تمامًا الجهد الذي بذل لاحتواء أزمة اللاجئين تلك .. هذه الأزمة التي تعتبر أكبر تحدٍ لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية خاصة مع وجود الآلاف من منتحلي الجنسية السورية بين طالبي اللجوء.."
&
في نفس الوقت قالت: "يجب التنبيه أيضًا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية للاجئين السوريين العالقين على الحدود المقدونية، والتي تتطلب معالجة سريعة وإسعافية خاصة مع وجود أطفال وعجزة ومرضى يعيشون في ظروف قاسية لا تصلح للحياة البشرية سواء على الحدود المقدونية أو في بعض المخيمات التي تغلق يومًا بعد آخر في دول العبور".
&
أما عن الحل الجذري بالنسبة لمسألة اللجوء ككل، فشددت أنه "لا يمكن الحديث عن هذا الحل في ظل عدم إزالة أسبابه المتمثلة ببقاء النظام وبشار الأسد في السلطة، فهم من قتلوا ودمروا وشردوا، وهم من تسببوا بموجات اللجوء بما حملته من مآسٍ وويلات، فلو سقط النظام منذ العام الأول للثورة لما رأينا لاجئين ولا مخيمات ولا قوارب..".
&
وتحدثت عن أن" الحل يكمن في معالجة المشكلة من أساسها وهي بشار الأسد ونظامه وتحرير سوريا من حكمه، ليعود السوريون إلى بيوتهم وبلدهم"، فالسوري كما اسلفت لم يهاجر "حبًا بذل الطريق ولا بخطر الموت ولا تحكم تجّار التهريب بمصيره، السوري هرب من الموت والسجن والقصف والتعذيب باحثًا عن الأمان ... وفرصة حياة".
&
هذا وبدأت السلطات المحلية في اليونان بإخلاء نزلاء مخيم إيدوميني "المكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين على الحدود مع مقدونيا إلى معسكرات في مدينة سالونيك، الثلاثاء"، بحسب ما أعلن التلفزيون اليوناني الرسمي.
&
وقالت مصادر في الشرطة اليونانية في تصريحات بثها تلفزيون “ميغا”، إن تعزيزات أرسلت من العاصمة أثينا لمواكبة إعادة إسكان أكثر 8500 مهاجر يتكدسون في هذا المخيم الفوضوي في معسكرات في سالونيك عاصمة مقدونيا الوسطى، رغم تقارير سابقة أنه لن يتم استخدام القوة في عمليات الاخلاء .
&
وأوضح مصدر آخر في الشرطة أن التعزيزات أرسلت "لتدارك ردود فعل قد تصدر عن أقلية من المهاجرين قد يتصرفون بطريقة سلبية". وأضاف أن "أكثرية المهاجرين لن تضع عراقيل تحول دون المغادرة… وقد اتخذت تدابير إضافية لتجنب المفاجآت غير السارة".
&
وقال المصدر إن عملية إخلاء المخيم لن تكون شاملة، وأن الجهود المبذولة لنقل الناس إلى مراكز أخرى اكثر تنظيماً ستتواصل، كما أكد أنه "في الأسبوعين الأخيرين حصلت عملية إخلاء هادئة، أي بالإقناع الذي أتاح مغادرة 2500 شخص، وهذا سيستمر".
&
وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى هذا المخيم الواقع على الحدود مع مقدونيا التي أغلقت مطلع&مارس الماضي، بعد إغلاق طريق البلقان الذي كانوا يسلكونه للوصول إلى دول أوروبا الشرقية ومنها إلى ألمانيا والسويد.
&
وأبدى لاجئون وطالبو لجوء في مخيم إيدوميني المتاخم للحدود المقدونية، رفضهم الانتقال لمخيمات أخرى في اليونان، وأعلنوا رفضهم بسبب سوء سمعة المعسكرات المزمع نقلهم إليها في ظل نقص الخدمة بأنواعها ونقص الطعام.
&
وقال طالب لجوء عراقي، لوكالات الأنباء، إنه لا يعتقد أن ظروف الحياة في المخيمات الأخرى ستكون أحسن من مخيم إيدوميني، لافتًا الى أنه "لن يقبل نقله الى مخيم آخر".
&
واشار الى أنه يتوجب على السلطات اليونانية إخباره عن موعد فتح الأبواب أمامهم للعبور إلى مقدونيا، مضيفًا أن نقلهم الى مخيم آخر، بغرض تحسين ظروفهم الحياتية، "لن يوفر حلاً لأزمتهم".
&
فيما قال طالب لجوء سوري إنه سيرفض نقله إلى مخيم آخر، مضيفًا: "سبق وأن وعدونا بتحسين أوضاعنا المعيشية، ونقلونا لمخيم في سالونيك غير أنني كدت أموت جوعًا هناك، وفررت إلى إيدوميني مرة ثانية".
&
ويعاني الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء في مخيم إيدوميني ظروفاً معيشية صعبة، حيث ينتظرون فتح حدود دول البلقان للعبور منها إلى أوروبا الغربية وسط شح في المساعدات وعجز حاد في مواكبة منظمات الاغاثة لهذه الازمة.
&
وكانت تركيا والاتحاد الأوروبي قد توصلا في 18&مارس الماضي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف الى مكافحة الهجرة غير الشرعية.