إيلاف من باريس: يتفق الأطباء على أن البدانة مرض العصر، على الرغم من انتشار أمراض مرعبة نسمع عنها يوميًا، والسبب إنه زمن السرعة والأكل السريع غير المنتظم. وليست الفكرة بعيدة عن الواقع فالأرقام صادمة حقًا: أكثر من مليار ونصف المليار شخص حول العالم يعانون البدانة. وتتوقّع منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد عام 2030 إلى 3.3 مليارات. في فرنسا وحدها أكثر من 6.5 ملايين بدين، أي نحو 14.5 في المئة من السكان.

صحيح أن وزارة الصحة في فرنسا تحرص دائمًا على نشر التوعية على البدانة من خلال حملات دعائية ومواقع مختصّة بالغذاء المنتظم وغيرها من الأفكار، لكن ذلك كله يبدو غير كافٍ، فعدد ضحايا البدانة إلى ازدياد.

بمناسبة اليوم الأوروبي لمحاربة البدانة المحدد في 23& مايو من كل عام، فكّر ابراهيما سيسوكو بخطوة للتوعية على هذا المرض. وقرر اجتياز 21 كيلومترًا، من ساحة ناسيون إلى برج إيفل مرورًا بالشانزيليزيه، وهو ينطّ على حبل.
&
رياضة توعوية

من دون توقّف ولا راحة، انطلق ابراهيما ومعه عدد من الأصدقاء والمشجعين رافقوه على دراجات هوائية أو انتظروه في ساحات باريسية معروفة، بينما كان يمارس رياضته المفضّلة: النطّ على الحبل. وابراهيما بطل سابق في الملاكمة، ابتكر نظامًا رياضيًا أساسه رياضة النط على الحبل. يقول الرياضي الشجاع لـ"إيلاف" إن الحبل لا يفارقه، وهذه الرياضة هي أكثر ما يساعد في خسارة الوزن، وهي مسلّية، ويمكن إضافة حركات ورقصات إليها لتصبح مثل رياضة الزومبا الآخذة رواجًا كبيرًا هذه الأيام.

يسعى سيسوكو إلى توعية المجتمع على مشكلة البدانة لأنه يرى الدولة لا تقوم بخطوات ملموسة في هذا الشأن. مشروعه كبير يشمل فتح صالات رياضية خاصة بالبدناء وابتكار نظام رياضي يناسب قدراتهم ويساعدهم في تخطّي مشكلتهم.

يشرح لـ"إيلاف": "كثيرًا ما لا يشعر البدين بالراحة في صالات الرياضة خصوصًا أنه يخشى نظرة الآخر، لأنه كثيرًا لا يقدر على القيام بكلّ الحركات الرياضية، لذا أعتقد لو اجتمع عددٌ من البدناء لممارسة الرياضة فسيتقدّمون بسرعة ويفيدون من خبرات بعضهم البعض".
&
هدف سامٍ

في البداية، كانت فكرة ابراهيما محض تسويقية، هدفها الترويج للنظام الرياضي الذي ابتكره، لكن حين قرأ عن مرض البدانة ومرّن عددًا من البدناء على الرياضة، قرّر أن يضع هدفًا ساميًا لمشروعه.

&أكثر من ساعتين ونصف الساعة من النط على حبل أمضاها في شوارع باريس، وتطلّب هذا التحدّي تحضيرًا كثيفًا ونظامًا غذائيًا محدّدًا.

يكشف ابراهيما لـ"إيلاف": "أردت أن يكون المشروع أهمّ ممّا كان عليه، وأن ترافقني حافلة وموسيقى وعدد أكبر من الأشخاص، وإقامة احتفال عند وصولي إلى برج إيفل. اتصلت بوزارة الصحة طالبًا بعض الدعم أو أن ترافقني الوزيرة على "نطّ الحبلة" في المرحلة النهائية من المسار، لكنني لم أنجح في إقناعها هذه المرّة".

بدأ ابراهيما سيسوكو من اليوم التحضير لتحدّي العام 2017. المسافة التي سيجتازها أكبر، 34 كيلومترًا تقريبًا، أي سيركض حول العاصمة الفرنسية ساعيًا بالتالي إلى دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية. ويعد الرياضي بنشاط أضخم وأكبر في العام المقبل. سوف ينط على الحبل من جديد، وربّما يرافقه هذه المرّة بدناء سابقون أو آخرون قرّروا تغيير نظام عيشهم وخسارة وزنهم الزائد بالنطّ على الحبل.