زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مصر اليوم، وكان في استقباله في مطار القاهرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عقد اجتماعاً معه في قصر الاتحادية، وتناقش في مختلف القضايا، ولاسيما مبادرة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

إيلاف من القاهرة: اِستقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي &اليوم الأربعاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وداليا خورشيد، وزير الاستثمار، وخالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة.

وتناولت المباحثات بين الجانبين مبادرة السيسي لتحقيق "السلام الدافئ" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وآخر تطورات جلسات المصالحة التي تقودها المخابرات المصرية بين الفصائل الفلسطينية.&

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن "الرئيس رحّب بولي عهد أبوظبي، مُشيداً بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها، تحت القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مؤكدًا أن "وتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين تعكس مستوى العلاقات المتميزة والوثيقة، التي تجمع بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي".

تطوير العلاقات

ومن جانبه، قدم الشيخ محمد بن زايد، التعازي لمصر، قيادةً وحكومةً وشعباً، في ضحايا حادث تحطم طائرة مصر للطيران، مؤكداً تضامن بلاده مع مصر ومساندتها في مثل تلك اللحظات المؤلمة.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تضافراً للجهود وتعزيزاً للتضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأكد بن زايد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر، والمؤيِد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، آخذاً في الاعتبار ما تنفذه مصر من مشروعات تنموية، مشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزةً للاستقرار وصمامًا للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقلٍ استراتيجي وأمني في المنطقة.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض آخر التطورات على الساحة الداخلية، كما عرض الرئيس للجهود التي بذلتها الدولة من أجل القضاء على عدد من المشكلات الرئيسة التي كانت تواجهها مصر مثل أزمة الكهرباء، حيث تم توفير الطاقة اللازمة، سواء للمواطنين أو لقطاع الصناعة، فضلاً عن سعي الدولة الدؤوب لتطوير قطاعي&التعليم والصحة، بالإضافة إلى ما تنفذه الدولة من مشروعاتٍ تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات، علاوةً على مشروعات الإسكان المختلفة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان الذي يشمل إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة تضم مختلف الأنشطة الزراعية والصناعية، إلى جانب الوحدات السكنية وكافة المرافق والخدمات.

وأوضح أن رؤى الجانبين توافقت بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمها&القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها، مشيرًا إلى أن الجانبين أكدا أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة في أقرب وقتٍ ممكن، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.

قوة العلاقات

ووفقاً للسفير محمد عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن زيارة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، للمرة الثانية خلال أقل من شهر ونصف الشهر إلى مصر، تعكس قوة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن الزيارات المتبادلة تؤكد توافق الرؤى بين البلدين وتطور العلاقات إلى درجة "الاستراتيجية".

وأضاف لـ"إيلاف" هناك الكثير من الملفات المهمة بين البلدين، منها ملف التنمية والاستثمار في مصر، لاسيما أن الإمارات شريك أساسي في الكثير من المشروعات العملاقة التي دشنها السيسي، سواء محور تنمية قناة السويس أو مشروع المليون وحدة سكنية أو مشروع استصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان، وغيرها من المشروعات في البنية التحتية.

وأوضح أن ملف الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذي تشارك فيها مصر والإمارات إلى جانب السعودية، والملف السوري، وكذلك الأوضاع في العراق، كلها ملفات ذات اهتمام مشترك، وتحتاج إلى تنسيق مستمر.

ولفت إلى أن زيارة بن زايد لمصر تأتي بشكل أساسي من أجل الاطلاع على آخر تطورات مبادرة الرئيس السيسي لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، وإقالة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ونبه إلى أن مصر تسير في هذه الخطوة بدعم خليجي سواء من الإمارات أو السعودية، لاسيما أن دول الخليج لديها نفوذ أيضاً على بعض الفصائل الفلسطينية، ويمكنها المشاركة بفاعلية في تحقيق المصالحة الفلسطينية.

يذكر أن بن زايد زار مصر في 21 أبريل الماضي، وتأتي زيارته اليوم لتكون الثانية خلال أقل من شهر ونصف الشهر.
&