إيلاف من لندن: حذر كل من رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ورئيس ائتلاف متحدون للاصلاح اسامة النجيفي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش من أي تجاوزات على المدنيين وتحويل المعركة إلى فرصة للتعبئة الطائفية التي يرفضها المجتمع العراقي.

الجبوري للعبادي: إمنعوا تحويل معركة تحرير الفلوجة لانتقام طائفي

فقد دعا الجبوري رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى "منع أي محاولات لتحويل معركة الفلوجة إلى فرصة للتعبئة الطائفية المقيتة ".. وقال في رسالة مفتوحة إلى العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، وتسلمت "إيلاف" نسخة منها، انه اذ يبارك انتصارات القوات المسلحة ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) منذ مطلع عام 2014 فأنه حريص "على انجاز هذا النصر بشكل يجعله مصدر اجماع وطني، ويفوت الفرصة على هذا التنظيم المجرم وكل المتربصين الذين يبتغون الفتنة وتشويه هذا النصر والتشويش عليه".

وطالب العبادي التوجيه بمنع أي جهة تروج "لتحويل المعركة إلى فرصة للتعبئة الطائفية المقيتة التي غادرناها بوحدتنا وتماسكنا واجماعنا واجتماعنا على رفض داعش الارهابي ومقاتلته ومواجهته في كل الجبهات ومن كل ابناء العراق".

وأكد على ضرورة تكرار التجربة المهنية المتميزة في تحرير مدينة الرطبة الغربية مؤخرًا، وعزل المدنيين عن العمليات العسكرية بنجاح وكسر كل المراهنات التي يعول عليها داعش في محاولته الاحتماء بالمدنيين العزل الرافضين لوجوده، والذين ينتظرون فك القيد عنهم واطلاق اسرهم من هذه الجماعة الارهابية".

 

قوات عراقية على مشارف الفلوجة

 

وأمس تعهد العبادي بمنع أي تجاوز على أرواح اهل الفلوجة وتبرّأ من قائد مليشيا هدد المدينة وسكانها بالابادة، وقال سعد الحديثي الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، في ايجاز صحافي تابعته "إيلاف"، إن توجيهات مشددة إلى كل القطعات العسكرية المشاركة في عملية التحرير بشتى صنوفها وإلى جميع المقاتلين المشاركين في معركة الفلوجة تؤكد على حماية المدنيين وتوفير الممرات والملاذات الآمنة لهم وتأمين احتياجاتهم الإغاثية الاساسية وتوخي اقصى درجات الحيطة والحذر عند دخول المدينة لضمان تجنيب المدنيين مخاطر نيران القوات المحررة. 

وشدد على أن أوس الخفاجي، قائد مليشيا ابو الفضل العباس، الذي ظهر في فيلم فيديو وهو يهدد بإبادة مدينة الفلوجة واهلها، وبث من بعض القنوات العربية والعراقية، لا يمثل الحشد الشعبي الذي يرتبط برئاسة الوزراء وهو غير متواجد اصلاً في قواطع القتال في الفلوجة.

النجيفي يرفض وصف أهل الفلوجة بالارهابيين

ومن جهته، رفض النجيفي من وصفهم بالاصوات النشاز التي تصف الفلوجة واهلها بأوصاف لا تليق بأي إنسان عراقي غيور على ارضه وأبناء وطنه وتتهمهم بالارهاب.

وشدد النجيفي على ضرورة انصاف مدينة الفلوجة التي قال انها "وقعت ضحية قهرين وظلمين فهي ضحية سياسات فاشلة قادت إلى التضحية باهلها والتفريط بهم والتخلي عن واجب الدفاع عنهم كمواطنين عراقيين اصلاء، وهي ايضا تحملت اقسى انواع الظلم والاعتداء والتعذيب بعد احتلالها من قبل تنظيم داعش الإرهابي ".

وأضاف قائلاً: "واليوم ومع أصوات التحرير وبشائر النصر يحل اوان الموقف الوطني الذي ينبغي ان ينتصر للفلوجة واهلها وينتصر لعذابات النساء والرجال والأطفال وينتصر لصوت الانسان المعذب وهو ينتظر التحرير وينتظر انتصار الأهل له ". 

وأكد أن الإرهاب هو العدو الاول للجميع، وان انقاذ مدينة الفلوجة منه واجب مقدس يقع بالدرجة الرئيسة على الفلوجيين أنفسهم معززين بالدعم المطلوب من قبل الحكومة مع تحشيد الطاقات والقدرات العسكرية لإنجاز الهدف الاول وهو القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار النجيفي قائلا "اما من يطلقون اصواتهم النشاز ويصفون الفلوجة واهلها بأوصاف لا تليق بأي إنسان عراقي غيور على ارضه وأبناء وطنه فهم إنما يفصحون عن دواخلهم المريضة وأحقادهم التي يخجل منها أي منصف ذي ضمير ". وشدد على أن "العدو الحقيقي للجميع هو داعش وهو من يجب ان يستهدف بالكلمة والرصاصة والمدفع، اما الفلوجة وأبناؤها فهم ضحايا وشهداء ومقاتلون بررة ومواطنون يمثلون نبض العراق العظيم".

ضمان أرواح مدنيي الفلوجة وبنيتها التحتية

دعت بعثة الامم المتحدة في العراق إلى التمسك الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتوخي الحيطة والحذر عند القيام بالأعمال القتالية، وأن يضمنوا السماح للمدنيين بمغادرة المناطق التي قد يكون القتال دائراً فيها في أمان وكرامة. 

 

قاسم سليماني في غرفة عمليات الحشد الشعبي في الفلوجة

 

وأكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الأطراف على ضرورة القيام بكل جهد ممكن لحماية أرواح المدنيين والحفاظ على البنية التحتية بمدينة الفلوجة خلال العمليات الجارية لتحريرها، وفقاً للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". 

وطالب بالتمسك الصارم بالقانون الإنساني الدولي بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب وتوخي الحيطة والحذر عند القيام بالأعمال القتالية، وأن يضمنوا السماح للمدنيين بمغادرة المناطق التي قد يكون القتال دائراً فيها في أمان وكرامة، كما نقلت عنه البعثة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم.

واعرب كوبيش عن تقديره للتوجيهات التي صدرت مؤخراً عن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي لاسيما بيان المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني فضلاً عن بيان المجمع الفقهي السني لكبار علماء العراق، الذي يحدد معايير تنفيذ العمليات العسكرية ويؤكد ضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان حماية السكان المدنيين من آثار الصراع المسلح وأعمال العنف.

وأشار المبعوث الاممي إلى أنّ أهالي الفلوجة عانوا بشكل كبير ولا ينبغي أن يضيف تحريرها مزيداً من الويلات والدمار للممتلكات ولا ينبغي أن يدفع المدنيون الأبرياء ثمن جرائم داعش.

ويوم أمس، حث المرجع السيستاني أعلى مرجعية شيعية في العراق القوات الحكومية التي تحارب لاستعادة الفلوجة من داعش على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة الواقعة على المشارف الغربية لبغداد. وتعكس دعوة السيستاني مخاوف من حدوث خسائر كبيرة في الأرواح في المعركة الدائرة لاستعادة المدينة، التي تقطنها أغلبية سنية، مما يمكن أن يؤجج التوترات الطائفية في العراق. 

وضم السيستاني صوته لكثيرين يدعون إلى ضبط النفس في المعركة التي بدأت يوم الاثنين لاستعادة الفلوجة التي كانت أول مدينة عراقية تسقط في قبضة التنظيم المتشدد في يناير عام 2014. 

وركزت القوات العراقية امس نيران مدفعيتها على الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية بالفلوجة، وقال مصدر من مستشفى بالمدينة إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 11 بجروح الأربعاء مما يزيد إجمالي عدد القتلى منذ بدء الهجوم يوم الاثنين إلى 35 قتيلاً هم 21 مدنيًا و14 عنصرًا لداعش.

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان إن "قتالاً عنيفًا يجري الآن حول المدينة"، ودعت إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين بأسرع وقت ممكن.