إيلاف من لندن: بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع سفير المملكة العربية السعودية لدى العراق ثامر السبهان بشكل مفصل الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها النازحون خاصة في محافظة الأنبار وضرورة تقديم الدعم المتواصل لهم. وأشار إلى أن العراق دخل اليوم مرحلة حاسمة في معركته مع الإرهاب وسيكون اندحار عصابات داعش في الفلوجة بداية مرحلة جديدة للأنبار عنوانها الاستقرار والاعمار.

وأكد الجبوري أن المساندة العربية عامة والسعودية خاصة تنعكس ايجابًا على قدرة العراق لمواجهة التحديات، مثمنًا دور المملكة الاغاثي والانساني في مساندة واعانة العوائل النازحة ومواقفها الايجابية من القضية العراقية، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه، أكد السفير السعودي حرص بلاده على بناء علاقات ذات مستوى عالٍ مع العراق من أجل إدامة التواصل، ومؤكدًا أن المملكة العربية السعودية تقف مع العراق في حربه ضد الإرهاب وماضيه باتجاه تقديم مزيد من الدعم الانساني له.&

ومنتصف الشهر الحالي، سيرت السعودية جسرًا جويًا إلى العراق لايصال مساعدات إغاثية لنازحي العراق الذين ارتفع عددهم إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، حيث وصلت طائرات سعودية إلى مطار بغداد الدولي على مدى ثلاثة ايام. وقالت السفارة السعودية انها تتولى المتابعة والتنسيق مع السلطات والمؤسسات الخيرية في العراق لإيصال هذه الاحتياجات الضرورية للنازحين والمحتاجين.

وكان السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان أعلن في 24 فبراير الماضي عن صدور أمر للعاهل السعودي الملك سلمان بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في محافظة الأنبار العراقية الغربية، مؤكدًا أن مملكة الخير لا تقدم إلا الخير.

وأكد السبهان عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، واطلعت عليه "إيلاف"، أنه يتم التنسيق حاليًا لإيصالها عن طريق مركز الملك سلمان.. وقال: "إن مملكة الخير لا تقدم إلا الخير وبإذن الله سيشعر الإخوة العراقيون بذلك، ومساعدتهم واجب علينا..هذه توجيهات سيدي الملك وبدأ العمل لتنفيذ أمره".&

و"مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية" مختص بمساعدة المحتاج والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للسعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.

واضاف السبهان أن هذه رسالة محبة واكبار وتقدير للشعب العراقي العربي الكريم ولجميع مكوناته نعلم بأهمية العراق، وهو يستحق من الجميع التضحية ليعود في أفضل حالاته. وخاطب العراقيين قائلاً: "انتم منا ونحن منكم وما يجمعنا بكم الدم والجوار والتاريخ المشرف وقوتكم بوحدة صفكم وكلمتكم، والعشائر جميعها لها دور كبير، والسياسيون ايضًا".&
&
السبهان يجتمع مع مرجع شيعي ويثير رفع الحشد الشعبي لصور النمر

ومن جهة أخرى، كشف السفير السبهان أنه ناقش مع المسؤولين العراقيين وضع صور رجل الدين السعودي نمر النمر الذي نفذ فيه الاعدام مؤخرًا بتهمة العمل ضد بلاده على الآليات العسكرية العراقية أثناء حصارها للفلوجة، وأنه تم إبلاغهم أن هذه التصرفات غير المسؤولة ومن جهات تنفذ أجندات لإبعاد العراق عن عمقه العربي غير مقبولة..لافتًا إلى أن المسؤولين العراقيين الذين إلتقاهم نفوا أن يكون الحشد الشعبي مشاركًا في تحرير الفلوجة.

وأضاف السبهان في تصريح نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية اليوم أنه ‏تم بحث العلاقات مع وزير الدفاع العراقي، مؤكدًا أن تحرير الفلوجة من داعش يقوم به الجيش العراقي والتحالف الدولي، وأنهم حريصون على أهلها. مشيرًا إلى أنه طلب من وزير الدفاع حث الحكومة العراقية على تسهيل وصول المساعدات السعودية لأهالي الأنبار وإنهاء الإجراءات الإدارية المعرقلة.

&وكانت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الثلاثة الماضية تظهر عربات عسكرية يستخدمها الحشد الشعبي العراقي الشيعي، وقد الصقت عليها صور النمر، وهي توجه نيران اسلحتها ضد تنظيم داعش في مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد)، التي تشهد عمليات عسكرية لليوم الرابع لطرد التنظيم منها.

فيديو لاجتماع السفير السبهان مع المرجع الشيعي الصدر

من جهة أخرى، ابلغ السفير ثامر السبهان المرجع الشيعي العراقي السيد حسين اسماعيل الصدر خلال لقائه في بغداد "إننا نحمل لكم التقدير والمحبة والاحترام لما لمسناه في طروحاتكم من سماحة وتعقل ونحن جميعًا مكملون لبعضنا البعض".&

وأكد السفير ان ما تسعى إليه السعودية هو لم الصف الإسلامي والعربي وتوحيد الكلمة وحل النزاعات والابتعاد عن كل من يحاول إثارة الفتن داخل البيت العربي والإسلامي.&

وأضاف "نحن أمة عربية واحدة &وقلوبنا مفتوحة للجميع ولا نفرق بين أحد أو طائفة منهم وكلنا أمل أن نعيد لحمتنا العربية والإسلامية". من جهته قال الصدر إن المملكة هي قبلة المسلمين وبها الكعبة المشرفة التي يتوجه إليها كل مسلم في شتى بقاع الأرض.. مشيرًا إلى أن هناك روابط كبيرة جدًا بين المملكة والعراق ونحن نعتز بجيراننا. واضاف ان هذه الروابط يجب أن تكون محل القراءة للمسؤولين في البلدين ولابد أن تكون منطلق العمل المشترك لصالح البلدين ولا يمكن لأي بلد عربي أن يستغني أو ينفرد عن بقية البلاد العربية ولو حصل التقارب المطلوب فستكون هناك قوة كبيرة إقليمية سياسية واقتصادية وعسكرية.

وأشار الصدر إلى أن محاولات تسييس الدين بشكل أو بآخر تشكل إهانة.. وشدد بالقول: "من سيس المذهب فقد أساء إليه".. موضحًا أن الدين فوق السياسة والمذاهب ولابد أن تحترم وتقدر والطوائف رحمة ولكن الطائفية نقمة وأن الطوائف والمذاهب الاسلامية جاءت من أجل التيسير وليس التعسير.. داعيًا إلى حوار من أجل معرفة الآخر وليس من أجل تغيير الآخر.