إيلاف من جدة: عمر حسين كاتب وممثل كوميدي سعودي، على الرغم من أنه خريج جامعة البترول والمعادن وتحديدًا الهندسة الكيميائية. ومع أنه حقق نسبة مشاهدة عالية لبرنامجه "على الطاير" منذ انطلاقته على موقع يوتيوب يبقى متمسكًا بتخصصه الهندسي مصنفًا نفسه "مهندسًا بالفطرة".&

في لقاء خاص مع "إيلاف" قال: "ظروفي منعتني من العمل في تخصصي لكن استطعت الالتحاق بأقرب ما يكون منه، وتحديدًا في آبار النفط، ومن بعدها في إدارة العمليات، ولا أعتقد أنني إعلامي بالفطرة، ودائمًا أنا ممتن لمن يعملون معي لأنهم يساعدون في إقحامي في هذا المجال الذي لا أفقه فيه كثيرًا".

ولفت إلى أن تصنيفه نجمًا أمر "كبير" عليه، حيث أنه يمتلك موهبة صناعة المحتوى الكوميدي، وكسر القوالب الجادة. فيما يجد أننا نحتاج في بعض الأحيان إلى أن نجيد الضحك على أنفسنا لتقليل الحساسيات، ولمعرفة تحليلها بنوع من الحياد.&

&مئة مليون مشاهدة&

حقق برنامج "على الطاير" الذي بث&للمرة الاولى&على اليوتيوب في عام 2010 ما يقارب مليوناً وثلاثمائة ألف مشاهدة، وكان حينها أول ظهور لمقدمه عمر حسين الذي لمع نجمه منذ ذلك الوقت لأنه لامس كثيرًا من واقع الشباب السعودي والعربي على حد سواء، لتقترب عدد المتابعات حاليًا من مئة مليون.

ولفت عمر في حديثه أن برنامج "على الطاير" وعدداً من البرامج الأخرى التي تحمل النسق نفسه نبهت الشباب إلى أن البرامج ليست اختراعًا فحسب يصنع في بيروت والقاهرة، والأهم أن هناك مساحة رائعة من الحرية يمكن أن يستمتعوا بها للتعبير.&

وعن البرامج المنافسة، قال: "أؤمن أن وجودي الإعلامي لغاية معينة متى ما انتهت مهمتي فلا سبب لوجودي. ولا أرى منافسين لكنّ هناك أشخاصاً أستمتع بطرحهم، وآخرين يهمونني على الصعيد الشخصي وأحب الوقوف على آخر أعمالهم من باب الاطمئنان عليهم".&

&

&

&سي أن أن &

لم تتوقف حلقات "على الطاير" على المتابعة المحلية والعربية، بل شغلت أيضا القنوات العالمية، حيث استضافت شبكة سي أن أن الأميركية عمر حسين مع الاعلامية ريما مكتبي للوقوف على ماهية برنامجه، ومشكلات الشباب السعودي التي يتم طرحها من خلاله معلنة بذلك اهتمام القناة بمجريات الأمور في الشرق الأوسط حتى في برامجهم المحلية.

قال: "تمكن فريق العمل حينئذ من وضع بصمة واضحة ومميزة جدًا، وتختار القناة أن تلتقي بمقدم البرنامج كونه الوجه الذي يراه المشاهدون أمام الكاميرا. لكن الذي جذبهم ليس عمر حسين، لكن ما يقدمه فريق كامل من قضايا اجتماعية ونفسية واقتصادية من خلال عمر حسين. وبشكل عام، أصبح المحتوى الالكتروني (المعروف باليوتيوبي) محركًا مهمًا جدًا من حيث مخاطبة المستهلك الممتلك قدرة تركيز منخفضة، لهذا يجب أن تختصر وتعطي جرعات مركزة من المحتوى الترفيهي تتناول قضية معينة، أو مشكلة تتمحور حولها حياة الشباب أو تصرفاتهم".&

سياسات إعلامية

يقول عمر حسين دائمًا إنه لا يخطط حاليًا ليرتبط بأي قناة، لأنه ضد السياسة الإعلامية. ومع ذلك ظهر مقدمًا لبرنامج الجامعة على قناة osn. وعن هذا التحول قال لـ"إيلاف": "ما كنت أود قوله أني لا أفضل أن يكون ارتباطي بقناة بشكل حصري فيصبح كل ما أقوله يمثل القناة، وكل ما تقوله القناة يمثلني. لي هويتي الخاصة وأحب أن تبقى هويتي واضحة ومستقلة".

عن تجربته الاعلامية كمقدم برنامج من خلال منصة تلفزيونية واقعية، قال: "التلفزيون يعطيك حرية أقل بكثير من يوتيوب، بينما يوتيوب تمويله قليل جدًا. لكل منصة قوانينها واستمتاعها".

وعن برنامج الجامعة وشخصياته الجدلية، قال: "استطعت أن أظهر خلال برنامج الجامعة الوجه الآخر لي، مهندس أحمل شهادة ماجستير إدارة أعمال واعمل في مجال الإدارة وما زلت أشغله. يسعدني أن أستضيف شخصيات مؤثرة على مستوى المنطقة ونخوض في حوار جاد نناقش فيه قضاياهم الجدلية وغيرها، أتوقع أن هذا تمهيد جيد لبرنامج كوميدي ليلي تتخلله فقرة تستضيف شخصيات جادة، مثل ما هو دارج في بعض البرامج الليلية الأميركية، والتي نجحت تجربتهم مع هذا الدمج بين الكوميديا والجدية". ويشير إلى أن التجربة رائعة وممتعة بشكل كبير، واللقاء مع الطلاب والطالبات خلف الكواليس مثري بشكل كبير، وحتى الضيوف يستمتعون به، إضافة إلى التواصل مع وجهات النظر المختلفة، وفرصة التعرف على الجامعات وتخصصاتها.

قناة خاصة&

طرح عمر حسين أخيرًا رسائل اجتماعية، أهمها خطف الصغار من خلال برنامج جديد تحت اسم "الحق ينقال" من خلال قناة صاحي اليوتيوبية. البرنامج يتلخص في عدد من التجارب الاجتماعية التي تحصل بالفعل في داخل المجتمع ليقوم بتحليلها خبير نفسي، وتحليل ردود فعل الناس حولها. وبحسب ما ذكره عمر أن البرنامج حقق نجاحًا وتفاعلًا أكثر بكثير من المتوقع.&

إلا أن هذا البرنامج لم يكن أهم مشاريع عمر، بل يعمد حاليًا على انشاء قناة يوتيوب خاصة به لصنع محتوى شخصي جدًا، يتواصل من خلاله مع جمهوره بشكل أقرب.
&